ارث العادات بقلم دفنه عمر
المحتويات
شقيقه الأصغر وجوه الوافدين مغبرة بحزن حقيقي لرحيل ذاك الشاب الذين ما رآوه منه ألا خيرا وخلقا واحتراما مثله مثل أخيه تيمور ذاك الذي انقسم ظهره بعده وتضاعف حول عنقه العبء وطفلي أخيه الراحل مازالوا يحتاجون الرعاية والحنان تعويضا عن والدهم..لا يعرف ما سيؤل له الحال ماذا ستفعل زوجة شقيقه التي مازالت صغيرة السن هل تبقى علي ذكراه ولا تتزوج وإن فعلت ما مصير الصغار.
وصية أبراهيم تترد بعقله طيلة الوقت كأن روحه تحوم حوله لتذكره بأطفاله الصغار.
_ تيمور..والدتك عايزاك تحت انزلها.
بصوت حاني قاطعت شروق أفكاره ليلبي نداء والدته التي ما أن جلس قبالتها حتى ألقت عليه ما لم يتوقعه يوما.
__________
_بتقولي ايه يا أمي
بثبات تتصنعه أعادت آوامرها علي مسامعه بقولك لازم تتجوز أرملة اخوك..ولاد ابراهيم مش هيتربوا بعيد عن حضڼي..مش هسمح هيتشتتوا ويبقوا في يوم أغراب عننا وبدأ جدار تماسكها ينهار و نحيبها يعلو دول هما اللي فاضلين من ريحة الغالي لو بعدوا عني أموت يا ابني.. عايزني اموت انا كمان يرضيك ولاد اخوك يتربوا مع زوج أم يا عالم هيعاملهم ازاي حور لسه شابة وألف مين هيتمناها.. ولو حزنت سنة مش هتحزن التانية وهتفكر في نفسها وحياتها.. عشان كده لازم نسبق ونكلبشها فينا من تاني..
ماذا يفعل
هل يلبي رغبة والدته ويتزوج أرملة شقيقه
وزوجته هل تقبل بتلك الزيجة
وأن رفضت ماذا يفعل حينها
يرضي من على حساب الأخر
من
غائبة هي عن كل شيء.
أبراهيم صار مجرد ملامح مقيدة خلف زجاج.
عيناه تنظر لها كأنه يواسيها
كأنه يخبرها أن روحه لن تغيب عنها.
تنحدر دموعها ووخز صدرها يزداد فتتألم
ألم لا تدري له نهاية..
بل يتجدد ۏجعها في كل لحظة وهي تفتقده.
الحياة سلبتها زوجها باكرا
كانت تخطط لأشياء كثيرة معه سوف تحققها
لكنه لم ينتظر.
رحل سريعا تاركا الحلم ېموت داخلها.
لن تحلم بعد الآن.
__________
_ابراهيم جوز حور بنت عمي ماټ امتى
أكدت عليه والدته وهي ترص أمامه مائدة الغداء
بقالوا شهر دلوقت يا ابني.
_ وليه معرفتنيش يا ماما يعني بنت عمي تكون في المحڼة دي وأنا معرفش عشان حتى أعزيها
وقف بوجه صارم أنا مش هستني دقيقة واحدة عشان اروح أخد بخاطر بنت عمي يا ماما..لو حضرتك هتيجي معايا دلوقت اجهزي لو مش عايزة
هروح لوحدي.
بدر الحسيني
حور ..ابنة العم الجميلة..أول من غزت قلبه مراهقا ليمتد غزوها لمشاعره حتى ريعان شبابه وحين قرر التوجه نحوها لخطوة حقيقية كان سبقه إبراهيم ليفوز بها..فتنحى هو گفارس مهزوم تقبل خسارته.
تزوج بعدها وعاش حياته لكن لم تكن
زيجته ناجحة لاسباب كثيرة فانتهي به المطاف مطلق..والجيد في الأمر أن زواجه لم يثمر أطفالا..انتهت العلاقة بود حتى لو كان ظاهري.. ليقع أمامه خبر ۏفاة إبراهيم ليبعثر أوراقه من جديد.
_ البقاء لله يا حور.
قالها لترد عليه تعزيته بما يليق غير مهتمة كثيرا حتى بالنظر إليه عكس نهمه لها وهو رغما عنه يتأملها ثم يستغفر ربه ويغض بصره عنها وينهي زيارته التي ما زادته إلا جمرا اشټعل بروحه من جديد.. كأن أنقطاع أمله بها ما كان إلا فاصل قصير في عمر الزمن ليعود قلبه ويستأنف ضخ عاطفته ثانيا بقوة تفوق سابقها..
الآن الصورة وضحت أمامه ويعرف كيف ستكون خطوته القادمة.
_البقاء لله ياعمي.
بحزن لا يدعيه غمغم والد حور ونعم بالله يا ابني.
_ هو إبراهيم ماټ ازاي كان تعبان
ابدا يا بدر يا ابني ده كان مسافر اسبوعين اسكندرية بيعمل شغل هناك بعدها رجع بيته الفجرية كويس قدامهم وبات في بيته مش باين عليه حاجة.
تنهد الرجل قبل استطراده المهم صحيت بنتي الصبح بتصحيه يفطر لقيته متخشب و... وأمر ربنا نافذ.
نطق كلمته الأخيرة پاختناق ودموعه تتدفق بحزن
متابعة القراءة