عازف بنيران قلبي كامله بقلم سيلا وليد
المحتويات
لصوت إنذار بتوقف القلب جحظت عيناها وهي ترى الأطباء يدلفون بسرعة للغرفة ويطلبون منها المغادرة
خرجت تقف بالخارج تنظر إليه من خلال زجاج النافذة وصوت بكائها يشق الصدور باسم والدها وصل راكان بعدما شعر بالحركة أمام غرفة العناية بينما توقفت سمية كإنسان فقد روحه وهم يحاولون إنعاش قلبه الذي لا يستجيب
وصل الجميع درة وحمزة وكريم ذهول پصدمة يجتاحها ألم بالقلوب وهم يرون فقدانهم لوالدهم.. صړخت بصوت صدح بالمكان وهي تدفع باب الغرفة وتصل لوالدها تدفع الممرضة وهي تبكي بشهقات مرتفعة قائلة
حاول جذبها ولكنها تشبثت بوالدها تحتضنه بعدما فقدت قدرتها حينما هز الطبيب رأسه بآسف
بابا حبيبي فوق عشان خاطري يرضيك تسيبنا في الدنيا دي لوحدنا بابا انت قوتنا
جذبها راكان
ليلى حبيبتي فوقي ..كأن بحديثه افاقها رفعت نظرها ودموعها ټغرق وجهها
انا اشتريت ابويا بيك ياراكان قول لأبويا يصحى بنتك فقدت كل حاجة وانت الوحيد قوتها
هنا أحس بالدورا
حبيبتي اهدي أنا جنبك... ابويا ماټ ياراكان قالتها وهي تسقط بين ذراعيه كورقة خريف دفعتها الرياح بالقاع فلم يتبقى منها سوى
ارتفع الطبيب نظره لذاك الجهاز الذي بدأ بالنبض مرة آخرى بعدما توقف لدقيقتين كاملتين مرت على الجميع كالدهر
حملها وخرج بها إلى الغرفة التي تمكث بها سمية ودرة
وضعها باهتمام على الفراش يمسد على خديها
ليلى افتحي عيونك حبيبي ليلى سمعاني دلفت درة خلفه متسائلة بدموعها
عاملة إيه!
يبدو إنها حامل والضغط منخفض للغاية
همست سمية
إلى درة
عرفي الدكتور ميقولش بحملها لراكان
ضيقت درة عيناها متسائلة
إيه اللي بتقوليه دا ياماما هو راكان ميعرفش
أومأت برأسها..مغمضة عيناها وأجابتها
بعد قليل دلف راكان إليها بأمير كانت تغط بنومها بسبب المهدئ وضع أمير الغافي بجوارها ثم تسطح بجوارهما
مرت الساعة رمشت جفنيها عدة مرات نظرت لكفيها المتشابك بكفيه وذراعه الآخر الذي يحاوطهما ..أطبقت على جفنيها ثم تذكرت ماصار فكت كفيهاوحاولت أبعاد ذراعيه وشهقات خرجت من جوفها وهي تهمس
ليلى بتعملي أيه هتعوري نفسك لم تهتم لحديثه ونزعت الكانولا وانزلت بساقيها المرتعشة من فوق الفراش
بابا بابا حبيبي عايزة أشوفه.
اهدي ح
ظل لبعض الوقت بجوارها حتى ذهبت مرة أخرى بنومها جلس يتأمل ملامحها التي بهتت بالكامل مسح على وجهه پعنف كلما تذكر حديثها اعتدل ثم تحرك للخارج يبحث عن حمزة اتجه حيث جلوسه وأشار بعينيه وتحرك لخارج المشفى أشعل تبغه وهو ينفثه پغضب
وصل حمزة إليه متسائلا
إيه اللي بيحصل ياراكان!..استدار له وكأن سؤال حمزة أخرجه من شروده فتحدث
اللي هو إيه مش فاهم!
اقترب حمزة واقفا بجواره ينظر للأمام ثم اتجه إليه
إيه اللي حصل وخلاك محضرتش العملية!
لفظ الهواء المعبأ بدخان تبغه بقوة من رئتيه ثم تحدث
شوية شغل المهم عايزك تفهمني إيه اللي حصل يوم ماكنتوا مسافرين أنا مفهمتش منك حاجة
رفع اكتافه للأعلى
ولا أنا فاهم حاجة كل اللي حصل وقفوا العربية وحجزونا ساعتين وبعد كدا وصلونا المطار
تجمد بمكانه محاولا ربط الأحداث ببعضها
الكلام دا قبل سفركم بساعتين يعني الساعة اتناشر كدا
أومأ حمزة برأسه وقال بنبرة مشككة
انا من يوم ماجيت بحاول استنتج مين دول وليه بيعملوا كدا حتى مهتمش اقولك حاجة الا لما انت سألت
أخذ راكان يتذكر ذاك اليوم عندما هاتفته ليلى
راكان إنت وحشتني قوي ياريت ترجع دلوقتي محتاجاك قوي ثم أغلقت الهاتف
أطبق على جفنيه مكور معصمه ثم اتجه إلى حمزة
دا مش موضوع يتخبى عليا ياحمزة قولتلك مليون مرة لازم تقولي كل حاجة حتى لو بسيطة
اقترب حمزة يمسكه من عضده
تقصد ايه ياراكان هو فيه حاجة حصلت
تحرك راكان متجها إلى غرفتها دلف يبحث عنها فيبدو انها استيقظت للتو
خرجت من المرحاض متجهة لأداء فريضة الصلاة توقفت عندما وجدته أمامها
احاطها من أكتافها
ليلى جدي هددك بإيه لأخر مرة هسألك
أنزلت ذراعيه بهدوء
ولا حاجة عايزة اصلي ممكن تسبني اصلي ولا دا ممنوع
ضم وجهها ينظر إلى مقلتيها
ليلى ليه مضتي على ورق الطلاق جدي كان خاطف والدك صح وضغط عليكي عشان تمضي صح..هزها پعنف عندما وجد سكوتها
مش بتردي ليه ليلى لو سمحت رفعت نظرها إليه وظهرت غيمة من دموعها
خلاص مش هيفيد أنا حاولت اتكلم معاك وانت رفضت مهما أقول دلوقتي مش هيغير حاجة
متابعة القراءة