بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

الفقري فهي لا تتذكر آخر مرة سمعت كلمات غزل ولو بسيطة من أحدهم..
قطع تفكيرها سؤاله حين قال بنفاذ صبر 
اشيلك أدخلك الأوضة يعني ولا أعمل إيه 
لا تعلم لما اندفعت الډماء إلى خديها بقوة فحاولت تجاهلها و توجهت ټتشاجر مع خطواتها للداخل لتتخطاه بغرور قابله بنظرة متهكمه.
عودة للوقت الحالي
سالت مياة الألم من عينيها و لأول مرة تقف أمام نفسها بذلك العجز وهذا الكم الهائل من الشفقة على ذاتها التي فقدتها بدرب من دروب الحياة و تجهل السبيل إليه . 
تقف بمفترق طرق كل واحد منهما يجذبها بأصفاد ساخنة تجذبها من عنقها وكلما قاومت اشتد الخناق عليها أكثر حتى ظنت أن ذلك الصراع سينهيها ذات يوم 
توقفت أمام باب المنزل و دلفت إلى الداخل فسمعت أصوات القهقهات الآتيه من غرفة الجلوس فلاحت إبتسامة ساخرة على ملامحها تحولت إلى دمعة انبثقت من طرف عينيها لعدم قدرتها أن تخطو إلى الداخل و حتما لم يفتقد وجودها أحدا منهم.
أخذتها قدماها إلى الدرج ولكن سرعان ما تجمدت حين سمعت اسمها و ما ضاعف من صډمتها حين كان المنادي سليم! 
شيرين ..
توقفت لوهله قبل أن تلتفت إليه ليتدلى فكها من فرط الصدمة حين قال بخشونة 
مفيش السلام عليكم حتى ! دا إحنا أهل ولا إيه 
توقفت أمام كلماته لا تعلم أهي سخرية أم تهكم لم يهتم لأمرها سابقا و الآن يعاتبها هكذا بينما يديه تحتوي كتف جنة التي بدت غير متأثرة بما يحدث و كأن الماضي لم يعد موجودا في تلك اللحظة ! 
لم تجد ما تقوله فتوجهت إليهم بخطوات ثقيلة وهي تقول بابتسامة باهتة
السلام عليكم.. 
رد الجميع السلام و تدخلت أمينة قائلة بتحفظ 
تعالي يا شيرين اقعدي معانا .. الوقت لسه بدري معتقدش انك هتنامى دلوقتي 
لا تعلم لما ارتفعت عينيها رغما عنها إلىطارق تلاحظه ولكنها سرعان ما اختطفت أنظارها بعيدا عنه ما أن لمحت شبح إبتسامة على شفتيه و نظرت لوالدتها التي بدت جامدة كعادتها ثم قالت بجمود 
معلش تعبانة شوية و مصدعة محتاجه أنام ..
تدخل مروان بمزاح 
بقولك ايه مش هنتحايل عليك تعالي اترزعي هنا .. في كلام كبار هيتقال و أنا عارفك بتحبي كلام الكبار
رمقته بلوم وقالت باقتضاب 
بس يا حيوان..
تفاجئت من حديث همت التي قالت بلهجة يغلب عليها السخرية 
تعالي يا شيرين اقعدي مع ولاد خالك شويه دي قعدتهم ترد الروح ..
تمتم بسخرية خافته
شوف الولية الڼصابة اومال لو مش قاعدة تزغرلنا كلنا .. 
نهره سليم قائلا بتحذير 
حط لسانك في بقك احسنلك ..
تجاهل تحذيرات سليم وقال ساخرا 
تعالي يا شيري بس حاسبي و أنت داخله تتكعبلي في بوز عمتي اللي ضارب في الحيطة من وقت ما دخلت ! 
معلش أصلك أول حاجة شوفتها لما دخلت 
هكذا تحدثت موجهة نظرات ڼارية إلى مروان الذي لا يفهم سبب كل هذا الكره الجلي في عينيها ولكنه أبى التراجع عن استفزازها فقال

________________________________________
بعنجهية
معلش هنعمل إيه بقى
أصل مش كل الناس بتفهم وذوقها حلو ..
توقفت الأحاديث إثر دخول سالم الذي القى التحية قبل أن يشير لسليم بأن يتبعه إلى غرفة المكتب التي كانت بها فرح تقوم بمراجعة أوراق المناقصة فاندهش سليم حين رآها فأجابت على سؤاله الصامت قائلة بسخرية 
عملت بنصيحتك وسيطرت ..
قهقه سليم بصخب و هو يتوجه إليها قائلا 
عملتيها أزاي دى دا أنت طلعتي مش سهلة ..
سخرت قائلة
مش سهلة إيه بس دا وافق بطلوع الروح أني أساعدك في الشغل. 
لون الامتعاض ملامحها و هي تتابع
أخوك دا محدش يقدر عليه ..
غيرك .. 
هكذا جاء صوت سالم القادم تجاههم فتركت ما بيدها و توجهت إليه قائلة بمزاح 
صدقتك أنا صح
احتوى كفها تحت ذراعه بإبتسامة سرعان ما غابت وهو يناظر سليم بجدية انطبعت على نبرته حين قال 
إيه الدنيا 
تمام أنا خلصت كل حاجة و فرح راجعت ورايا ..
اومئ برأسه قبل أن يوجه أنظاره إليها قائلا بخشونة
عايز فنجان قهوة من ايدك ..
عيوني .. بس خلي بالك كدا قهوة و عشا قلت أنت داخل على طمع مصدقتنيش .
قالت جملتها الأخيرة بهمس فلون العبث نظراته حين قال بجانب أذنها
ما قولتلك كلك على بعضك تخصني .. و اثبتلك كمان ولا إثبات امبارح مكنش كافي ..
روت دماء الخجل وجنتيها فأنبتت زهرا ود لو يقطفه في تلك اللحظة ولكن لولا وجود سليم الذي كان ينظر في الأوراق وهو يقول بعفوية
و أنا كمان يا فرح اعمليلي فنجان قهوة معاه.. 
زمجر سالم بخشونة
اياك تعمليله حاجه 
ابتسمت فرح و غادرت بينما قهقه سليم على حديثه وقال ساخرا 
متقوليش انك غيران والجو دا 
سالم بفظاظة 
هو الحلاق أيده طولت على عقلك كمان ! حسك اتهطلت من وقت ما عملت العملة دي ..
سليم بترقب 
أنا حاسس إنك شايل مني يا كبير ..
سالم بوعيد 
بقى فرح مش مسيطرة بتوقع
تم نسخ الرابط