اسرار عائلتي بقلم اروى مراد
المحتويات
بصوت موجوع
_ أنا عملت ايه أنا .. أنا ضيعت نفسي ! كل ده لاني كنت عايزة انتقم لبابا وماما !
إزداد علو صوت بكائها ليتقطع قلب نادية شفقة عليها لكنها إكتفت بالخروج من الغرفة لتتركها لوحدها مع الندم الذي يأكلها وهي تسترسل
_ يا ريتني سمعت كلام خالي ! أنا غبية ! حب الاڼتقام اعماني وكان السبب في الي انا فيه دلوقتي ! أنا .. هقول ايه لعيلتي
وبالفعل وقفت مريم هي الأخرى لتتبعه تاركة بدور تطالع أثرها بغيظ ثم تفارق مكانها أيضا وتصعد الدرج خلفهما قاصدة غرفة يامن .
أغلقت الباب وإقتربت من أخيها ثم مدت يدها إلى وجهه تتلمس الكدمات متسائلة بقلق
_ ايه ده يا ادم مين الي عمل فيك كده
قوس أدم شفتيه وأجاب وهو يشير إلى يامن
_ هو ده .
_ هو انت خطفت البنت ليه يا يامن
_ عشان اديها كرامتي تلعب بيها وارجع أنا من غيرها !
قالها يامن بسخرية فرفعت بدور حاجبيها بعدم فهم منتظرة منه شرحا لما يقول لكنه أردف بشرود بدل ذلك
_ هو المفروض اعمل ايه عشان اكسب قلبها من غير ما اخسر كرامتي
_ انت بالذات مش عايز منك نصيحة والا ناسي انك انت الي اقترحت عليا اخطڤها واني ضيعت كرامتي بسببك
قوس أدم شفتيه بتذمر مصطنع ولكنه لم يعلق بينما هتفت بدور بسخرية
_ وهو انت ماشي ورا عقلك والا ورا كلام ادم هو في وحدة بتحب حد خطڤها أصلا
_ ماهي مكنتش عايزة تديله فرصة عشان يتكلم معاها عشان كده قلتله يخطفها ويتكلم معاها ڠصبا عنها ويحكيلها هو حبها ازاي وشافهافين .. وانا متأكد انها لو سمعت قصة حبه ليها هتحبه بس هو معملش كده !
قاطعه يامن بملامح متذمرة
_ مانا كنت هحكيلها بس كنت عايز ابينلها الاول اني عارف عنها كل حاجة وفتحت التلفزيون على كرتونها المفضل وكنت هجيبلها كل حاجةبتحبها بس أنا أصلا طلعت معرفش عنها كل حاجة وهي طلعت بتحب
قاطعته بدور فجأة بفضول وحماس
_ ثواني ثواني ! هي ايه قصة حبك ليها وازاي عارف عنها كل حاجة انت بتعرفها من امتى اصلا
تبادل أدم ويامن النظرات ثم إبتسم أدم بحماس قائلا
_ دي قصة طويلة بس هنحكيهالك .
_ هاا الرواية فين بقى
تساءلت مريم وهي تجلس على سرير رسلان وتمد له يدها فأخرج لها كتابا من أحد الأدراج وقدمه لها وهو يلوي شفتيه بقرف ويتمتم
_ دي تعتبر رشوة على فكرة !
أمسكت الكتاب بحماس وقلبت صفحاته بسعادة قائلة
_ مش مهم المهم ان الرواية دي بقت عندي خلاص ! شكرا يا احلى اخ في الدنيا !
قالت جملتها الأخيرة وهي تترك الكتاب وتهب لمعانقته فبادلها العناق بإبتسامة صغيرة شعرت بها مريم فهتفت بفرحة وهي تبتعد عنه
_ ايه ده انت بقيت بتبتسم كتير الفترة دي هي عرفت تغيرك بالسرعة دي
كانت تقصد بدور بكلامها ورغم أنها لا تطيقها إلا أنها سعدت برؤية البسمة على وجه أخيها والفضل يعود لها .. سكتت لثوان وهي تراهيحاول منع بسمته من الإتساع فتساءلت فجأة
_ بس مقولتليش نصايحي فادوك معاها والا لا
رفع رسلان كتفيه مجيبا بجهل
_ معرفش أنا طبقت اتنين منهم بس لسه مشفتش النتيجة .
_ طبقت انهي منهم بالضبط
تنحنح رسلان ثم تحدث ببعض الإحراج
_ مش انت قلتيلي ان البنات بيحبوا لما حد يشاركهم حاجة بيحبوها أنا بقى لاحظت انها بتقعد برة ساعات وبتتفرج على الغروب والنهاردةلما شفتها قاعدة قعدت جنبها وفضلت اتفرج عليه معاها ..
_ واتكلمتوا
_ شوية .
قال ذلك ثم أضاف بتذكر
_ اه وكمان اديتها الجاكيت بتاعي لما حسيت انها سقعانة زي ما بيعملوا في الافلام والروايات .
ضحكت مريم بخفة وهي تتخيله يقوم بحركات رومانسية كهذه ولم تنتبه إلى أن ضحكها جعل فمه يتقوس بتذمر وجنتيه تتوردان بشكلمضحك ولطيف بسبب الإحراج .
حاول مداراة حرجه بإفتتاح أي موضوع ثان فأخرج أول ما خطړ على باله قائلا
_ بنت عمة بابا هتجي عندنا بكرة وممكن تفضل هنا أسبوع .
_ طيب
_ خالد قالي انها ممكن تساعدني عشان اخلي بدور تغير عليا ..
نفت مريم برأسها سريعا وهتفت برفض
_ لا دي حركة رخيصة ومحدش من البنات بيحبها اياك تسمع كلام خالد ده ! أنا بنت زيها وعارفة البنات بتحب ايه اكتر منه .
_ طب ما تديني نصايح تانية
زفرت مريم بضيق وتمتمت
_ لاحظ اني مش بطيقها وان النصايح الي ادتهالك في الاول كانت عشان تشتريلي الرواية مش عشانها !
_ هشتريلك رواية تانية طيب .
إبتسمت مريم بإستحسان ثم هتفت
_ إذا كان كده ماشي !
بدأت تجوب المكان بتفكير وهي تفتح درجا وتغلق آخر وتفتش محتويات الغرفة فهذه طريقتها في التفكير .. لكنها توقفت عندما فتحت أحدالأدراج ورأت جميع تلك القصاصات المرمية به بشكل عشوائي .. إلتفتت إلى رسلان وتساءلت پصدمة
_ ايه ده
إنتبه رسلان إلى فتحها لذلك الدرج المخصص لقصاصات بدور فأجاب ببساطة
_ دي اه دي الطريقة الي بدور شقطتني بيها ! جلست على المقعد المجاور لمقعد والدها حول طاولة الطعام لتناول الإفطار وهي ترمق تلكالجالسة بين رسلان وعائشة بغيظ جلي في ملامحها .. إلتفتت إلى والدها وتساءلت بهمس
_ هي مريم بتعمل ايه هنا ع الصبح
أجابها أكرم وهو يقلب عينيه بملل
_ نامت امبارح هنا جنب عائشة .
زفرت بدور بضيق وهي تتمتم بكلمات متذمرة لم يستطع أكرم أن يفهم منها شيئا لكنه قاطعها مغيرا مجرى الحديث
_ على فكرة عندنا ضيوف النهاردة .
طالعته
متابعة القراءة