ارث العادات بقلم دفنه عمر
المحتويات
الإفطار المتراصة أرضا عدا العم علي الذي أعرض عن الصعود معهم رغبة في النوم قليلا ووالدتهما التي تقضي مشوار هام مع إحدي جيرانها في الحي ولم تأتي بعد.
أما البقية بدؤا التهام الطعام بشهية واضحة و راحت الأيادي تتخطف أقراص الطعمية المحشية وقطع الطماطم المتبلة بخليط من الفلفل الأحمر المالح وإبراهيم يهتف بثناء واضح شروق أشطر واحدة تعمل فطار ملوكي زي ده يفتح النفس.
ضحكت بخجل بينما شعرت الزوجة الأخرى بغيرة طفيفة وفطرية لا تملك صدها وهي تشهد هذا الدلال لها..الجميع يقدرها..تعرف كيف تجتذبهم حولها وللحقيقة التي لا تنكرها هي تمتاز بتلك الروح التي تعطي دون حساب ونشاط بدني تحسدها عليه كأنها فراشة لا تكل أو تمل التحليق فتنال استحواذ الكل دون منازع..عكسها هي مجهودها فقط محصور بين جدران بيتها وطفليها الأشقياء بشدة وزوجها.
قالها ابرهيم ليدعم زوجته حين لاحظ غزو وجهها بغيرة مبررة ليهتف تيمور يبقا انت اللي جبته لنفسك الاسبوع الجاي هندبسك في عزومة فسفور عندك مانع يا مرات أخويا
شروق بصراحة انا نفسي فيها من ايدك.
ابتسمت بوميض فخر امتزج بالرضا لنيل الأهتمام منهم أخيرا بس كده عنية الخميس الجاي هتاكلوا من ايدي تشكيلة أسماك هتخليكم تنورا كده.
_ هتنزل الورشة انهاردة يا هيما
ابتلع لقيمة خبز بشربة ماء وقال أه والله.. في زبون لازم اسلمه انهاردة شباكين لمناور شقته واقفل حسابي معاه..أصله عريس وهيدخل قريب.
ابتسمت الأخيرة عندك حق طبعا بس حرام لو في مصلحة يسيبها.. لو عايزين رأيي.. ابراهيم يسلم الزبون ده حاجته ويقفل الورشة ويكمل بقيت اليوم معاكي.
رد ااأخير والله أنا اصلا كنت هعمل كده..
تبع قوله وهو ينهض شكرا يا مرات اخويا علي الفطار المتين ده ثم نظر لأخيه يدوم عزك يا اخويا.
ربت علي طهره بقوة حانية تعيش ياهيما..روح الله يفتحها في وشك ويرزقك.
_ يا مساء العسل يا ديجا.
ضوت عين أمه خديجة متشبعة بطلته وخفة ظله التي تأسرها وهي ترحب بقدومه مساء الشربات يا ضي عيني..ثم تدللت عليه زعلانة منك يا واد يا ابراهيم.
_ ليه بس يا ست الكل
معدتش عليا امبارح زي عوايدك ونمت من غير ما تشوف امك طبعا حضڼ مراتك بينسيك الدنيا.
قهقهة متفهما غيرتها وهو يضم كتفيها بود وبعدين في الغيرة بتاعتك دي يا ديجا ثم تحدث بجدية موضحا والله يا ماما امبارح كنت تعبان اوي من شغلي وماصدقت شوفت سريري قدامي ونمت لدرجة مارضيتش اتعشى مع حور والعيال.
ومع كده حقك عليا
هصالحك باللي تطلبيه.
ابتسمت بفيض حنان يخصه أكثر من غيره مش عايزة اكتر من انك تطل عليا دايما يا ابراهيم.. انت عارف غلاوتك عندي حاجة تانية.
ربت على
كتفيها عارف يا ديجا.
وقعت عينه علي قدميها المكشوفة له رجلك وارمة كده ليه يا ماما
_ أصلي طول اليوم كنت عند خالتك ثرايا تنجيد بنتها كان انهاردة وكنت معاها بجاملها وبساعد مع الكل في تحضير أكل الضيوف وشكل قعدتي علي كرسي وقت طويل تعبت رجلي.
استاء مغمغما وايه لازمة التعب يا أمي.. كنتي جاملي بمبلغ وخلاص.. ينفع رجلك تورم كده
هونت عليه الأمر يا ابني الواجب مش فلوس وبس..دي أول بنت خالتك ثرايا تجوزها وأنا كنت نادرة يوم تنجيدها اعمل أكل الضيوف بإيدي والبنات كانوا حواليا مش لوحدي يعني..
بأنامله ينشط كاحليها الناعمة بحركات مدروسة لتشعر ببعض الراحة وهي ترمقه من عليائها بحنان طاغي من يلومها إن أحتل هذا الأبن قلبها أكثر من اخيه.. سيل حنانه وتصرفاته معها تشبه تماما أبيه الراحل..كان هكذا معها.
_ أرتاحتي دلوقت يا أمي
تسائل بترقب لتتمتم بنظرة راضية إلهي يريح قلبك ويجبر خاطرك قادر يا كريم.. بقيت احسن ياحبيبي كفاية كده قوم اطلع لولادك ومراتك كل معاهم لقمة وريح جتتك اللي بتشقي بيها طول اليوم.
أطاعها وهو يفرغ الصحن الكبير من المياة في حوض المرحاض ويعيده لموضعه ثم غادرها لزوجته وطفليه.
_ عايزة اقولك حاجة يا أبراهيم هيما.
غمغم بخفوت وهو يصارع انسدال جفنيه
_ربنا يستر.. نعم.
_ كده برضو هو انا لسه قولت حاجة
_ أصل هيما دي بتبقي دايما مقدمة لحاجات مش لطيفة.
_ لا والله ابدا..ده
متابعة القراءة