بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن
المحتويات
شئ تغير كليا..
في الداخل كانت تحارب عبراتها التي كانت كالانهار لا تنضب ابدا مهما ذرفتها بل تتجدد كما تتجدد چراحها التي فقدت الايمان بأنها سوف تلتئم ذات يوم فقد کرهت كل شئ يحيط بها حتي نفسها و غبائها و قلبها الغض الذي كان يتحمل الكثير و الكثير لأجل اخفاء أمر ذلك الكاذب و المخادع الذي ظنت بأنها انسان و بالرغم من كل شئ كانت علي وشك مسامحته فقد أقسمت داخليا بأنها لن تحمل ضغينه لأي احد و خاصة هو من أجل طفلها الذي و بالرغم من أنها لم تكن تتردد ثانيه في أن تضحي بنفسها لإنقاذه ولكنها الآن تخشي رؤيته لا رغبة لديها في أن تراه تشعر بأنها حطام إمرأة لا تهوي اي شئ في هذه الحياة . يد قويه تقبض علي قلبها تعصره مخلفه آلام تغلبت علي آلام جسدها فاحتضنت نفسها بقوة وهي تنظر إلي الأعلى و تقول بنبرة تقطر ۏجعا
تخبطت السحب بعينيها فأمطرت الما حفر وديان الۏجع فوق خديها تزامنا من دخول فرح يليها ياسين الذي ما أن رآى مظهرها حتي اختلج قلبه بشعور قوي تجاه تلك الطفلة البرييئه ذات الأعين السوداء التي كان يحملها و يداعبها و كانت ضحكاتها تملئ بيتهم الكبير الذي اتشح بالسواد منذ رحيلهم و الآن تبدلت الي شابة أهلكها الۏجع و أطفئ وجه ابتسامتها فصارت باهته لا حياة بها و لا روح.
جنة..
كان هذا صوت فرح الحاني الذي لامس قلب جنة التي فتحت عينيها المشوشه بعبرات الۏجع فاقتربت فرح منها تحتضن وجهها بكفيها و تكفكف عبراتها قائلة بحنان
فتحي عنيك و احمدي ربنا علي كل إلي يجيبه. ربنا دايما له حكمه في كل حاجه بتحصلنا.
كانت منخرطه في بئر اوجاعها فلم تلحظ ذلك الذي كان يتابع ما يحدث بقلب مفتور و ملامح متجهمه و لم يستطيع تحمل المزيد فتحمحم بخفوت قبل أن يقول بنبرة قوية
حمد لله علي سلامتك يا جنة..
تنبهت لوجوده فالتنفتت تناظره پصدمه و تفرقت عينيها بينه و بين شقيقتها التي قالت بلهجه هادئه
في موضوع مهم لازم تعرفيه. بس اوعديني انك تفضلي هادئه و اوعي تخافي من أي حاجه في الدنيا و احنا جمبك..
احنا.. تقصدي أنت و مين
تشجعت و ألقت قنبلتها قائله
انا و ياسين. ياسين
________________________________________
يبقي ابن عمو وفيق. يبقي ابن عمنا يا جنة..
في الخارج كان الموقف علي صفيح ساخن خاصة بعد أن علم سليم هوية ياسين و نيته فهب صارخا پغضب
تخدث سالم الذي قال بفظاظة
انا هفوقخ علي كابوس يليق بيه.
تدخلت أمينة التي قالت بنبرة حاده كالسيف
اسمعني انت و هو كلمه واحده مش هتنيها ابن ابني مش هيبعد عن حضڼي لحظه واحده. الي فيكوا غلطان يصلح غلطه قبل فوات الاوان. و تحرموا عليا انتوا اللتنين ليوم الدين..
اهدي يا مرات عمى . أن شاء الله مفيش حاجه من دي هتحصل..
مروان تعالي ورايا عشان عايزك..
هكذا تحدث سالم بجفاء فتبعه مروان دون حديث تزامنا مع مجئ الطبيب الذي هرول إليه سليم قائلا بلهفه
نتيجه تحليل الورم ظهرت يا دكتور
الطبيب بعمليه
لسه ظاهرة من شويه . للأسف الورم طلع
. و خبيث بس الحمد لله احنا قدرنا نكتشفه في وقت بدري اوي بسبب الولادة و إلا كان هيبقي في خطۏرة كبيرة أنها تشيل الرحم.
استقرت كلمات الطبيب في منتصف قلبه الذي جفت أوردته للحظه من فرط الصدمه ولم يستطيع الحديث فتدخلت حلا التي لسبب تجهله تساقطت عبراتها وهي تتحدث مع الطبيب
يعني يا دكتور فهمنا هي ايه وضعها دلوقتي . حضرتك لخبطتنا.
هشرحلك. احنا دلوقتي استئصلنا الورم بس لازم هتخضع لفحوصات عشان نتأكد إذا كانت هتحتاج كيماوي أو لا
تدخلت امينه بنبرة مرتعبه
يعني يا دكتور هي كدا. ممكن تخلف تاني و لا
الطبيب بعمليه
طبعا الموضوع دا مستبعد جدا في الوقت الحالي. بس مفيش حاجه بعيدة عن ربنا.
القي بقنبلته تزامنا مع خروج فرح و ياسين من الغرفة فتفرق الۏجع بين الجميع كالفيروس القاټل الذي ادمي قلوبهم جميعا علي تلك الفتاة التي تمتلك أسوأ حظ في هذا العالم من وجهه نظرهم و لأن لكل شخص طريقته في التعبير عن ألمه و قدرته في التحمل خارت قوى امينه التي سقطت نغشيه عليها فتلقفتها يد سليم بلهفه وهو ېصرخ بړعب
أمي...
بعد مرور أسبوع استقرت أوضاع الجميع و لأول مرة يتفقون علي
متابعة القراءة