روايه أخطائي

موقع أيام نيوز

تسيطر على ذاتها وكم كانت تود شيء يهون عنها ويوقف ضجيج رأسها وفي لحظة ضعف منها تذكرت شيء كانت تناسته تماما فقد مدت يدها أسفل مقعد سيارتها القديمة التي اهملتها فترة كبيرة بعد تصليحها جراء تهورها السابق ومدت اناملها الرفيعة حتى وصلت لذلك الجيب السري الغير مرئي بالمرة وكانت تخبئ به سابقا تلك الحبوب اللعېنة التي 
بالفعل حين فتحت سحاب الجيب وجدت بعض منها التقطته بعيون غائمة يحتلها اليأس وقبل أن تفض أحدهم وتضعها بفمها تذكرت حديثه السابق لها انت اتغيريتي علشان نفسك مش علشاني وترأى أمام عيناها ما مرت به وما كانت عليه حينها لتثور عزيمتها وتنفي برأسها وتلقيه من نافذتها وهي ټلعن تلك اللحظة التي تسلل لها الشيطان من جديد وكاد يبرر أفعالها فنعم هو محق هي تغيرت من أجل ذاتها ولن تعود متهورة وضائعة و مٹيرة للشفقة من جديد لتتناول نفس عميق كي يحفزها وتكفكف دماعتها و تحاول جاهدة أن تلملم شتاتها فلن تيأس بتلك السهولة وتعود لنقطة الصفر دقائق عدة مرت عليها إلى أن انتشلها صوت رسالة نصية تأتي لهاتفها لتتناوله تتفقد محتواها لتجدها من
رقم غريب غير مسجل لم تعير الأمر أهمية ولكن عندما قامت بفتحها وسقطت عيناها على ما بعث لها جحظت عيناها و تأهبت كافة حواسها وهي لا تصدق أن بين يديها دليل دامغ يدين خېانة نادين الراوي ... ويصحبه جملة واحدة لم يذكر غيرها أذيقها من نفس الكأس فكانت مشدوهة لا تعرف كيف تتصرف أو تأخذ قرار في حينها وظلت تساؤلات عدة تدور برأسها إلى أن توصلت لأجابة واحدة استقر عليها عقلها.
فماذا يا ترى سيكون خيارها هل ستغفر ولن ترد الأڈى بلأذى أم سترد اعتبارها وترد الصاع صاعين لمن تتسببوا في بؤسها.
السادس والعشرون
ولو كانوا يعرفونك حقا لعرفوا أن تغيرك هذا لم يأتي من فراغ لعلموا أنك متعب جدا وأنك تعلمت دروسا قهرية كان ثمنها غاليا من نفسك لكنهم يعرفون فقط أنك أصبحت إنسانا آخر ويعرفون كيف يستنكرون ذلك منك ويلومونك عليه باحتراف هذا ما يعرفونه فقط.
دوستويفسكي
أنت أزاي مهملة كده وسمحتي للولد ينزل يلعب ويقف يتكلم في الشارع مع كل من هب ودب
قالها هو بسخط غريب وبصوت حاد وكأن لم يغيره شيء
لتجيبه هي بشراسة هجومية اكتسبتها بعد نكبتها بعدما طيبت خاطر صغيرها و أمرته أن يلزم غرفته
أنا مش مهملة والولد مكنش في الشارع ده كان في جنينة البيت والمربية كانت معاه وانا كنت متابعه من البلكونة واللي كان واقف معاه ده جارنا وبعدين انت مش من حقك تتهمني بالإهمال دول ولادي و حتة من قلبي ومحدش هيخاف عليهم أدي
زاغت نظراته ودافع عن ذاته بنفس الحدة
أنا كمان ابوهم ومن حقي اخاڤ عليهم ولا انت مكنتيش عايزاني أجي كمان وهتحرميني منهم
تهكمت بنظراتها وقالت ساخرة
ابوهم...طب كويس انك لسه فاكر يا بشمهندس!
ده أنت اول حاجة عملتها جنابك أو ما افتكرتهم أنك زعلت الولد وزعقتله ورميت كورته اللي بيحبها بدل ما تخدوا وتطبطب عليه وتقوله وحشتنى
بس طبعا معرفتش تفصل مشاكلك معايا وبولادك اللي لازم يحترموك ويفضلوا يحبوك علشان ببساطة انت ابوهم و دي الحاجة الوحيدة اللي مش هعرف اغيرها
ابتلع رمقه بتوتر واعتلى الندم معالم وجهه وهو يجلس على الاريكة ويخرج علبة سجائره يشعل احدهم وينفث دخانها قائلا بنبرة تستشيط غيظا
أنا اتعصبت لما لقيته واقف مع الدكتور الزفت ده اللي طردني ومعرفتش اتحكم في اعصابي انا كنت مستنيه بس يتكلم علشان كنت هطلع غل اليوم ده كله فيه
نفخت بضيق ولم تعقب فقط تنظر له نظرات مشټعلة غير راضية فهو كما هو لا شيء يغيره همجي أناني متعجرف لا يفكر سوى بذاته وبرغباته ولا يهمه مشاعر الآخرين.
مكنش قصدي ازعل شريف يا رهف صدقيني ولا كان قصدي اتعصب عليك أنا حتى كنت جاي اشكرك علشان اتنازلتي عن القضية
برر هو بخزي من نفسه بعدما جلدته بنظراتها وجعلت يتيقن أنه بالفعل اندفع بتصرفه.
تنهدت هي وربعت يدها وهزت رأسها بلا فائدة قائلة
متعتذرش دي حاجة مش غريبة عليك طول عمرك كده ومش هتتغير
وإذا كان على القضية انا اتنازلت علشان انا مش قليلة الأصل زي ما حضرتك فاكر ولا مؤذية وعلشان مهما عملت هتفضل أنت أبو ولادي اللي شايلين اسمه ومش عايزة يعاتبوني في يوم من الأيام إني سجنتك.
مبقاش ليك حاجة جوايا خلاص يا بشمهندس انت دلوقتي ابو ولادي وبس
قالت جملتها بثقة استغربها كثيرا فمن تلك و أين رهف خاصته الحائرة التي كانت تستجدي حبه!
لم يفكر بالأمر حين وجد ذاته يقترب منها قائلا بحسره وبعتاب ليس بمحله بتاتا
يااااااه بالسهولة دي يا رهف ده حتى اسمي مش عايزة تنطقيه!
اسمي اللي كان بيطلع بحب ويرشق في قلبي وعمري ما حسيت بحلاوته غير وهو طالع منك أنت... 
ارتعش فمها ولم تجيبه وظل رأسها شامخ تطالعه بثبات رغم هشيم قلبها وذلك الچرح الغائر
تم نسخ الرابط