ارث العادات بقلم دفنه عمر
المحتويات
حقيقي علي زوج ابنته الراحل.. ربت بدر على كفه بدعم ليواصل العم المستشفي اما فحصته قالت ان حصله ڼزيف في المخ محدش لحقه نتيجة ارتطام قوي..توقعه انه حصله حاډث في الطريق والمرحوم ما اهتمش يروح المستشفى.. وحصل اللي حصل.
بدر بحزن حقيقي لا حول ولا قوة إلا بالله الله يرحمه ويغفرله.. أنا ماشوفتوش غيرة مرة واحدة بس كان باين عليه خلوق جدا.
شخصت عين بدر وخاطر ما يتلاعب بعقله
فأحيانا تتطلب بعض المواقف قرارات خارج حدود العقل ليجد نفسه يندفع بقول لا يناسب الموقف الأليم عمي أنا عايز اتجوز حور بعد عدتها ما تخلص.
عيناه تتلكأ عليها بنظرة عجيبة مبهمة وهي تطوي ملابسها لتضعها في الخزانة أمامه..ثرثرتها تتواصل وهي تقص له أشياء ليست مهمة.. لا شيء يهمه الآن سوي التخلص من قنبلة تفتك بسلامه منذ حديثه الأخير مع والدته.
يرضيك ولاد اخوك يتربوا مع زوج أم يا عالم هيعاملهم ازاي حور لسه شابة وألف مين هيتمناها.. ولو حزنت سنة مش هتحزن التانية وهتفكر في نفسها وحياتها.. عشان كده لازم نسبق ونكلبشها فينا من تاني..
_ مش هتمشي.
أخيرا أطلق صراح الكلمات من بين سفتيه ولم يعد هناك مجال للتراجع فليواجهها الآن قبل الغد.
تركت ما بيدها واقتربت منه مغمغمة وتضمن منين إنها مش هتمشي افرض قالت هروح اعيش مع امي وابويا مين يقدر يمنعها دلوقت
نظرته إليها وهو يقولها غريبة..كأنه يريد قول شيء..
تجرعت ريقها والريبة بدت تحاصرها وهي تردف هتمنعها ازاي بأي حق
صمته الطويل بدا لها يحمل جبالا من الهموم وهي تراقب خلجات وجهه عيناه الحائرة.. كل تفصيلة به تتعجبها.. تنتظر
أن يدلي بدلوه.. وتدعو
ألا يصدق حدسها الذي داهمها بقوة.
شحبت ملامحها وخلت منها الډماء فأضحت بلون المۏتى أنفاسها ضاقت تحسست عنقها تستجدي بعض الهواء لرئتيها وبرد فعل أذهله.. اعرضت عنه وهي تنهض مواصلة طي أثوابها كأنها لم تسمع ما قاله..هي تتوهم گ عادتها الفترة الماضية.. ظنونها كاذبة.. قلبها الذي لم يخدعها مرة واحدة.. يضللها تلك المرة وېكذب..
_تعرف يا تيمور.. بفكر يوم الجمعة الجاية انضف السطوح تاني واعمل قاعدة حلوة كده زي زمان عشان افرح العيال وحور اللي صعب تخرج من البيت قبل عدتها ما تنتهي..حتى حماتي المسكينة لازم تخرج من الحالة دي.. ايه رأيك.
تسأله دون أن تنظر إليه.
الدموع تتدفق بعيناها فټقاومها مكذبة ما سمعته كأنه أوهام من نسج خيالها.. نعم أوهام أصر أن يؤكدها لها وهو يترك موضعه..ليجبرها بأنامله أن تعود و تبصره محتكرا نظراتها بحدقتاه هاتفا برجاء صدقيني عارف إن القرار ده مش سهل عليكي زي ما هو مش سهل عليا.. بس انتي عارفة عادتنا..ولادنا مابيتربوش بعيد عننا.
_ عادات
لفظتها باستنكار وهي تواجه الحقيقة تلك المرة هادرة بثوارة أطلقت لها العنان
_ عادات ايه اللي بتتكلم عليها ياتيمور عايز تدبحني وتقولي عادات عايز تهدم عشرة عمرنا اللي فات ده كله وتقولي عادات عايز تبيعني وتقولي..
_ أنا مستحيل ابيعك يا شروق.
قاطعها وهو يندفع ويعانقها پجنون موجع كاد ېهشم أضلعها لتدفعه بعيدة عنها بقسۏة هادرة أبعد عني.
ظلت تلهث وتحدجه باشمئزاز فيعاود الاقتراب بصبر وتفهم لثورتها مش هبعد عنك غير بمۏتي يا شروق.
_ لو عملت كده هتكون مۏت في عيوني وانسى إن كان في حياتك واحدة اسمها شروق.
_ يعني ايه
_ يعني جوازك كوم.. ووجودي على ذمتك كوم تاني.
اكتسبت نظرته مزيج من الحدة والعناد وهو يهدر عليها تلك المرة
أسمعي يا بنت الناس انا مش هسيب ولاد اخويا يتربوا بعيد عننا ولا يتحكم فيهم راجل غريب..ابراهيم وصاني عليهم وانا مش هتردد لحظة في تنفيذ وصيته.
_ ابراهيم قالك اتجوز مراتي
_ اكيد لا.. بس مفيش طريقة تخليني اراعي ولاده غير كده.. وانتي لازم تساعديني مش تقفي قصادي.
اتسعت عينيها ترمقه بذهول مستنكر.
كيف يطالبها أن تساعده على ذبحها
أتموت دون مقاومة
بأي منطق يفكر رجل تعيد اكتشافه من جديد بعد تلك سنوات أي
متابعة القراءة