روايه بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


شيء حول ذهابه لها ليمط شفتيه للأمام بعدم حيلة هاتفا في صدق ونبرة عادية 
_ مش فاكر .. بس معتقدش إني روحت ليه !!
أغضبتها إجابته ب مش فاكر فإذا لما يذهب ولم يخبرها هو إذا من أين عرفت !!!! بالتأكيد هو ذهب لها وأخبرها بكل شيء بينما هو ثملا والآن ستقع المصائب فوق رأسيهما بسبب إهماله .
وجدت نفسها تهدر في اغتياظ جلي 

_ أهاا مش فاكر !! بس فاكر اللي حصل بينا بالتفصيل مش كدا !
لم يأخذ حديثها على محمل الجد مطلقا حيث قال بابتسامة لئيمة ونظرات تضمر خلفها معاني منحطة 
_ أكيد طبعا .. هي حاجة زي كدا تتنسي برضوا تحبي احكيلك !
رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول على آخر كلماته وشعرت بالحمرة تصعد لوجنتيها ولكنها أبت إظهارها له وتصنعت الثبات أمامه وهي تقول بازدراء يخالطه ابتسامة مستنكرة 
_ هو مينفعش اتكلم معاك في مرة وتتكلم باحترام من غير وقاحة !
غمغم في خفوت ونظرة أشد لؤما من سابقها مما زادت من اضطراب نفسها الخجلة 
_ إنتي تعرفي عني إني محترم !
هزت رأسها بالنفي وهي تحت تأثير نظراته واقترابه منها لتسمع منه الرد بعد أن حصل على الرد منها بالنفي 
_ بس يبقى منتظرة مني اتكلم باحترام ازاي !!
قالت مؤيد كلامه في ابتسامة عريضة 
_ اممممم في دي عندك حق الصراحة
بادلها الابتسامة ثم عاد لطبيعته وهتف في جدية تامة 
_ طيب يلا عشان منتأخرش لإن ماما مستنيانا
التفتت وجذبت حقيبة يدها وهاتفها ولحقت به وارتدت حذائها عند الباب ثم غادرت واستقلت بالسيارة بجواره لينطلق هو محدد وجهته نحو منزل أبيه .
في مساء اليومو قفت أمام الباب مترددة تنظم الكلمات التي ستقولها بل هي لا تعرف ماذا تقول ولكنها سئمت من الجلوس بمفردها منذ الصباح وتريد الجلوس معه أخذت نفسا عميقا ثم طرقت برفق على الباب ليأتيها صوته يسمح لها بالدخول ففتحت الباب وادخلت نصف جسدها ونظرت له لتجده يباشر

أعماله على الحاسوب النقال وأمامه اوراق خاصة بالعمل على المكتب وبيده قلم ينظر إلى الحاسوب ثم يعود للورق ويسجل أشياء ولكن كل هذه تفاصيل لا تهمها فقد ثبتت تركيزها على نظارته الذي يرتديها ولأول مرة تراه يرتديها ليس هذه المشكلة بل يكمن عمق المشكلة أنها زادت من وسامته أضعافا فجذبها من هيامها به صوته الغليظ وهو يهتف دون أن يرفع نظره لها 
_ ادخلي ياشفق !
هزت رأسها بحركة منفرة لتخرج أفكارها الحمقاء من ذهنها وفرت الكلمات من عقلها وتوترت وانعقد لسانها فلم تعرف ماذا تقول ولكنها استدعت شجاعتها وتحلت بالجراءة المزيفة لتقول في صوتها الطبيعي الذي به بحة انوثية رقيقة وهي تبتسم ويداها تلفها خلف ظهرها 
_ أنا كنت قاعدة برا ومش جايلي نوم من الملل فحبيت اقعد معاك لو مش هعملك إزعاج يعني
رفع نظره لها وطالعها بابتسامة طاحت بها إلى أعمق نقطة وجعلت الأمر يزداد سوءا بالنسبة لها وأشار لها بعيناه أن تدخل وتجلس على الأريكة المتوسطة فسيطرت هي على عواطفها وابدت عن سعادتها ثم اغلقت الباب وتوجهت لتجلس على الأريكة المقابلة لمكتبه وتتابعه بعيناها الذي تبتسم قبل شفتيها .. كانت تشاهد الأفلام والمسلسلات وترى الأبطال ولا تصدق بوجود هذا النوع من الرجال في الحقيقة والآن هي مع أحد الرجال الذي لا يختلف عن شخصيات الأبطال المذهلة في كل شيء .. وأحيانا كثيرة تشعر أنها داخل حلم جميل وستستيقظ منه قريبا وأن كل هذا ماهو إلا حلم رائع ! 
خرج صوتها الناعم وهي تسأله في لطف 
_ تحب اساعدك في حاجة !
_ ياريت بس للأسف مش هتعرفي
هدرت في ثقة وابتسامة واسعة 
_ جربني الأول وبعدين احكم
تمتم في ضحك خفيف بإيجاب 
_ طيب تعالي
استقامت وجذبت مقعد لتجلس بجواره فيمسك هو بدفتر كبير نسبيا وورقة ووضعهم أمامها هاتفا في خفوت ساحر 
_ بصي انقلي اللي في الورقة دي في الدفتر بنفس الطريقة وافرزيهم بشكل منظم هاا هتعرفي 
أماءت له بالإيجاب ثم التقطت قلم وبدأت بإنجاز المهمة التي كلفها بها وهو بجانبها يحاول إنهاء شيء آخر ليأتيه سؤالها المتعجب 
هو حسن أو زين مش موجودين ولا إيه أصل إنت من الصبح في الأوضة وبتشتغل
أجابها بهدوء تام 
موجودين بس أنا اللي مسكت المشروع ده لإني أفضل من زين وحسن في الحسابات والهندسة والحجات دي يعني احنا بنقسم الشغل بينا وكل واحد فينا متميز في حاجة ولما بيكون في مشروع أو صفقة زي كدا بيمسكها المتمكن فينا في الموضوع ده
اكتفت بهز رأسها بتفهم ثم عادت تكمل ما بيدها وبعد مرور دقائق بسيطة رفعت نظرها عن الدفتر ونظرت له خلسة تتأمله عن قرب فهذه هي المرة الأولى التي سنحت لها الفرصة بالنظر له عن قرب ولن تكون الأخيرة تأملت تفاصيل وجهه بنظرات عاشقة .. ذقنه الخفيفة وشعره الناعم والجميل الذي يعطي لمسة كستنائية بسيطة بشرته التي تنضج بالشباب والساحرية وعيناه الرمادية التي بمثابة مغناطيس تجذبها
 

تم نسخ الرابط