بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

خاضعة بين براثنه يبثها عشقا جارفا فاض به القلب فأخذ ينهل من حلاوة ريقها و شهد برائتها بلا هوادة حتى شعرت بنفسها كأنها محمولة على أجنحة السحاب تطوف بها في سماء الحب الذي

________________________________________
كان يسكبه على ثغرها و ملامح وجهها بروية و كأنه يرسم بشفاهه لوحة شغوفة لامرأة احتلت عالمه و اخترقت حصونه التي كانت أكثر من مرحبة بسطوتها التي فرضتها علي روحه أولا ثم تغلغلت لتعلن امتلاكها لكيانه العاصي الذي أعلن توبته أمام قدسية عشقها ..
في الجهة الأخرى كان سليم يجلس بانتظارها و كل خلية في جسده ترتجف ترقبا و لهفة و قد كان يحضر نفسه لكل رد فعل قد يصدر منها و بداخله يتضرع إلى الله لئلا يحدث أي شيء قد يعكر صفو هذا اليوم ولكنه تفاجأ بتلك التي دخلت إلى الغرفة عابسة تناظره پغضب ثم توجهت تجلس على الأريكه المقابلة له وهي تقول بسخط
أنا مش جعانة اتعشى إنت بس في الانجاز عشان عايزة أروح لمحمود ..
كانت تريد إغضابه ولكنها لا تدرك بأنه اتخذ عشقها مذهبا لحياته و لأجلها قرر أن يتعلم الصبر و يسلك دربه المليء بالأشواك حتى لو كان مستقرها قلبه و ذلك لأجل أن يظفر بها في النهاية لهذا ابتسم وهو يقول بمزاح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. 
انكمشت ملامحها بامتعاض فتابع بسخرية
أنا عريس النهاردة لو مش واخده بالك 
اغتاظت من حديثه فقالت بتهكم
عريس .. اه . خدت بالي ابقي اعدل البيبيون عشان معووج..
سليم بسخرية 
هو بردو اللي معووج !
تقصد إيه 
لا ولا الحاجه .. نعدله .. نقلعه خالص لو مضايقك ..
حسيت إن البدلة مضيقاك فقولت أقلعها. أنا أساسا اتخنقت منها..
اغتاظت من حديثه فهبت غاضبة
إنت بتهزر صح .. دمك تقيل على فكرة . و أنا مش في المود فأحسنلك متضايقنيش ..
ڼصب عوده وتقدم منها و عينيه ترسلان سهاما مشټعلة استقرت في قلبها الذي أخذ يطرق پعنف خاصة حين سمعته وهو يقول بخشونة
مين مزعل حبيبي 
أجابته بغباء 
حبيبك مين 
لونت ملامحه ابتسامة عابثة و أجابها بخفوت
عايز أقول كلمتين مهمين ..
اللي هما 
هكذا أجابته بأنفاس لاهثة بعد أن وصلت إلى آخر الغرفة فأصبحت سجينة بينه و بين الحائط فأجابها بلهجة خاڤتة ولكن عميقة
شكلك زي القمر .. أحلى
عروسة شافتها عيني .. 
كانت تريد افتعال أي شجار معه تريد الصړاخ بأنها خائڤة ولكنه لا يعطيها الفرصة لذا ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تقول بتلعثم 
أنا مش عروسة..
أومال الفستان اللي دافع فيه ډم قلبي و المهر اللي جدك مخيطني فيه و الشبكة اللي بقد كدا كل دول لمين لأمي دانا فلست من ورا الجوازة دي ..
إنت أغلى و أحلى حاجة في الدنيا.. جنتي اللي مهما حاولتي تطرديني منها هفضل أعاندك و أحاول لحد ما تبقي بيتي.. 
كانت كلماته مخيفة بقدر روعتها تشعل بداخل قلبها نيرانا لا تقوى على تحملها فصارت تتململ بين أحضانه تحاول الإفلات من بين براثنه فقام باستخدام قوته البدنية ليلصقها بصدره وهو ينظر إلى داخل عينيها مباشرة و أنفه يلامس أنفها الذي خرج تنفسه حارا يشبه حرارة كلماته حين قال بهمس أجش
كل اللي عايزة تعمليه اعمليه. عبري عن غضبك و خۏفك و وجعك بالطريقه اللي تريحك بس اوعي تقللي من نفسك أبدا دي الحاجة الوحيدة اللي مش هسمحلك بيها..
و اخبارها بأنها شيئا يخصه فقط..
بعد مرور قرابة الساعتين احتل كلا منهما مقعده في الطائرة التي ستقلهم إلى الديار بعد هذا اليوم الطويل فما أن تربعت على مقعدها حتى زفرت بتعب و سرعان ما توقف التنفس بحلقها حين وجدته قريبا منها بتلك الدرجة التي جعلت دماءها تفور پعنف داخل أوردتها لتصب فوق خديها الشهيين فابتسم بهدوء على مظهرها و مدى شفافيتها قبل أن يقول بخشونة 
نامي الكام ساعه دول أكيد تعبتي النهاردة. 
الجياشة التي فاض بها القلب 
مش حاسه إني جايلي نوم .. لما نوصل أبقى أنام براحتي ..
الټفت يناظرها بملامح جادة أدهشتها و خاصة حين أجابها بفظاظة
لا نامي دلوقتي أحسن .
أجابته باندهاش
بس أنا مش جايلي نوم.. اعمل إيه 
هاتيه يا فرح غمضي عنيك و هاتي النوم بأي طريقه عشان لما نوصل آخر حاجة ممكن تعمليها هي إنك تنامي..
أنهى كلماته و نظر إلى الجهة الأخرى ليعطيها الفرصة كي تستوعب كلماته التي ما أن وصل معناها إلى رأسها حتى شعرت أنها تذوب في مكانها كقطعه ثلج من فرط خجلها الذي تجلى بوضوح على معالمها و التقمته عيناه الخبيرة فمال برأسه

________________________________________
إلى جانب عنقها ممررا أنفه بطريقه خاطفة علي شحمه أذنها قبل أن يقول هامسا 
شفتي بقى إن أنا قلبي عليك.. 
لم تجبه فقد انتفضت خلايا جسدها تأثرا بهمسه القاټل و اقترابه منها بأنفاسه الساخنة التي لفحت بشرتها الرقيقة لترسل حزمة من الوخزات الموترة التي داهمت جسدها دفعة واحدة فاطاحت بثباتها فحاولت
تم نسخ الرابط