بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن
المحتويات
كثيرا و من المؤكد أن كل ما تمر به جراء شوقها إليه فهو مثلها يرغب في تحطيم كل تلك الأشياء التي تبعده عنها.
خطي الى داخل الغرفة فوجدها خالية فاعترته الدهشة فتوجه الى الحمام يبحث عنها فوجده خال فلونت وجهه ابتسامه لم تصل إلي عينيه وهو يعيد خطواته إلى غرفة الملابس و قد تعاظم الڠضب بداخله حين لمح نورها المنبعث من أسفل الباب فقام بالطرق عليه بقوة فلم يأتيه رد و ما أن هم بالطرق مجددا حتي سمع صوت انغام آتيه من الداخل تلاها صوت فايزة أحمد وهي تشدو معاتبة
دهشة عارمة تملكته حين سمع كلمات الأغنية فقد شعر في تلك اللحظة بأن تلك المرأة تنوي إصابته بجلطة دماغية .
هي حصلت يا فرح مشغلالي فايزة أحمد
افتحي الباب يا فرح بلاش شغل عيال ..
شهقت مغتاظه منه وتمتمت بحنق
شغل عيال ! انا بعمل شغل عيال . و بيزعق كمان ! طب والله مانا فاتحه.. مش فاتحه يا سالم و مش عايزة اتكلم معاك
علا صوتها حتى وصل مسامعه حين قالت جملتها الأخيرة فانكمشت ملامحه پغضب قاتم و بلحظه قام بضړب الباب بكتفه لينفتح علي مصرعيه فهبت من مخدعها پصدمة حين رأته يتوسط الغرفة ويناظرها بأعين يتطاير منها الشرر وهو يعض علي شفتيه السفليه بوعيد فحاولت تمالك نفسها و
________________________________________
استجمعت شجاعتها قائلة بوقاحة
اخرج بره
تجاوزت حدود المسموح بالنسبة إليه فبرقت عينيه بدرجة ارعبتها وبرزت عروق رقبته و تجعدت ملامحه قبل أن يزمجر بۏحشية وهو يقترب منها يهزها بقوة
انا ميتقاليش أخرج بره.. فاهمه ولا لا
شهقة خافته شقت جوفها جزعا فلأول مرة تراه غاضبا بتلك الدرجة فتقاذفت العبرات من مقلتيها و شعرت بثورة عارمة في معدتها فوضعت يدها فوق فمها و انتزعت يدها الأخرى من بين يديه وهي تهرول إلي الحمام تفرغ ما في جوفها فتابعها بخطوات قلقة فوجدها تجثو علي ركبتيها بتعب فهوي بجانبها يحتضنها پخوف تجلي في نبرته حين قالت
لم تجيبه إنما أرسلت عينيها سهام العتب الذي نال منه فشعر بتأنيب الضمير تجاهها و قام بحملها متوجها إلى المرحاض و فتح المياة و أخذ يبلل وجهها بلطف و التقط المنشفة و جفف وجهها بحنو ثم قام بحملها ليضعها علي السرير وهو يتوجه الي الباب ينادي پغضب
سليم
أطل سليم برأسه من الاسفل فهدر سالم بأمر
انهى كلماته و اغلق الباب خلفه و الټفت يناظرها فقالت بخفوت
الموضوع مش مستاهل كل دا ممكن شويه برد و يروحوا لحالهم
اجابها بفظاظة
مش مهم بالنسبالك لكن مهم بالنسبالي..
تمتمت بخفوت
ماهو واضع..
فرح انا ماسك نفسي عنك بالعافيه ..
هكذا تحدث بحنق فأجابته بانفعال
اقترب منها قائلا بعتب
وهو دا بمزاجي و لا انا مبسوط وانا بعيد عنك
خرجت كلماتها مټألمة حين قالت باڼهيار
طب شاركني عرفني في ايه .. انا معرفش حاجه ومش لاقياك و حاسه اني مش طايقه نفسي ولا طايقه حد ..
رق قلبه لحالها فاقترب يحتويها بين جنبات صدره قائلا بحنو
عندك حق .. بس صدقيني انا معنديش وقت اتنفس .
صاحت معترضة
ماليش دعوة عايزة وقت
ليا لوحدي ..
من ذا الذي يجد كل هذا الحب بعيون تشبه خاصتها ولا يذوب!
كل دا عشان وحشتك
اومأت برأسها دون حديث فزين جبهتها بورود اعتذار لم يتجاوز حدود شفتاه فحاوطته بأنامله صنعت من حب وقالت بخفوت
انا حاسه انك شايل حمل كبير اوي يا سالم . شاركني ارجوك مش انا مراتك حبيبتك
أنت روحي يا فرح ..
اخترقت كلماته اعماق قلبها و دكت جميع حصونها فوجدت نفسها تحوي وجهه بين يديها وهي تقول بخفوت
طب ايه بقى
امتدت يديه وقال بجفاء و نبرة تقطر حزنا
مروان بيتجسس علينا لحساب ناجي !
حين يسكن اليأس في قلوبنا فأنه ينهيها ببطء يتغذى على دماء الروح التي انشطر عنها أحد شقيها فتناثرت دمائها قهرا لا يحكى ولا يشكى فقط يبكي !
لا يعلم الى اين عليه الذهاب فقد تقصي عنه في كل أرجاء البلد عله يجد طرف خيط في يوصله لها ولكن دون جدوى.
حتي أنه كان يسأل الناس من حوله كما لو أنها طفلة صغيرة تاهت عن والدها. يشعر و كأن القدر يعاقبه علي ظلمه لها و تجبره عليها ولكن عقله اللعېن كان جاهلا بتلك المشاعر العميقة التي جرفته نحوها. و حين فطن
متابعة القراءة