سديم وعبدالله بقلم ملك احمد
المحتويات
ماما شافت الشات احفظ سورة الفاتحة وحصلني.
انتفض مڤزوعا إثر سماع جملتها لكنه توقف فجأة يستوعب الأمر وقال لها
سورة فاتحة إيه يا بنتي إنت مراتي أصلا!
أصلا!
سألت ضاحكة فتنهد بيأس ومسح وجهه بكفه قائلا عبر المكالمة الهاتفية
مبنكبرش خالص
خالص خالص ما تيجي تقعد معايا وتجيبلي حاجات حلوة
لو مطلبتهوش منك هطلبه من مين يعني قوم يا عبد الله يالا!
نظر في ساعته فوجدها التاسعة مساء لذا سأل باهتمام
الكل صاحي عندك ولا الوقت متأخر
لا كله صاحي كمان عمي عندنا وأسرته النهاردة الخميس والناس بتسهر.
كنت هجيلك الصبح يا سديم.
تعال دلوقتي والصبح مش حوار.
طب مش كدة اتقلي شوية.
أتقل إيه إحنا بقالنا سنة كاتبين كتابنا غير فترة الخطوبة وبعدين فاكر لما كنت بتقعد معايا بالساعتين من غير ما أنطق كان عاجبك كدة يعني
لا يا ست البنات إحنا نطول القمر يكلمنا ويقعد معانا.
صمتت تماما فضحك يقول
خلاص يا عبد الله متتأخرش بقى هستناك.
أنهت المكالمة على عجل فارتدى ثيابه وهو يبتسم متذكرا محادثتهما اللطيفة بعد نصف ساعة وقف أمام منزلها وفي يده بعض الأكياس طرق الباب ففتح والدها الذي حياه بحفاوة شعر عبد الله بالإحراج وقال معتذرا
أنا مكنتش مخطط إني آجي فعذرا إني متصلتش.. نسيت تماما.
ابتسم عبد الله له ودلف وراء والد زوجته ألقى التحية على الجالسين ولم تمر سوى دقائق حتى خرجت سديم مرتدية إسدالا فضفاضا ومن فوقه خمار ونقاب بذات لونه اقتربت بهدوء وحيت عبد الله مصافحة فأمسك كفها ومسده بلطف سائلا بصوت خفيض
إزيك يا سكرة
الحمد لله بخير.
ابتسم ومنحها الأكياس قائلا بتوضيح
مكنش لازم تتعب نفسك.
والله دا إنت مكنتيش هتدخليني بيتكم من غير حلوياتك.
أنا فعلا كنت هعمل كدة بس ليه الشك
ضحك رغما عنه في حين دخلت سديم إلى المطبخ ثم عادت حاملة صينية عليها بعض التسالي والفاكهة فقال والدها بهدوء
ممكن تقعدوا في البلكونة لو حابين يا ولاد.
وقف عبد الله وتبع سديم نحو الشرفة جلسا هناك في الظلام دون إشعال الضوء تاركين القمر ينير المكان.
بجد والله
سألت ضاحكة وهي تنزل نقابها تناول كوب الشاي وارتشف القليل وهو يتأمل المكان حولهما
بلكونتكم لطيفة بحب القعدة فيها.
إنت مبتحبش القعدة في بلكونتنا إنت بتحب القعدة في بلكونتنا معايا.
قالت بثقة فأيد قولها وأردف بابتسامة عابثة
عارفة هحب أقعد فين أكتر
فين
في بلكونتنا.
ما إنت
متابعة القراءة