روايه أخطائي
المحتويات
غرور وعنجهية
مش بمزاجك...والكلمة الأخيرة ليا أنا... وللأسف انا مش مقتنع ومش هقبل بالهزيمة...
نفت برأسها بهلع وحاولت دفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة ولكن قبضة يده كانت من حديد على ذراعها الذي ثناه لتوه خلف ظهرها ودون أي مقدمات اخرى كان يخرج من جيب بنطاله منديل ذو رائحة نفاذة ويكمم به أنفها تلوت هي بقوة وتشنج جسدها وهي تحاول أزاحة يده وحاولت تصرخ بكل صوتها ولكن كانت قبضة يده القاسېة كاتمة لها وبعد عدة من محاولات بائسة منها تهدل جسدها وفقدت وعيها بعدما استطاع الظلام أن يسيطر عليها و يسحبها معه لدهاليز عتمته.
فقد غلبه شوقه وكان في تلك الأثناء في طريق العودة للمنزل بعدما ترك عمله دون أن ينجزه على الأخير فقد اعتذر للمحامي عن إتمام الإجراءات وأخبره أنه سيستأنفها فيما بعد على أمل أن يجلبها معه وينهي كل شيء بوجودها فقد حن ورق قلبه وشعر انه لا يطيق فراقها وقرر مفاجأتها بحضوره اليوم عوضا عن الغد حتى أنه تصنع انشغاله حين حاكته والدته كي لا يفتضح أمره.
مرر يده على ذقنه الحليقة دوما تباعا مع هز رأسه كي ينفض تلك الأفكار العابثة التي تكاد تفقده صوابه وتأجج مشاعره وتزيد من توقه لها فقد نظر نظرة خاطفة عبر المرآة لتلك الباقة الساحرة من الورود الذي احضرها ثم مد يده للمقعد بجانبه يتلمس بأنامله تلك العلبة الضخمة المزينة بالستان الأبيض المطرز التي تحوي بداخلها فستان زفاف إنتقاه لها على ذوقه الخاص وتأمل أن يعجبها... فكانت لهفة قلبه تسبقه لها حتى انه وصل بوقت قياسي.
يزفر حانقا وهو يلحظ عدم وجود سيارتها ليلعن حظه العسر فكم كان يوم أن يفاجئها ليتناول العلبة ويضعها في شنطة السيارة بالمؤخرة ويغلق عليها على أمل أن يحضرها حين عودتها...ويأخذ باقة الزهور ويلج لداخل المنزل يجد والدته تجلس أمام التلفاز غافية ليطفئه ويجثو على ركبتيه يربت على يدها
فاقت ثريا من غفوتها على أثر صوته وقالت بإبتهاج
ايه ده انت جيت امتى يا ابني
لسة واصل وكنت ناوي اعملها مفاجأة بس يظهر انها خرجت صح
اومأت له واخبرته وهي تنظر بساعة يدها تتفقد الوقت
اه يا ابني هي نغم جت اخدتها وقالت أنها هتقضي اليوم معاها و وعدتني انها مش هتأخرها
تنهد هو بضيق وقال وهو يعتدل بجسده
طب كلمها واطمن عليها!
زفر بقوة وهو يخرج هاتفه ويطلب رقمها لعدة مرات ولكن لم يأتيه رد ليهدر بقلق عارم وهو يشعر بوخزة غير مبشرة في قلبه
مش بترد
طب كلم نغم ما رقمها معاك...
استجاب لأقتراحها وما أن هاتف نغم اخبرته انها غادرت...ليتملك منه القلق ويظل يدور حول نفسه متوترا حين تحدثت ثريا
لا يعلم لم كان يعتريه شعور غير مريح حيال الأمر حتى انه كان يشعر بوخزة قوية في قلبه تنبأه أنها ليست على ما يرام ولكنه حاول أن ينفض افكاره السوداوية تلك التي تكاد تقتله ړعبة عليها وحاول التحلي بالصبر ولكن اتى رنين هاتفه ليؤكد مخاوفه حين لمح رقم غير مسجل على شاشته ليجيب بترقب
الو...مين
وحين أتاه غمغمات انثوية من الطرف الأخر تقلصت معالم وجهه وهمهم بعدم استيعاب وبنبرة مضطربة تحمل خوف و قلق العالم أجمع
أنت بتقولي ايهمستحيل!
أما عن صاحب القناعات الراسخة كان يجلس بفراشه يثني ذراعه ويسند رأسه عليه وهو شارد يسترجع ما حدث اليوم فلا ينكر أن مجيء نادين إليه فاجأه كثيرا ورغم كونه أنبها پحده ولكنها لم تتعند وجعلته بشكل ما يحترم شجاعتها فالأعتراف بالخطيئة نصف التوبة و حقا اثبتت هي ذلك حين استشعر صدق حديثها وندمها البادي عليها
فنعم هو ليس بساذج كي تخدعه وله نظرة ثاقبة تميز كينونة الشخص الذي أمامه...فقد زادت قناعاته إيمانا بعد حديثها أن هي و مالكة قلبه ما هم إلا ضحاېا اسرهم و هواجس واهية خاطها الشيطان لهم كي يوقعهم بالمحذور...
ولكن حسنا لا أحد معصوم جميعا يخطئ ولكن دائما مغفرة ورحمة الله اكبر بكثير من فداحة خطيئتنا...
ذلك ما كان يستنتجه عقله ويزحزح به تلك القناعات المسيطرة عليه حين
تعالى رنين هاتفه ليتناوله ويدرك أنها هي فكم كان يود أن يبادر هو بطريقته ولكن هي دائما ما تكون المبادرة من نصيبها ودون تردد وعلى غير عادته بالآونة الأخيرة وجد ذاته يجيبها
الو ميرال...
ليأتيه صوتها المرتعش الذي ذكره باحتياجها له في موقف مشابه
حمود انا محتجالك يا حمود علشان خاطري تعالى...
هب من فراشه بخضة عارمة وتسأل بلهفة
مالك يا ميرال ايه اللي حصل انت كويسة...طب انت فين!
تعالى علشان خاطري هبعتلك Location
لم تضيف اكثر في حين
متابعة القراءة