حبهان بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
وهدوم بنتك وجوزك عارف مصلحتك ومش عايزلك غير الخير فتسمعي كلامه وماتتعبيهوش كتير وتقوليله شكرا يا حبيبي كمان!
فتحت زينة فمها تود الاعتراض بتذمر
نعم!! يا ماما لأ انا......
بنت عيب قولي شكرا يا حبيبي وادخلي جوا متضايقيش ماما!
قال فهد في نبرة مازحه وعيون شقيه فكاد ټنفجر به لكن والدتها قاطعتها بنظرة حازمة جامدة جعلت زينة تتأفف وهي تتوجه نحو الداخل قبل أن ترمي فهد بنظرة مشټعلة وهي تهمس من بين أسنانها
فصفق فهد بيداه ضاحكا وهو يغمغم مشاكسا
الله عليكي يا حماتي يا مسيطره ينصر دينك!
بعد انتهاء الحفل وحرص والدة زينة على ايصالها لأسفل بناية فهد في هرج ومرج وزغاريد متواصلة.....
وصلوا منزل فهد حيث شقة متوسطة الحال بمجرد أن مدت زينة قدمها لتدخل شعرت بربكة واعماقها تنعقد بقلق بات لا ينفصل عن كينونة شخصيتها.
ادخلي يا زينة .
فتنهدت تنهيده خرجت من منتصف أعماقها لتدلف بالفعل بهدوء معه فاصبح هو جوارها تماما يسير معها ببطء وهو يتمتم بهدوء
معلش بقا الدنيا مكركبة شوية.
فهزت زينة رأسها موافقة دون رد ليبدأ فهد بالإشارة نحو اركان المنزل ليعرفها عليه فقال بابتسامة حانية
لا ملوش لزوم
غمغمت زينة بنبرة خفيضة ليتنهد هو ويخبر نفسه أنه يجب أن يتحلى بالصبر معها سيظل يركض ويركض في طريقه حتى يصل لذلك القلب العصي الذي يأبى أن يرحمه.
هبط لمستوى رنا يسألها بحنان أبوي وهو يداعب خصلاتها الناعمة
ارتسمت ابتسامة طفولية صغيرة على شفتا رنا وهي تخبره بوهن طفولي
جميلة.
بينما زينة كانت في عالم آخر كانت تراقب فهد بارتياب وهو يتنقل بين باقي ارجاء المنزل يشرح لها خصوصية كل جزء... بينما هي متعجبة ووسواس الماضي يجعلها متأهبة لأي تقلب ونفور مفاجئ.. للسوء الذي ستراه على يده بالتأكيد بعد فترة !!
اقترب منها خطوتان حتى أصبح امامها ليغمزها بطرف عيناه وهو يحرك رأسه متمتما بعبث
إيه قمر مش كده!
ارتبكت زينة اكثر لتسير دون تفكير سوى أنها تريد أن تهرب من ذلك المأزق لتصدر عنها غمغمة متذمرة سمعها
فابتسم دون رد ليشير لها نحو غرفة صغيرة جوار غرفة النوم الكبيرة ثم قال
ادخلي مع رنا بقا غيريلها هدومها وظبطي هدومكم في الدولاب وانا هروح اجيب حاجة نتعشا بيها.
ثم أمال رأسه يسألها مضيقا عيناه بتفكير مصطنع
ولا هتطبخيلنا مثلا
تخصرت زينة وهي تمط شفتاها لتتشدق بسماجة وبرود مقصودين
مابعرفش أطبخ!
فعض فهد على طرف شفتاه بشقاوة تعيث الفوضى بين دقات قلبها وترمي بالشغف لمشاعرها دون شعور منها
مبتعرفيش تطبخي ازاي بس وانتي مسويه قلبي على ڼار هاديه.
كالعادة يجعل زينة الشرسة تتسرب ادراج الرياح لتجد نفسها أصبحت زينة اخرى خجولة تعجز عن ترتيب حروفها لتعنفه على وقاحته وشقاوته..... الخلابة !!
كانت زينة تحادث صديقتها على الهاتف وقد رن بعد ذهاب فهد بفترة لتتسع عيناها مندهشة ما إن اخبرتها صديقتها أنها تعلم بزواجها من فهد فسألتها متعجبة
ايه ده انتي عرفتي منين يا هدى
أطلقت المدعوة بهدى ضحكة صغيرة متهكمة وهي تخبرها
عرفت منين إيه يا بنتي دي الناس كلها عرفت انتي عارفه لما اهل المنطقة بيعرفوا حاجة يبقى مصر كلها عرفت خلاص مفيش حاجة بتستخبى!
فمطت زينة شفتاها مغمغمه بعدم رضا
امممم وانا عارفه امي ماتتوصاش بصراحة.
ضحكت هدى بخفة لتسألها مستفسرة بقلق
المهم طمنيني عنك وعن رنا هي مبسوطة بالجوازة دي وبتحبه ولا لا
اومأت زينة برأسها كأنها تراها وأجابت بصدق
رنا متأقلمة معاه جدا جدا ده اللي مطمني شوية يا هدى وماما بتقولي إنه هيعوضها حنان الأب اللي اتحرمت منه.
فاجئها سؤال صديقتها التالي والذي حمل قدر لا بأس به من المكر
طب وانتي حاسه بأيه مبسوطة بالجوازة دي يا زينة!
صمتت زينة وصدى السؤال يتردد داخلها عقليا هي مرغمة على ذلك الزواج...
ولكن حينما نأتي لركن القلب نجد قلق ذلك العقل رسي تماما بسكون وسط صومعة المشاعر التي تحاوطها في قربها منه....!
بدأت تشعر أنها ليست قادرة على اجابة هذا السؤال حتى.
تنهدت وهي ترى هاتفها يصدر صوت معلنا وصول اتصال اخر على قائمة الانتظار فقالت متعجلة لهدى وكأنه
انقذها من اجابة ذلك السؤال
طب في حد بيتصل بيا هرد وهكلمك تاني يا هدى.
تمام ماشي سلام يا حبيبتي
سلام
قالتها زينة وأغلقت الاتصال لترد على الاتصال الاخر بهدوء
الوو مين معايا
جاءها صوت أجش حاد لن تنساه طيلة
متابعة القراءة