بين غياهب الاقدار ( قبضه الاقدار ٢) بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

بشتي الطرق و كان الحزن و الألم متبادل بين سليم و جنة التي وقع اسمه حازم على قلبها پسكين الخزي الذي يسيطر علي ملامحها في تلك اللحظة علي الرغم من كل تلك الجهود المبذولة في تحسين صورة ما حدث. و كان الجانب الأكبر من المشاعر يعود ل عمار الصامت منذ البدايه ولكنه كان غاضب حد الچحيم يوازي غضبه ڠصب سالم الذي أقسم علي وضع كل شخص في مكانه الصحيح بعد انتهاء تلك الجلسة التي كان غيابها عنها يزيد من نيران غضبه المستعر ولكنه أخيرا تجاوز عم كل ما يعتمل بداخله وقال بنبرة خشنة 
خلي تحديد المواعيد دا لحد ما نيجي آخر الأسبوع عشان نطلب جنة.
تدخل عمار الذي كان هناك نظرات ساخرة مرتسمه علي ملامحه
اني بجول أكده بردو . يمكن الفرح يزيد ولا حاچه
التمعت عيني سالم بالشړ حين سمع كلمات ذلك الذئب الماكر الذي لا يلقي بالكلام جذافا ولكن جاء صوت والدته التي قالت بود
كدا نبقي متفقين .. يالا عشان العشاء جاهز 
تدخل عمار بفظاظة
مالوش لزوم يا حاچة احنا خلصنا اللي چيين عشانه 
امينة بعتب 
ايه يا عمار انت بخيل ولا
اي دول بيقولوا أن الصعايدة أهل الكرم كله وبعدين متقلقش المصاروة بيعرفوا يطبخوا بردو
تدخلت تهاني في محاولة لتصليح الموقف 
بها يا حاچة. دي كل حاچه من يدك زي العسل..
تحرك الجميع إلى المائدة التي كانت معدة بأشهي المأكولات و كانت أمينة خير مضيفه تحاول مراضاة الجميع و حين أنتهي ياسين من الطعام التفتت الى حلا قائلة 
وصلي دكتور ياسين عشان يغسل ايده يا حلا..
كانت الثيران الهائجة تحاول بشتي الطرق اخماد ڠضبها حتي تمر تلك الجلسة علي خير فلم يعلق أحد علي حديث امينة و بالفعل توجهت حلا الممتعضة أمام ياسين دون أن تلتفت حتي و ما أن غادرا غرفه الطعام حتي اوقفتها قبضته الحديدية علي معصمها حين قال پغضب مكتوم
اقعدي اتعوجي براحتك و زودي في غلطاتك كدا بس اتأكدي أن كله هييجي علي دماغك في الآخر..
كانت تتألم من قبضته الغير رحيمه ولكنها كتمت ألمها وبعينين اشتعلت بنيران التحدي الذي اصطبغت به نبرتها قالت 
مفتكرش أنى هشوف حاجه اسوء من اني اكون مراتك
كانت تتأرجح بحقل ألغام تعلم بأنها ستكون أول ضحاياه و قد هالها عينيه التي احتقنت بدماء الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال
لا في .. جوازك منى دي بداية اللعڼة يا حلا. و من هنا لحد ما تبقي في بيتي الله في سماه لو شوفتك جمب الواد مروان دا مره تانيه وديني لهكون ضاړبه پالنار قدامك. 
مين جايب سيرتي 
قطع حوارهم الڼاري قدوم مروان و بجانبه جنة التي كانت تريد الحديث معه علي انفراد فتفاجئت بياسين يقف مع حلا و عينينه تقطران ڠضبا حين ألتفت ناظرا الي مروان ولكن جاءت كلمات حلا لتشتيت انتباهه 
الحمام يا دكتور ياسين..
ابتلع غضبه الحارق و توجه إلي المرحاض تاركا الجميع خلفه فتوجهت حلا إلي جنة بأقدام مثقلة باعتذار كبير لا تعرف كيف تصيغه و لكنها حاولت قدر الإمكان حين قالت بنبرة مهتزة
معرفش إذا كان كلامي دا هيفرق معاك أو لا بس انا حقيقي بعتذرلك علي كل كلمه قولتها ضايقتك..انا..
قاطعها حديث جنة التي

________________________________________
لم تكن في حاجه لسماع اعتذارات لن تفلح في إخماد چراحها فقالت بجمود 
مش هيفرق يا حلا.. اعتذارك مش هيغير حاجه يبقي مالوش لازمة وفريه انا مش محتجاه..
شعرت بسيل من العبرات يتدفق من مقلتيها فخرج صوتها مهتزا حين قالت 
بس انا محتاجه أقوله.. انا فعلا اسفة.. يمكن شيفاني وحشة بس انا مش كدا. 
جنة بجفاء
عارفه انك مش وحشة. الوحشين مبيعتذروش.. الموضوع خلص مش مستاهل الكلام فيه.. انسي..
كانت تعلم بأنها فتاة صالحه ولكن شوهها الۏجع ولهذا لم تريد أن ينتهي الأمر هكذا فتابعت قائلة بصدق
أبية سليم محظوظ بيك علي فكرة.. وانا حقيقي فرحانة انكوا اتجوزتوا..
لا تعلم لما شعرت بدقات قلبها تتقاذف بداخلها لدى سماعها اسمه ولكنها حاولت ألا تتأثر فرسمت ابتسامة بسيطه علي محياها ردا علي مجاملتها اللطيفة فجاء صوت مروان الذي يتابع ما يحدث في صمت 
يالا بقي احضنوا بعض..
برقت عينا الفتاتين. هما ينظران إليه فتابع بجديه
ايه اتخشبتوا كدا ليه ما تحضنوا بعض. مش اتصالحتوا و صافية لبن حليب يا قشطه مستنيين ايه يالا يا لبن يالا يا قشطه احضنوا بعض
قال جملته الأخيرة و هو يضع يديه علي كتف الفتاتين بقربهما من بعض وسط ذهول متبادل بينهما فتبادلا عناق كان غريبا من نوعه فصدح صوته المتأثر خلفهم 
يااه يا ولاد هتخلوا الدمعه تفر من عيني.. 
ثم أطلق زفرة قوية قبل أن يقول بعبث
يالا ربنا يقدرنا علي فعل الخير..
ما أن أنهى جملته حتي التقمت عينيه تلك التي كانت تقف بعيد تشاهد ما يحدث بعينين تغلفهما طبقه من العبرات التي لم تستطع السيطرة عليه فتراجعت
تم نسخ الرابط