بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

ثم شيعته بنظرات ساخطة قبل أن تقوم بالعودة الي عملها تاركه خلفها كتلة من النيران التي أخذت تأكله من الداخل ولأول مرة بحياته يشعر بأنه لا يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف فقط ظلت عينيه معلقه عليها بصمت و انهزام كان الأول لقلبه..
لسه بردو متصالحتوش 
هكذا تحدثت جنة مع فرح التي كانت سابحه بخيالها وهي ترتشف قهوتها الصباحية برفقتها في الشرفة المطلة على الحديقة و الحقيقة أنها كانت بعالم آخر يقتصر عليه فقط و لكن جاءت كلمات جنة لتعيدها إلى واقع أليم فتنهدت بحړقة وهي تجيبها 
لا .. و مش باينلها صلح ..
ليه بتقولي كدا
لون الامتعاض ملامحها وقالت بتحسر 
معرفش . سالم محتاج وقت طويل على ما يقدر يسامحني و يرجع يتعامل معايا زي الأول و خصوصا أن شكل في حاجة كبيرة حصلت وهو مش عايز يقول عليها و طبعا مش هقدر اسأله..
انكمشت ملامح جنة بقلق تجلي في نبرتها حين قالت 
حاجه زى ايه 
مانا قولتلك معرفش . و ماليش عين اسأل.. انا كل ما ابصله بلاقي عتاب كبير اوي في عينيه.. زي ما يكون كل ما يشوفني يفتكر اللي حصل .. انا بس نفسي اكون جنبه و اخفف عنه شويه 
هكذا تحدثت بحزن لون ملامحها بوضوح فرق قلب

________________________________________
جنة لحالها و فجأة لمعت عينيها بحماس تجلي في نبرتها حين قالت 
بصي لو هو مش هقول أنت تعرفي من بره و وقتها تحددي
و هعرف منين و ازاي 
هكذا تحدثت بيأس فتابعت جنة بحماس
هو واحد بس الي
ممكن يساعدنا نعرف في ايه و بناء عليه هنقرر الخطة اللي هتمشي عليها عشان تخليه يسامحك..
التفتت فرح تناظرها بعدم فهم ف أردفت جنة بحنق 
فرح فتحي مخك شويه . أنت اولا لازم تصالحيه زي ما زعلتيه . بس قبل ما تعملي كده لازم نعرف في ايه خصوصا أن سليم هو كمان شكله مش مظبوط ومخبي حاجه و أنا بردو ھموت واعرف ايه الحاجه دي بس بردو مش قادرة اسأل فنعرف الاول وبعد كدا نشوف هتعملي ايه 
طب بردو هنعرف ازاي 
سيبيها عليا..
هكذا تحدثت جنة و ما أن انتهت حتى أتاها صوتا عابثا من خلفها 
يا ساتر استر يارب . متجمعين كده يبقي بتفسدوا مانا عارف تجمع الستات دا آخرته مصايب سودا..
التفتت جنة لدى سماعها صوت مروان الساخر فهبت من مقعدها تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت 
يخربيتك . انت جيت منين دانا كنت لسه هقوم حالا ادور عليك..
جلس مروان علي الكرسي بين الشقيقتين وهو يقول بترقب 
اكيد حظي المنيل هو الي جابني دلوقتي .. انجزي كنت هتقومي تدوري عليا ليه 
اقتربت جنة تجلس أمامه وهي تقوم بوضع قطعة كيك في الطبق و تقديمها إليه قائلة بصوت رقيق و نبرة هادئة 
طب فطرت الاول . دي الكيك دي اللي انت بتحبها علي فكرة و انا اللي عملاها.
استر.. اهو انا بقي مبخافش غير من الدخلات دي
هكذا صاح مروان بشك فرسمت جنة الحزن علي ملامحها و تجلي في نبرته حين قالت
اخس عليك.. وانا اللي قولت تيجي تفطر معانا و عملت الكيك اللي بتحبه..
مروان بتهكم
ماهي دايما المصاېب بتبتدي كدا .. جر رجل الزبون و بعدين زحلقه وقعه علي دماغه. انجزي عايزة ايه. و هاتي الكيك دا اما ادوقه
ناولته جنة طبق الكيك فأخذ منه قطمه تلو الأخرى و بدا عليه الاستمتاع بطعمه فقال بريبة 
الكيك طعمه رائع و دا في حد ذاته يقلق..
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت 
يقلق ازاي
عشان اللي هييجي بعده هيبقي مرار.. جمال الكيك يتناسب طرديا مع فداحة المصېبة اللي بتيجي بعده. واللي مخلياك قاعدالي كدا زي قرد قطع عينك في كل قطمة بحطها في بقي . لما هيجيلي تلبك معوي. اخلصي عايزة ايه 
أخذت الفتاتان تناظرنه پصدمه تجلت في كلمات فرح حين قالت لجنة
أنت فاهمه حاجه 
جنة بغباء
لا..
رمقهم بسخرية و تابع يأكل بنهم إلى أن توقف الأكل بحلقة فسعل بقوة فهبت جنة تناوله كوب المياة بلهفه وهي تصيح 
ادي اخرة التفاصه ..
مروان من بين سعاله
قصدك آخرة عنيك اللي تندب فيها رصاصة..
قهقهت جنة علي مظهره و خاصة حين جلب قطعة أخرى إلى طبقة وهو يقول و كأن شيئا لم يكن 
ها ياستي قوليلي عايزة مني ايه عجبني الكيك و نويت اساعدك خلاص..
اقتربت جنة منه تشير إليه بالاقتراب وهي تقول بصوت لا يسمعه سوى ثلاثتهم 
سالم و سليم مالهم في ايه شاغلهم اليومين دول و مخليهم مش علي بعضهم
توقف الطعام بفمه وهو يناظر عينيهم المسلطة بقوة عليه فصاح بمراوغة
بيقولك بقى لما تحطي شويه خل ع الكيكه بيخليها هشه كدا و عامله زي الهوى. إنما الكيكه دي مكتومه .. لا مش قد كدا . أنا بقول اقوم اروح لدادا نعمه اخليها تعملنا صينيه كيكه من بتوعها
تم نسخ الرابط