كاليندا بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


أسعد واحدة في العالم.
أنتبه لسخريتها من سؤاله فتنهد بنفاذ صبر وقال
_ أنا عارف اللي بتمري بيه وإيه اللي بتفكري فيه خصوصا من ناحيتي بس أحب أقولك أنا حالي أصعب منك حطي نفسك في مكاني و أقلبي اللي حصل.
_ أصعب مني! ده علي أساس أنت حصلك اللي حصلي! أتبهدلت زيي! سيرتك علي كل لسان اللي يسوي و اللي مايسواش!
انتهت كلماتها بصيحه فأمسك بيدها ليسكتها قائلا

_ وطي صوتك وأهدي.
جذبت يدها ورمقته شزرا وقالت إليه بتحذير
_ إياك إيدك تلمس إيدي تاني.
أومأ له وقال
_ مكنتش أقصد.
_ طيب ياريت تنجز وتقولي كنت عايز تقابلني ليه
أبتسم پألم ثم أجاب
_ عشان أجاوبك علي رسالتك أنا عارف إن ماما أسلوبها حاد وبالتأكيد عكت الدنيا مع مامتك.
قالت بنبرة هجوم مباغت
_ مامتك مش هتتكلم كده غير لما تكون واثقة إن دي رغبتك من أمتي وأنت بتمشي بكلامها! من غير ماتبرر خلاص عرفت الإجابة بس ده اسمها عندي ندالة.
قال باستنكار وتحذير
_ أنا مش ندل يا شمس و بقولها لك للمرة التانية حطي نفسك مكاني في كل خطوة أسمع فيها غمز ولمز ونظرات شفقة وتريئة من عيون الناس أنا كان بإمكاني أروح أمسك الحيوان اللي عامل فيكي كده وأخنقه بإيدي بس وبعدين قوليلي هانقدر نكمل في وسط الناس إزاي ومش هاقدر أستحمل نظراتهم ولو حد أتكلم مش هابطل خناق وضړب في ده وده ونقضيها محاضر مش هاقدر لو أتجوزنا وكل ما أجي ألمسك أفتك...
صمت ليزدرد لعابه فقالت بصوت مخټنق
_ ما تكمل قول.
نهضت ورفعت رأسها بشموخ وقالت بنبرة مليئة بالقوة وكبرياء أنثي
_ أنا بقي اللي بقولها لك عارف يا أحمد حتي لو كنت هاتكمل معايا أنا مكنتش هاكمل معاك وكنت بعت أمي ليكم بالشبكة وكل حاجة جبتهالي عارف ليه لأن كنت منتظرة اللي ياخدلي حقي ويدافع عني مش بابا كنت منتظره اللي المفروض هابقي مراته وعرضه وشرفه هو اللي ياخد لي حقي مش
يروح يدفن راسه في الرمل زي النعامة و خاېف من كلام الناس! أنت ضعيف وجبان وبحمد ربنا أن اللي حصلي ده كشفك علي حقيقتك أحسن ما كنت علي ذمتك وحصل اللي حصلي وقتها كان كبيرك تطلقني يا خسارة يا أحمد كنت في نظري حاجة تانية خالص بس فعلا وقت الشدة الكل بيبان علي أصله روح ربنا يسهلك و يديك علي قد نيتك.
تركته في صدمة من كلماتها وذهبت إلي والدها وقالت
_ يلا يا بابا نمشي من هنا.
أذعن والدها لرغبتها بعدما رمق أحمد بأسف وخيبة ثم غادر برفقة ابنته.
_ وبعد وصولهما إلي المنزل استقبلتهما والدتها بلهفة
_ عملتوا إيه
كاد يجيب عليها فقاطعه صوت ارتطام قوي فوجدوا ابنتهما وقعت أمام غرفتها مغشي عليها.
الفصل الخامس 
في مركز الوحدة الصحية التابعة للقرية تتمدد أعلي التخت وعينيها تحدق في السقف تقف الممرضة علي يمينها تعلق كيس المحلول علي العمود المعدني وعلي الجهة الأخرى يتابع الطبيب ضغط الډم عبر الجهاز اليدوي قائلا 
_ كده تمام وشويه بعد ما تخلص المحاليل هيبقي الضغط مظبوط ها يا شمس حاسة بإيه دلوقت
تحركت مقلتيها نحوه بدون أن تتحدث ثم عادت لوضع التحديق في السقف مرة أخري.
_ طب أنا رايح أكمل الكشوفات اللي عندي بسرعة وراجعلك تاني.
خرج الطبيب من الغرفة الصغيرة سألته زينب بقلق وخوف علي ابنتها
_ بنتي مالها يا دكتور
أجاب بهدوء وطمأنينة
_ أطمني يا مدام بنتك كويسة الحمدلله كل الحكاية ضغطها نزل شوية وطبعا واضح إنها مبتاكلش فقلب معاها بهبوط والحمدلله بعد ما علقنا لها المحاليل فاقت لكن شكلها مش حابه تتكلم وده نتيجة ضغوط نفسية وعصبية فياريت بعد ما تقوم بالسلامة تودوها لدكتور نفسية.
شهقت والدتها بضجر
_ بعد الشړ يا دكتور ليه هو أنا بنتي مچنونة
أبتسم رغما عنه من بساطة تلك المرأة فأوضح لها
_أنا مقولتش توديها مستشفي أمراض نفسية أنا بقولكم خليها تزور دكتور نفسية بيقعد معاها كذا جلسه يرجعها لكم أحسن من الأول.
تدخل محمد قائلا
_أنا فاهم قصد حضرتك يا دكتور بس ما تأخذنيش الوضع والظروف اللي إحنا فيها مش هتنفع لزيارات لدكتور نفسي بس ممكن نغير لها الجو اللي عايشه فيه.
أومأ له الطبيب مرحبا 
_ ياريت يبقي أفضل بس أهم حاجة الراحة النفسية وتبعد عن أي حاجة تضيقها لأن التعب اللي عندها ده نفسي أكتر ماهو عضوي ولو محتاجين أي مساعدة أنا في الخدمة.
_تسلم يا دكتور ربنا يوفقك.
فأجاب الآخر
_العفو عن أذنكم.
ولج كليهما إلي ابنتهما المنفصلة عن الواقع جلست زينب بجوارها
_ شمس أنتي كويسة يا ضنايا
أمسك محمد يدها وعانقها بين كفيه
_ شمس حياتي يلا بقي عايزك ترجعي البنت القوية وهخليكي تغيري جو البلد خالص وهاخدك عند رحاب بنت عمك مش كان نفسك تشوفيها
رمقته زوجته بامتعاض فهو يعلم ماهية تلك النظرة كيف تجد ابنتك راحتها في بيت عمها و زوجته التي تشبهها دائما بالحية في دهائها وخبثها لا تحب الخير لأحد بتا وخاصة زوجات أشقاء زوجها.
بادلها بنظرة
 

تم نسخ الرابط