اسرار عائلتي بقلم اروى مراد
المحتويات
حبه ليك في عينيه خاصة لما تلمع أول ما إسمك يتقال قدامه .. ومش هقولك على حالته لما عرف انك وافقت يجي يتقدمده كان شوية وهيطير من الفرحة .. بجد يا دينا يامن متيم بيك مش بس بيحبك !
إبتسمت بعد إنتهاء كلامها وهي ترى تأثيره عليها والذي شعرت بالرضا نحوه وكادت تسترسل لولا دخول علا وإستعجالها لدينا حتى تأخذالمشروبات إلى الضيوف .
إبتلعت ريقها بتوتر وأخفضت رأسها عندما إبتسم لها ثم أخذ كأسه أخيرا لتجلس هي بجوار جدها محاولة التركيز في الحوار الذي يدورحولهما وتجاهل دقات قلبها المتسارعة .. والتي تسارعت أكثر عندما سمعت والده يقول
إستدار عامر إليها ينتظر رأيها فأومأت موافقة ليخرج الجميع تاركين إياهما بمفردهما .. وقبل أن تسمح له بالحديث كانت دينا تهتف سريعا
_ أنا عايزة اعرف انت تعرفني منين
إستلقى يامن الصغير ذو العشر سنوات على الأريكة بشقة خالته يحاول أن ينعم ببعض الهدوء بعد خروج خالته رفقة والدته للتسوق .. ولكنهما كاد يغفو قليلا حتى وجد فتاة صغيرة تبلغ من العمر خمس سنوات تقريبا تقفز فجأة فوق بطنه جاعلة إياه يطلق صړخة عالية بسبب الألم.
_ انت مين ودخلت هنا ازاي
أخرجت الصغيرة لسانها له وكادت تركض إلى خارج الشقة إلا أن يامن لحق بها وإحتجز إياها بين ذراعيه جالسا على ركبتيه خلفها وقال
_ لا استني هنا أنا مش هسيبك تروحي إلا لو قولتيلي انت مين ودخلت هنا ازاي
_ لا سيبني سيبني !
أرخى يامن ذراعيه عنها عندما وجدها على وشك البكاء لكنه وجدها تبتعد قليلا ثم تعود إليه وتهمس وهي تشير إليه بالإقتراب
_ تعالى اقولك على سر .
قرب يامن أذنه لها بإستغراب وفضول فتفاجأ بها تلمس خده بشفتيها ثم وبدون سابق إنذار كانت تلوثه باللعاب الذي أخرجته من فمها ثمإبتعدت سريعا تاركة إياه يمسح خده بطرف قميصه بقرف متمتما
إندفع إليها مع نهاية كلامه فحاولت الهروب منه لكنه كان أسرع منها وحملها بين ذراعيه مبعدا إياها عن الأرض بصعوبة وهو يقول
_ هو انت تقيلة اوي كده ليه
حاولت الصغيرة التحرر منه ثانية فدفعت صدره بكفيها الصغيرتين لكنه رفض تركها مردفا
_ لا مانا مش هسيبك برضه إلا لو قولتيلي انت مين
_ لا يا أخت انت لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين يعني مش هتخدعيني بنفس الطريقة .. وبعدين أنا عارف صنفك كويس انتم مفتريينوبتحاولوا تعملوا نفسكم مظلومين بشوية دموع التماسيح بتاعتكم دي !
طالعته الصغيرة بإستعطاف قائلة
_ سيبني أرجوك لو اتأخرت ماما هتزعل مني جامد !
كاد يامن يتأثر بنظرتها الطفولية الراجية لكنه تدارك نفسه وهتف بإصرار
_ طب قوليلي اسمك ايه وأنا هسيبك .
أخفضت رأسها ثم أجابت بإستسلام
_ دينا .
إبتسم يامن وهو ينزلها قائلا
_ طب روحي دلوقتي يا دينا بس لو رجعت تاني مش هسيبك خالص !
تجاهلت دينا الصغيرة كلامه وركضت إلى خارج الشقة فركض خلفها ووقف في الخارج متفاجئا مما تفعله .. فقد كانت تركض ناحية الشققالأخرى وتحاول دخولها إلى أن وجدت بابا مفتوحا فهمت بالدخول كما فعلت مع شقة خالة يامن لكن هذا الأخير أسرع إليها ومنعها عنذلك قائلا پصدمة
_ يخربيتك انت بتعملي ايه ! انت عندك كام سنة أصلا
قال ذلك وهو يمسك ذراعها يمنعها عما كانت تنوي فعله فإستدارت إليه دينا وأجابت وهي ترفع أحد كفيها قبل أن تتحرر من يده وتركضبعيدا عنه
_ خمسة سنين ..
.
أفاق يامن من تلك الذكرى التي إنغمس في أحداثها وهو يحكيها لدينا والتي شعرت بالإحراج من أفعالها المزعجة التي كانت لا تستغنيعنها عندما كانت صغيرة وزادت إبتسامة يامن التي ظهرت منذ بداية حديثه من إحراجها فتمتمت بينها وبين نفسها
_ ايه الإحراج ده يا ربي ماما كانت بتحكيلي دايما عن الحركات الي كنت بعملها وأنا صغيرة بس متوقعتش ابدا انها ممكن توصل لكده !
رفعت رأسها إلى يامن الذي إسترسل كلامه قائلا
_ عرفت بعدها انك كنت ساكنة في نفس العمارة وان الكل متعود على أفعالك دي ولاحظت انك دايما بتلعبي مع الي في سنك قدام العمارةفبقيت كل ما اروح عند خالتي اطلع اتفرج عليك من البلكونة لحد ما بقيت في ثانوي وبعدها مشفتكيش خالص .
تابعت دينا حديثه بإهتمام وهي تذكر طفولتها التي ذكر يامن جزءا منها لكنها إستغربت سكوته فتساءلت
_ وبعدين
_ رغم اني مشفتكيش من ساعتها بس لقيت الفيس بتاعك وبقيت متابع أخبارك وعارف كل حاجة بتحبيها تقريبا لحد ما شوفتك مرة وانتطالعة من الفيلا دي وعرفت انك نقلت جنبنا ..
_ وحبتني ازاي طيب
تساءلت دينا بفضول فأجابها يامن وهو يرفع كتفيه بجهل
_ مش عارف بصراحة بس انا لاحظت ده لما لقيت نفسي دايما بفتح صفحتك أول ما امسك الفون عشان اعرف ايه الجديد عندك ..
نظرت دينا إلى عينيه بشرود فتسارعت دقات قلبه منتظرا سماع قرارها لكنها تمتمت مخيبة أمله في سماعه الآن
_ أنا لسه محتاجة وقت أفكر فيه ردي هيوصلك مع خالي .
_ بارك ﷲ لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..
قالها الشيخ بعد عقد قران رسلان وبدور بعد أسبوع كامل من تلك الأحداث وإثر ذلك إرتفعت زغاريد الفتيات وإنهال عليهما الجميع مباركينلهما وإقترب أكرم من رسلان وعلى شفتيه إبتسامة صغيرة وهمس له قائلا وهو يحتضنه
_ مبارك يابني أنا دلوقتي اقدر اطمن على بدور معاك .
إكتفى رسلان بالإبتسام دون أن يجيب لكنه تحدث عندما كاد أكرم يبتعد عنه
_ هو أنا ممكن اخد بدور ونطلع دلوقتي
أومأ أكرم موافقا ثم إتجه ناحية بدور والتي كانت تقف مع الفتيات وإقترب منها محتضنا إياها بحنان قائلا
_ مبارك يا بنتي .
_ ﷲ يبارك فيك يا بابا .
قالتها بإبتسامة خجولة فقبل جبينها ثم إبتعد عنها مردفا بعد أن جال بنظره حول الحديقة ثم عاد به إليها
_ يلا اطلعي برا دلوقتي رسلان مستنيك عند الباب .
إزداد خجلها وعبر عن ذلك إحمرار وجنتيها فأومأت برأسها بصمت ثم إتجهت إلى الخارج غير غافلة عن نظرات الفتيات لها وغمزاتهم .
خرجت
متابعة القراءة