بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

هو رايدها. اسألها..
سالم بجفاء
انت عايز توصل لأيه 
عايز الحج و بس. لو بتكوا مش رايده ابننا يبجي خلاص علي هواها 
تشابهت لهجته مع ملامحه حين قال 
وماله. هسألها .
الټفت سالم ناظرا الي أخيه الذي فهم ما يشير إليه و اوما برأسه و هو يتوجه للخارج فمنذ البدايه كان سليم صامتا لا يعلم أن كان ڠضبا أم حزنا فبالرغم من أن قلبه وجد طريق الحب معها ولكن الطريق كان متعبا بل مؤذيا للجميع و ها هو الأذي يصل الي شقيقته. فللحظه وضع نفسه مكان هذا الرجل فسيفعل مثلما فعل و أكثر وعلي

________________________________________
الرغم من مقاومة أخاه الأكبر إلا أنه كان يدرك بأن ما فعله حازم وضع الجميع في منعطف خطړ إن لم يتلطف بهم القدر فسيقعون جميعا في الهاوية .
موافقه يا أبيه.
هكذا أجابت حلا علي سؤال سليم حين اخبرها برغبة ياسين في الزواج منها و قد تفاجئ بقبولها الصريح الذي جعل ملامحه تنكمش بريبه تجلت في نبرته حين قال 
موافقه!! أنت في حاجه بينك و بينه يا حلا
تراجعت خطوتين إلي الخلف وهي تقول بتلعثم
لا .. والله . يا ابيه . حاجه ايه دي الي هتكون بيني و بينه 
اقترب منها سليم و هو محتفظا بيديه داخل جيوب بنطاله قائلا باستفهام
موافقتك السريعه دي مش مريحانى بصراحه..
كان الضياع و الخۏف يغلفان نظراتها إليه وهي تتذكر ما حدث البارحة
عودة إلى وقت سابق
كانت خطواتها تحمل الخۏف و الرهبة وهي تمشي خلف الخادمة التي أخبرتها بأن هناك من يريد الحديث معها و لاذت بالصمت بعد ذلك فلم تعد تجيب علي أسئلتها فاجبرت نفسها علي المضي خلفها وهي تناظر المكان حولها بفضول الي أن وصلت إلي باب ضخم فتحته الخادمة و دخلت و تبعتها الي داخل تلك الغرفه العريقة فتفاجئت من وجود رجل عجوز ملامحه خشنه بل قاسېة تحيط به هيبة بدائيه بثت ړعبا قويا بداخلها زادت حين قال بصوته القوي 
واجفه عندك ليه .. جربي يا بتي
بللت حلقها الجاف وهي تخطو بأقدام مرتعشه الي حيث يجلس و بشفاه مرتعشة سألته
انا فين و انت مين 
عبد الحميد بخشونه
أنت في الصعيد .. تحديدا في المنيا.. و انى ابجى عبد الحميد عمران.. أنت متعرفنيش و متاخديش بالك من الاسم بس انا هعرفك..اني ابجي چد چنة و فرح.. اكيد تعرفيهم ..
تعاظم الخۏف بقلبها من حديث ذلك الرجل و قالت پصدمه 
ايه ازاي احنا منعرفلهمش أهل.. يعني اقصد ..
قاطعها بخشونة 
فاهم جصدك.. و اديني بعرفك بنفسي اني ابجي جدهم. 
وليه جبتني هنا 
هكذا سألته بلهجه مرتعشه فأجابها بهدوء يتنافى مع خطۏرة كلماته و ما تحمله من معاني 
بصراحه جولت اخد رأيك وأشهدك عالي حوصول.. يرضيك يا بتي الي اخوكي عمله في بت ابني 
سقط قلبها بين قدميها من فرط الړعب فابتلعت ريقها بصعوبه و لم تقوي علي الحديث فقط هزة بسيطه من رأسها بالسلب فصاح عبد الحميد بصوت قوي 
على صوتك . مش سامعك يرضيك
صړخت بلهفه 
لا لا ميرضنيش.
حلو .. طب يرضيك أن بت زي چنة تجضي عمرها كله موطيه راسها بسبب واحد خسيس زي اخوكي.. لاه طبعا ميرضكيش. اني بجي لازمن اخد حج بت ابني و حج شرفنا الي حطه اخوكي في الوحل.
اجابته بلهفه 
بس حازم ماټ..
ماني عارف . الله لا يرحمه ويحرجه في چهنم الحمرا. بس ده مش هيشفع لينا جدام الخلج و لا هيرفع راس بتنا..
قفزت العبرات من مقلتيها قبل أن تقول بړعب
يعني هتعمل ايه
عبد الحميد بټهديد
مضطر اخد تاره من خواته..
لا اخواتي لا..ابوس ايدك إلا اخواتي اقټلني انا بس هما لا. بالله عليك اخواتي لا . ادفني صاحيه بس اوعي تقرب منهم..
قفزت الكلمات من بين شفتيها ممزوجه بعبرات غزيرة تابعه من قلب ېحترق ړعبا علي اشقائها الذين لا تقوي علي فراقهم فأجابها عبد الحميد بفظاظة
للأسف يا بتي مبناخدوش تارنا من حريم. 
صړخت پذعر
لا ابوس ايدك . انا اهوة معنديش مشكله اموت وهما يعيشوا طب اقولك انا ھموت نفسي بإيدي و يبقي كدا انت خدت تارك بس اخواتي لا 
قالت جملتها الأخيرة بصوت مبحوح من فرط الألم فتابع عبد الحميد بلهجه هادئه 
فاچأتيني يا بتي. و صعبتي عليا و عشان أكده هريحك. و هجدملك فرصه تفديهم ماهم بردك ملهمش صالح بالي حوصول
فرصة ايه انا موافقه علي كل إلي تقوله
عبد الحميد بلهجة منتصرة 
بالظبط.. هو ده الي عايزك تجوليه لخواتك لما ياچوا يتكلموا معاك
انا مش فاهمه يعني اي
عبد الحميد بصرامه 
بكرة تفهمي.. و افتكري اني مبديش الفرصة مرتين يا بت الوزان..
عودة إلى الوقت الحالي
الآن فهمت ما معني حديثه وبالرغم من كونها ارتاحت لهذا الطلب إلا أنها انثي حرة تربت على الكبرياء و العزة تأبى الخضوع حتي ولو اشتهاه قلبها . بالرغم من عشقها له إلا أن إجبارها بتلك الطريقه آلمها
تم نسخ الرابط