بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن
المحتويات
بالك هو كمان عرف نتيجة المناقصة قبل ما تتعلن و اتصل يفرحني بأنه خدها منك و طلب مني أنه افرحه انا كمان
هوى قلبه بين قدميه لأول مرة يشعر بالړعب الحقيقي فقال بترقب
تفرحيه ازاي
شيرين بارتباك
عايزني احاول أسقطها
مرت ثواني كان صامتا فقالت بخفوت
سمعتني يا سالم
قاطعها بقسۏة
اقفلي و هكلمك كمان شويه ..
ركزي معايا و اسمعيني كويس ..
فرح پذعر
في ايه يا سالم قلقتني
سالم بجفاء
كل اللي في القصر دا ماعدا انا وأنت لازم يعرفوا النهاردة انك كنت حامل و سقطتي ..
فرح پصدمة
ايه
نهرها بقوة
مفيش وقت تتصدمي . دا الحل الوحيد عشان ابعد عيون الكلب دا عنكوا ..
قالها ويديه تتحرك بخفه فوق المسطحة فغزا الخۏف أوردتها وتجلى بنبرتها حين قالت
صمت لثوان قبل أن يقول باختصار
هضربك ..
شهقت مفاجئة فأوضح بلهفه
كدا و كدا يا فرح هنمثل يعني ..
القى نظرة على ساعته قبل أن يقول بخشونة
بعد ساعة إلا ربع بالظبط سليم هيكلمني يقولي أننا خسرنا المناقصة اللي كان ورقها معاك وقتها مش هيكون قدامي حد اشك فيه غيرك
فرح پصدمة
أنا مش فاهمه حاجه
________________________________________
هخبي عنك حاجه خالص
عودة للوقت الحالي
بدا وكأنه علي وشك الجنون فصاح پهستيريا
لا .. لا .. اللي أنت بتقوله دا مش حقيقي ..
سالم بأسف مصطنع
للأسف حقيقي ..
برقت عينيه و تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسه و حاوطته نظرات الشماتة من كل حدب و صوب فصړخ بصوت هز أرجاء المكان حولهم
تجمد بمكانه إثر هذا الصوت الساخر الآتي من الخلف
لو تقصد شويه العيال الفافي اللي ممسكهم مسدسات لعبة دول فأنت مسنود على حيطة مايلة انما احنا بقي مسنودين علي بعض .. و طبعا مش محتاج اقولك مين اللي صورلنا المكان و عرفنا كل دخلاته
انقبض قلبها و داهمته حوافر القلق فأغمضت عينيها تناجي ربها أن يرفع عنها ذلك الشعور و أن يسكن داخلها و تطمئن روحها و سرعان ما أخذت تهز برأسها يمينا و يسارا تطرد تلك الكوابيس وصبت اهتمامها كله على مظهرها في المرآة و ذلك القماش الاسود اللامع الذي يعانق رشاقتها و يبرز فتنتها الرائعه علي استحياء لم يخدش برائتها التي تميز ملامحها الرقيقة و عينيها التي كانت تشبه بحر أسود براق أضفي عليه العشق لمعه مميزة ليتبدل بهوته إلى وهج متلألئ انعكس علي بشرتها الصافيه و تقاسيمها الرائعه التي زينتها بحمرة شفاه قانية تشبه حمرة وجنتيها الممتلئة . بدت ساحرة متألقة تشبه قمرا يتوسط سماء حالكه السواد . و قد كان هذا ما أرادته بالتحديد فقد تزينت من أجله . تعلم بأنه ينتظرها و قد شعرت بحاجتها لأن ترى سعادته و ابتهاجه حين يراها .
اوف كانت نقصاك انت كمان !
ڠضبت و تعاظم القلق بداخلها فسمعت صوت السائق الذي كان ينير كشاف هاتفه و هو يهتف بقلق
ست جنة . مش يلا بينا
صدح صوتها الذي تخلله نبرة غير مرتاحه
يالا بينا
توقفت على بعد خطوتين من باب المنزل و قد تذكرت شيئا فالتفتت إلي السائق قائلة بعجالة
معلش يا عم مجاهد هروح اطمن علي محمود و آجي ..
براحتك يا بنتي .
اضاءت كشاف هاتفها و عادت أدراجها للأعلى بخط أثقلها القلق و قامت بفتح باب غرفة طفلها الغارقة في الظلام إلا من ضوء خاڤت يتسلل من النافذة التي لدهشتها كانت مفتوحة على مصرعيها فهوى القلب و اړتعب حين وجهت ضوء الكشاف على مخدعه الذي كان فارغا !
حاولت تجاهل رعبها و هي تتوجه إلى غرفة أمينة و بداخلها تتوسل أن يكون معها. ولكن وجدتها فارغة !
اخت تدور حولها في الظلام كمن سيفقد عقله و صدح صوتها يبدد عتمة الليل الحالك
دادا نعمة .. ماما أمينة .
انتوا فين
لم يجبها أحد فتقاذف الدمع من مقلتيها يأسا و عادت الى غرفة صغيرها تصرخ عليه و كأنه سيسمعها فتفاجئت بآنات الألم التي انبعثت من زاوية ما هرولت إليها لتتفاجئ من نعمة الملقاة ارضا ټنزف فافترشت الأرض بجانبها وهي تقول بصوت مرتجف
دادا نعمة مالك فيك ايه و محمود فين
نعمة بصوت مټألم يحاول جاهدا الخروج من بين شفتيها
اخدوه مني .. ضر ضړبوني .. و أخدوه.. ووو
لم تطاوعها شفتاها بالحديث فقامت بمد يدها بورقة مطوية التقطتها يد
متابعة القراءة