روايه أخطائي
المحتويات
الشيء خرج من المشفى و جاء إليه وهاهو يجلس في غرفة الضابط المسؤول ينتظر قدومه بعدما اخذ أذن بزيارته وفور دخول عبد الرحيم للغرفة تهللت اساريره وهرول ننحو و لده قائلا بفرحة عارمة
ولدي حمد الله على سلامتك يا نضر ابوك انت زين طمني
شدد حامد على عناقه وأخبره بملامح حزينة متهدلة بأسى
انا بجيت زين يا ابوي زين
هنا انسحب الضابط من الغرفة قائلا
رد حامد ممتنا وهو يفصل عناق أبيه
تشكر يا بيه
بينما نظر عبد الرحيم متمعنا بوجهه وكأنه يتأكد انه لم يهيأ له كون ولده أمامه وبخير ثم قال حامدا
حمد والشكر لله أنه ريح جلبي عليك يا ولدي
نظر له حامد نظرة مطولة جعلت عبد الرحيم ينكس رأسه حين سأله مؤنبا
ليه يا ابوي!
سامحني يا ولدي انا مدريتش بحالي من جهرتي عليك
ليستأنف عتابه
چوز بت عمتي كان ممكن ېموت من ورا عملتك المغفلجة دي
رد عبد الرحيم بحسرة وكأن لم يتعظ
ياريته كان ماټ وريحنا منيه بس الغريب بسبع ارواح
هز حامدرأسه بلا فائدة وتابع عتابه المضني وهو يجذبه ليجلسه على الاريكة الجلدية التي خلفهم
واني كمان يا ابوي كنت ھموت لولا ستر ربنا كيف مفكرتش أن الړصاصة اللي صابتني كانت رصاصة رحمة علشان تفكرك إن ربنا مش غافل عن نواياك وعايزك تتوب وتتعظ لكن انت تنيتك على عنادك
كنت رايد ارچع حجي في مال خيتي إحنا اولا بيه من الغريب ولما لجتيك غرجان في دمك مدرتش بحالي
المال كان هيغنيك عني وعن راحة بالك يا ابوي كنت هتبجى مرتاح لما تجتله وتحرج قلب امه ومرته عليه كنت هتحط جتتك كيف على فرشتك وتنعس يا ابوي من غير ما يوجعك ضميرك! ليه عملت إكده وهينت شيبتك وضيعت هيبتك يا ابوي
بس اني كان نفسي تربي ولدي لما يجي وتنضره بيكبر جصاد عنيك
تقلصت معالم عبدالرحيم مستغربا والتمع بعينه السؤال ليجيبه حامد
مرتي حبلة ياابوي
هنا هب عبد الرحيم من جلسته وقال بضغينة دون أن يعير الخبر أي أهمية
واه يبجى عشان إكده شهدت علي بكل عين وچباير وحبلها جوي جلبها وخلاها تشهد علي وتودرني
لولا هي سبجت مكنش حد فيهم اتچرأ وفتح خشمه كلالتهم هيعملولي ألف حساب
عشان خايفين منيك يا ابوي
ومن چبروتك لكن لما نطجت هي بالحج كل واحد چيت عليه واستجويت ردهالك
واه بكفياك انت جاي تجف جصادي عشان تنجرزني ولا ايه
تهدلت معالم حامد وقال بيأس شديد من ذلك الكبرالذي مازال يسيطر على قلب أبيه
مش جصدي انجرزك ولا اجف جصادك إني بس حزنان عشان لساتك على عنادك و مكابرتك أطرق عبد الرحيم رأسه ولم يجيبه ليستأنف حامد
انا چبت محامي زين هيتولى كل حاچة وهدعيلك يا ابوي ربنا يهديك ويزيح عنك شيطانك
قالها تزامنا مع دخول الضابط و أحد الأمناء الذين اعلنوا نهاية زيارته وإن قبض الأمين على ذراعه وبدأ في سحبه معه ليرجعه للحبس صدر قول عبد الرحيم بنبرة راجية اكثر منها متسائلة وعينه متعلقة على ولده
هتبجى تعاود تزورني يا ولدي ولا هتجاطعني
استشعر رجاءه بنبرته فلم يطاوعه قلبه أن يتركه دون أن يطمئنه فرغم افعاله المخزية إلا انه مازال أبيه لذلك تنهد بعيون غائمة وبقلب يتألم هرول إليه يلاحق خطواته ثم بقلة حيلة انحني على يده يقبلها قائلا ودمعاته تزف حسرته
هعاود يا ابوي ومش ههملك واصل وهدعيلك ربنا يفك كربتك
ويرچعك لينا سالم
ربت عبد الرحيم على كتفه ثم دون حديث استجاب لجذب الامين له تارك ولده ينظر لآثاره بقلة حيلة وبعيون دامعة متحسرة.
كانت في المسجد تأخذ درس في تلاوة و تجويد القرآن الكريم كما تعودت في المواظبة عليها قبل سفرها تلك العطلة الصغيرة التي حظت بها مع والدها وعائلته في احد محافظات الوجه البحري وبعد انتهائها وأثناء سيرها خارج المسجد ودون أن تخرج من ساحته الواسعة لمحت شخص هيأ لها انها تعرفه يقوم مع مجموعة شباب مثله بأعمال تطوعية تخص نظافة المسجد. تجمدت بأرضها تستوعب كونه هو وكم استغربت هيئته المختلفة كل البعد عن سابقتها استغفرت الله بسرها كونها اطالت النظر ثم التفتت كي تغادر ولكن اتاها صوته حين رأها و تقدم منها دون النظر لها مباشرتا
ازيك يا نغم
التفتت بمضض وردت بإقتضاب
الحمد لله يا فايز
كادت أن تغادر ولكن فضولها دفعها لسؤاله بتحفظ
هو انت بتعمل ايه هنا
اجابها فايز بفخر ظهر جلي في نبرته
انا انضميت للزملاء في خدمة بيوت الله
هزت رأسها بتفهم وقالت بتحفظ
ربنا يجازيك خير اللي بتعمله ده من باب تعظيم حرمات ربنا وتعظيم شعائره وربنا سبحانه وتعالى قال
متابعة القراءة