روايه أخطائي
المحتويات
أنها اعتذرت من ثريا وأبدت ندمها فما كان من ثريا غير أن تتفهمها وتلتمس لها الأعذار وترشدها إلى الصواب وتؤكد لها أنها مهما فعلت ستظل ابنتها التي تربت على يدها فكان الأهتمام والحنو الذي يغدقوها به جعلها ټلعن ذاتها في اليوم ألف مرة كونها اهدرت كل ذلك الوقت وهي مغيبة تحت وطأة اڼتقام واهي وشكوك بالية ليس لها أي اساس من الصحة إلا برأسها.
فحتى هو كان له مبادرة في ذلك التغير حين غير سياسته السابقة معها بعد أن أخذ عهد على ذاته أنه لن يرهبها مرة أخرى فبعد اعترافها الصريح له أطمئن قلبه وسكن بين أضلعه ولم يعد بحاجة لهذا فقد أصبح يشاركها تفاصيل يومه ويتلهف لردود أفعالها يتحين الفرص كي يشاكسها و يستمتع بخجلها وكما وعدها لم يفرض عليها أمر فقد سمح لها ان تذهب لجامعتها وقد أعاد لها هاتفها وابتاع لها جهاز لوحي أخر حتى أنه أهداها سيارة أخرى احدث موديل بنفس لونها المفضل ولكنها فاجأته عندما قالت له انها لاتريد أي شيء سواه فلم تجربها حتى بل كانت لا تخطوا خارج باب البيت إلا برفقته هو فحتى جامعتها أعرضت عن الذهاب لها وهاتفها لم تقم بفتحه إلى الآن لاينكر أن الأمر اشعره بالغرابةقليلا كونه مخالف لطبيعتها ولكنها كانت تؤكد له أنها لاتريد شيء أن يشغلها عنه وتريد أن تعوض كل ما فاتها معه وبقربه.
قالها هو حين انتهى من شرح أحد المواد التي تطوع بتدريسها لها. بينما هي كانت بعالم موازي تهيم به قائلة
فهمت يا حبيبي
ابتلع ريقه وزاد وجيب قلبه من ذلك اللقب التي اصبحت تمنحه اياه وقال وهو يهيم بليل عيناها
يالهوي عليا وعلى حبيبي اللي بتطلع منك أنت عايزة تجيبي أجلي يا نادين مش كده
بعد الشړ عليك يا قلب يا نادين بلاش علشان خاطري تقول كده تاني
أبتلع ريقه ببطء تحت وطأة اناملها التي تكاد تفقده ثباته وأومأ لها بهزة صغيرة من رأسه ثم رد ببحة صوته المميزة التي تعشقها
أنت أزاي كده أنا مش مصدق أنك هي!
حانت منها تلك البسمة المهلكة خاصتها التى لطالما اوقعته بها وأخبرته بقناعات جديدة اكتسبتها بفضل أخطائها السابقة
أنا حاسس إني أسعد واحد في الدنيا صدقيني مش عايز حاجة تانية
غيرك أنت كل احلامي يا نادين
وأنت حياتي كلها يا يامن أنا مليش غيرك اوعى تبعدني عنك.
أبعدك! ده أنا نفسي أزرعك جوة قلبي واخبيك عن الدنيا كلها قولتلك ألف مرة أنت الروح لروحي يعني لو بعدتي أموت
يامن...وبعدين معاك ابعد وبلاش تحرجني مامتك هتشوفنا
نفضهم صوت ثريا
انتو فين يا ولاد
لتدخل ثريا وبيدها كوبين من العصير الطازج قائلة وهي تضعهم على الطاولة
لسة بتذاكرو...ما كفاية بقى يا ولاد وتعالوا اقعدوا معايا
لتزجر يامن وتقول
سيبها تشم نفسها شوية يا ابني
أيدتها وهي تحرك يدها امام وجهها تستجدي الهواء فقد أصبح وجهها يشتعل من شدة خجلها
اه قوليله يا ماما ثريا أحسن هيحصلي حاجة
عقبت ثريا بمحبة خالصة لها
بعد الشړ عليك يا بنتي إن شاء الله اللي يكرهك
لاحت على ثغره بسمة عابثة ورفع حاجبيه وأجابها بمغزى تعلمه هي تمام المعرفة
عندي حاجات مش بتهاون فيها يا أمي وأظن هي لازم تبقي عارفة كده كويس من دلوقتي
قال جملته الأخيرة وهو يغمز لها بتسلية مما جعل سوداويتها تتسع وتبتلع ريقها بتوتر اكبر فكانت تكاد ټموت من الخجل وهي ترى نظرات ثريا لها وتلك البسمة التي تعلو وجهها وتدل أنها تتفهم ماذا يعني لذلك تلعثمت قائلة وهي تؤشر له بحركة متوعدة دون أن تلتقطها عيون ثريا
هاااا...اه...وماله
أبتسم هو بعبثية تامة بينما ثريا تناوبت النظرات بينهم ثم تنهدت بأرتياح وهي تراهم بتلك السعادة التي طالما تمنتها لهم فقد لاحظت تغير نادين بنفسها من انسجامهم و معاملتها لها في الآونة الأخيرة لذلك تشجعت قائلة وهي تتجه لأحد المقاعد القريبة وتجلس عليها
طيب مش ناوين تفرحوا قلبي بقى يا ولاد
تركزت نظراتهم عليها ولم يجرأ
متابعة القراءة