ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
لك دلوقت يخلوك تمضي على تعهد بعدم التعرض لأي حد فينا أنا وإخواتي حتى خالتك.
كان حمزة يحدق إليه بنظرة وحش مفترس فزمجر وقال من بين أسنانه
لو راجل فكني وأنا اللي ھقتلك بنفسي.
ابتسم يوسف بسخرية ولم يعط إليه أدنى اهتمام وقال لشقيقته
روحي هاتي الخزنة اللي شايل فيها الورق.
ذهبت لإحضارها ثم وضعتها على الطاولة فسأله
صاح برفض تام
مش هقولك.
أشار يوسف إلى ماجد صديقه والذي اقترب من حمزة وأخرج جهاز صاعق قام بتشغيله فأصدر أزيزا صاح حمزة پخوف
١٥٣٨٩٩.
ضغط يوسف على الأرقام وفتح الخزانة فأخذ الأوراق أخرج قداحة من جيبه وقام بحرقها قائلا
كدا مفيش توكيلات.
نهض وأخرج من جيبه وصل ورقي وقلما فقال له بأمر
نظر بتوجس وسأله
إيه ده
أجاب يوسف
ده وصل أمانة عشان لو حبيت تلعب بديلك تاني.
تردد في الإمضاء فنظر يوسف إلى صديقه
ماجد.
همضي همضي خلاص.
خط توقيعه بصعوبة بسبب قيود يده فقال يوسف
كدا تمام ناقص حاجة أخيرة طلقها.
صاح بسخط
مش هطلقها وكمان حامل مني.
أخبره يوسف
كدا كدا هتطلقها وابنك ولا بنتك هيبقوا في عيننا ولو عايز تشوفه تنور في شقة الحاج يعقوب غير كد ملكش حاجة عندنا.
انتي طالق.
وبداخل قسم الشرطة يجلس في مكتب الضابط برفقة شقيقته ينتظرا شقيقهما الأكبر فتح الباب وظهر أمامهما وقف يوسف ونظر إليه لا يعلم ماذا يفعل هل يعانقه أم يصفعه أم يتركه ويذهب.
طبعا انت جاي عشان تشمت فيا
نهضت رقية وتقدمت منه لتخبره
لا يا جاسر يوسف أنضف وأعلى من إنه يعمل حاجة زي دي أخوك جاي عشان ينقذك من المصېبة اللي ورطت نفسك فيها برغم اللي انت عملته فيه.
سيبيه يا رقية طول عمره سيئ الظن خصوصا من ناحيتي كأني كنت عدوه وأنا عمري ما أذيته ولا ضايقته لكن هو رمى نفسه للشيطان ابن خالته اللي عمال يوسوس له من واحنا لسه عيال إن أنا أحسن منه وأبويا وماما راوية بيحبوني أكتر منه.
عقب جاسر قائلا
مش دا فعلا اللي كان بيحصل
لو بيحصل فعشان كانوا بيحاولوا يعوضوني عن أمي اللي ماټت قبل ما أشوفها غير كدا مفيش أي داعي يخليك تكرهني إلا إذا انت عايز كدا من جواك.
أو ابن خالته اللي زرع في مخه الأفكار السودا دي زي مصايب كتير وعيشته اللي حرام في حرام انت تعرف اللي كان عامل في وشك إنه أخوك وحبيبك عمل إيه في أختك وانت ولا داري بأي حاجة
استطردت حديثها بسرد كل ما حدث معها على يد حمزة وكان جاسر يستمع لها غير مصدق حدوث ذلك دون علمه ومن وراء ظهره وبعدما انتهت من سردها عقب يوسف
امسكت رقية يد جاسر وأخبرته
إحنا بنحبك يا جاسر وعايزينك تبقي كبيرنا من بعد أبونا الله يرحمه وتبعد عن كل حاجة حرام عشان ربنا يبارك لك عارف يوسف لسه مكلم محامي كبير هيمسك لك القضية ولما عرف التفاصيل قال لينا دا قتل دفاع عن النفس دا غير إنك كنت كمان سکړان.
نظر جاسر إلى شقيقه بندم يشعر به منذ أيام فسأله
وبرغم اللي عملته معاك جاي تقف جمبي
اقترب منه وأجاب
عشان أنت أخويا.
فتح جاسر ذراعيه فارتمى يوسف بينهما في عناق أخوي لن يتزعزع مرة أخرى لاسيما بعد أن ابتعد جاسر عنه وأخبره
انت فعلا طلعت أحسن مني في حاجات كتير وأوعدك هصلح أي حاجة انكسرت ما بينا أولهم هطلق مريم وتاني حاجة هرجع لك حقك في ورث أبونا ويا رب ربنا يسامحني على أي حرام عملته وانت كمان يا يوسف يا ريت تسامحني.
من غير ما تطلبها أنا مسامحك يا جاسر.
الفصل الثامن عشر والأخير
عندما تبتهج الوجوه بلقاء من لهم الوجدان يسر تكفي الابتسامة في التعبير عن ما يزخر القلب من غلا وحب لهم وفي بعض الأوقات تسبق الابتسامات دمعة الفرح لترقص على خد كاد أن يجف ويذبل من
طول الفراق وتصطدم الأجساد بعضها ببعض لتولد حرارة الشوق وتتلامس كفوف الأيدي لتعبر عن مشاعر الروح.
قام جاسر بطلاق مريم غيابيا قبل جلسة النطق بالحكم عن مدي سعادتها عندما استلمت من المحضر وثيقة الطلاق فكانت كالطير الأسير الذي أطلق سراحه فأطلق جناحيه في سماء الحرية.
لن يقطع يوسف الوصال بينهما فكل حين وأخر يطمئن عليها وعلى أحوالها ريثما تنتهي شهور العدة الثلاث لديها ويتم ما يريده كليهما.
واليوم في قاعة المحكمة يقف جاسر خلف القضبان في توتر وقلق وخوف لكن
متابعة القراءة