روايه أخطائي
المحتويات
يعتصر بين ضلوعها بسبب ما حدث بعد ذلك فكم تمنت ان يكون مصيرها مختلف ولكن خانتها عزيمتها وجعلتها تكرر إنهاء حياتها بنفسها عوضا عن انتظار المۏت أن يأتيها... نفضت دمعاتها وهي تترحم عليها وتدعوا لها بالمغفرة ثم نهضت كي تستعد لكي توافي رهف كما وعدتها
جلست على طاولة الطعام بعيون ساهمة متغاضية عن ثرثرة دعاء التي كادت تصيبها بالضجر لولآ صوت والدها الذي أتاها نجدة لها
نهضت قائلة بإحتياج وبنبرة واهنة
وحشتني يا بابي
ربت فاضل على ظهرها وقال بحنو
ده هو يومين بس اللي غبتهم يا بنتي لحقت اوحشك
هزت رأسها وقالت مؤكدة
متسافرش تاني وتسبني
اجابها والدها ببسمة حنونة
حاضر يا ستي مش هسافر تاني ولو سافرت هاخدك معايا طالما بوحشك
صكت دعاء اسنانها واعترضت
وأضافت بخبث وهي تنظر له نظرات ذات مغزى يعلمه جيدا
ودراستها والجامعة اللي بقالها كذا يوم مش بتروحها...المفروض انك تعارضها و تخاف على مستقبلها اكتر من كده
هز فاضل رأسه وأيد زوجته
دعاء عندها حق مستقبلك اهم
ليه مش بتروحي الجامعة
كم شعرت بالخذلان من حديثه التي أثبت به أن زوجته هي صاحبة السلطة الأكبر على قراراته مما جعلها تنظر ل محبة التي تقف بالزاوية تحسها أن تساندها وهي تجلس على طاولة الطعام من جديد وتتلعثم قائلة
ليتساءل فاضل بحدة
وليه محدش بلغني
لتلاحق محبة الحديث التي تابعته من بادئته وأدركت بفطنتها أن أحد الخدم يتلصص لصالح دعاء لذلك تعمدت اغاظتها
حقك علينا يا بيه أصل كنت ملخومة بيها ودعاء هانم من ساعة ما سافرت وهي عند ولدتها ومتعرفش حاجة
أومأ فاضل بتفهم بينما ظلت دعاء ترشق محبة بنظرات مغتاظة جعلت محبة تشعر ببعض الارتياح
حمد الله على سلامة حضرتك يا فاضل بيه
اهلا يا محمد اخبارك ايه
تمام يا فندم انا جيت علشان...
قطع حديثه عندما تعلقت عينه بها يرى تلك النظرة الراجية بفيروز عيناها وكم كان يجاهد ضميره حين استأنف بعملية شديدة تحت نظرات الجميع المترقبة
تهللت أساريرها وهي تنظر له بامتنان حقيقي ثم هتفت وهي تلملم أشياءها
انا بقيت كويسة ...وهروح الجامعة
هز رأسه لها واستأذن بأدب وسبقها إلى الخارج وهرولت تلحق به لتدعوا محبة بسرها
ربنا يصلح حالك ويريح بالك يا بنتي
شكرا
قالتها بإمتنان حقيقي وهي تصعد للسيارة مما جعله يتنهد بملامح واجمة وهو يتحاشى النظر لها
اومأت له واخبرته بندم
انت عندك حق اوعدك مش هعمل كده تاني انا ساعات بيبقى عزيمتي ضعيفة و استسلم لكن وعد مش هأذي نفسي زي ما طلبت مني
هز رأسه بملامح مازالت واجمة وأخبرها بإقتضاب
تمام
ابتسمت ببهوت وقالت بعرفان للجميل وهي تراه يشعل مقود السيارة بيده المضمدة
انت جدع اوي وعمر ما في حد عمل علشاني كده ابدا وعلشان كده نفسي نبقى صحاب
نظر لها نظرة غامضة لم تستشف منها شيء ثم قال بعملية شديدة وبكامل صوته الأجش المفعم بالكبرياء وهو ينطلق بها
آسف مفيش حاجة في قاموسي اسمها اصحاب ... انا هنا سواق جنابك وبس واللي عملته أي راجل عنده نخوة كان مكاني كان عمل زيه واكتر منه كمان
احتل الحزن عيناها وتراجعت للخلف فكم طعنها قوله وأكد لها أنها سيئة ومرفوضة و الجميع ينفر منها ويتخلى عنها
بينما هو لعڼ نفسه ربما للمرة الألف بعد المائة انه احرجها ولكن هو لا يريد أن يقحم نفسه بها أكثر ويتوهم بشيء يستحيل حدوثه فهو يعلم ذاته تمام المعرفة ويعلم أن ليس باليسير ابدا ان تتمكن أنثى أن تزعزع ثباته وتجعله يخالف ضميره لأول مرة بحياته من أجلها
كم كانت تود أن تحلق بالسماء من شدة سعادتها عندما اخبرها الطبيب بذلك الخبر السار وكم
شعرت بالامتنان لتلك السيدة الحنون التي شاركتها فرحتها وسعادتها واهدتها الكثير من النصائح بشأن سلامتها قبل ان توصلها وتغادر لمنزلها وها هي تجلس بأنتظاره تهيأ له الأجواء كي تخبره متغاضية عن كل ما حدث وهي تظن أنه باعتذاره منها بلأمس سيعود لسابق عهده.
وعندما اتى استقبلته بلهفة كعادتها وانتظرت ان يستفسر منها عن زيارتها للطبيب ولكنه لم يكلف ذاته حتى بمكالمة هاتفية او حتى سؤالها عند وصوله مما جعلها تشعر بالضيق من عدم اكتراثه وظلت تنظر له نظرات معاتبة وهو يجلس بجوارها على الاريكة بردهة منزلها ويسلط كافة تركيزه على هاتفه مما جعلها تتنهد بصوت مسموع لفت انتباهه وجعله يتساءل ببرود
مالك يارهف مش على بعضك ليه
رفعت نظراتها له واخبرته بعتاب وهي تزيح الهاتف من يده لتستحوذ على انتباهه
أنت ليه مكلمتنيش النهاردة في التليفون
مط فمه ورد بلامبالاه
عادي يعني مجاش في بالي
ابتلعت غصة مريرة
متابعة القراءة