روايه أخطائي
المحتويات
حسن الفرق بينهم كبير...
حانت منه بسمة هازئة مستخفة ليست بمحلها تماما وهدر بعدم اتزان وهو يمرر يده بخصلاته يشعر بفوران رأسه
على أي وضع مش هيحصل انا مش هطلق لو وقفت على شعر راسها
زفر المحامي وأخبره بتروي ناصحا
استاذ حسن انا شايف أنك تحاول تحل الموضوع بشكل ودي وتحاول تقنعها تتنازل قبل ما الموضوع يتصعد اكتر من كده
مر يومين لا غير بعد حديثها مع سعاد بشأن عودتها وها هي قد عادت لذلك المنزل الذي لطالما تشعر به بالراحة فقد كانت تحضر أطفالها للذهاب لمدرستهم بعد أيام من الانقطاع... فقد قررت أنها ستعتمد على ذاتها وتقوي عزيمتها دون خوف أو رهبة فلم يعد شيء يرهبها كسابق عهدها
ساكتين ليه يا ولاد مالكم انتو كويسين
أومأو لها وبادر شريفبإندفاع كعادته
أحنا كويسين علشان أنت بقيت كويسة يا مامي وبطلتي تعطيتي
وقررنا أننا عمرنا ما هنزعلك ولا هنتخانق تاني علشان متزعليش
ايوة أحنا كنا زعلنين عليك وكنت انا وشريف بنقعد نعيط قبل ما نام
غامت عيناها التي يسكنها الحزن وقد جذبتهم فتلك الفترة التي تعافت بها أدركت أنها كانت تؤثر بالسلب عليهم دون قصد منها لذلك قالت بحنو وبصوت متحشرج على حافة البكاء وهي تقبل قمم رأسهم بالتناوب
حقكم عليا...الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا اوي وبعدين أنا عمري ما أزعل منكم أنتو كل حياتي ياولاد ومليش غيركم
واحنا بنحبك يا مامي ومش عايزينك تزعلي تاني ولما يرجع بابي من السفر هنخاصمه علشان هو اللي علطول بيزعلك
نفت رهف برأسها وقالت بدافع أمومي بحت كي لاتشوش تفكير ابنائها
لأ يا شيري بابي مش هو السبب أنا كنت تعبانة شوية وعلشان كده كنت بعيط لكن بابي بيحبكم وهيجبلكم حاجات حلوة كتير لما يرجع من السفر
يلا بقى علشان منتأخرش كملوا فطار
إنصاعوا لها وباشروا تناول طعامهم بحماس بينما هي اندثرت بسمتها تدريجيا وانفلتت دمعة من عيناها أخفتها سريعا وأخذت تنعي بسرها حظها وحظ ابنائها
فنعم كذبت ولكن ليس من أجله هو هي على يقين تام أنه لا يستحق أي شيء ولكنها فعلت ذلك من أجل ابنائها فلن تزرع ضغينة بقلوبهم لأبيهم وتشوش تفكيرهم بذلك السن الصغير بل كانت تفضل أن تمهد لهم أمر رغبتها في الأنفصال عنه تدريجيا كي لا يؤثر بالسلب على نفسيتهم .
لوهلة شعرت بإنقباض قلبها ولكن كفوف صغارها وتمسكهم بها جعلها تصمد و تطالعه بنظرات باردة جوفاء خالية من كل شيء.
اختصر المسافة بينهم بخطوتان حين لاحظوا ابنائه تواجده
وهرولو إليه هاتفين بفرحة
بابي وحشتنا
جثى حسن على ركبتيه وشملهم بين ذراعيه
وحشتوني اوي يا ولاد عاملين أيه كنت هتجنن عليكم
رد عليه شريف ببسمة واسعة
أحنا كويسين أنت رجعت من السفر امتى
لتشاركه شيري ايضا
وياترى جبتلنا ألعاب حلوة زي ما ماما قالتلنا
اخرجهم من بين ذراعيه و
جعد حاجبيه مستغربا ولكنها أرسلت له نظرة ثابتة تحثه بها على مسايرتهم فما كان منه غير أن يقول
لسة راجع ...واه جبتلكم العاب بس في البيت نسيت اجيبها معايا لما نرجع مع بعض هتشفوها
قال أخر جملة وهو ينظر لها نظرة مترقبة جعلت جانب فمها يعتلي ساخرا ثم قالت دون أن تعيره أي اهمية أو توجه له حديث
يلا يا ولاد عربية المدرسة وصلت.
أومأو لها بطاعة لتصحبهم هي إلى عربة المدرسة وما أن اطمأنت عليهم عادت ادراجها تحت نظراته فكاد يجن حين وجدها لم تعطيه أي اهمية وتتخطاه وفي طريقها لساحة البناية ليهرول قابض على ذراعيها قائلا بنبرة رغم حدتها إلا انها كانت تحمل العتاب بين طياتها
كنت فين انت والولاد أنا دورت عليك هو للدرجة دي وصلت بيك يا رهف
نفضت ذراعه بشراسة هجومية لم تكن ابدا من طباعها وقالت وهي تدفعه بصدره كي تبعده عنها بكل ما اوتيت من قوة
إياك تفكر تلمسني تاني ولا تقرب مني
أنت فاهم
ثارت أنفاسه واحتدت نظراته وتراجع خطوتين بعيد عنها يستغرب تلك الشراسة التي اصبحت عليها و رفع يده بأستسلام قائلا بنبرة تحمل سخط عظيم
مش هقرب بس احنا لازم نتكلم تعالي نطلع فوق ومنفرجش الناس علينا
تقلصت معالم وجهها وردت برفض قاطع
مستحيل يجمعني بيك مكان واحد من تاني ...
زفر انفاسه دفعة واحدة واحتدت نظراته حين برر بكل تبجح
أنا عارف أنك زعلانة على البيبي بس أنا
متابعة القراءة