حبهان بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
صلب
زينة امسكي نفسك هنلاقيها صدقيني هنلاقيها متنهاريش بسرعة كده انا متأكد انها بتلعب هنا ولا هنا بس سرحت
دفعته زينة بعيدا عنها ولم تعي النصل الذي صاحب كلماتها وهي تزمجر فيه پجنون
اوعى متقوليش اهدي انت مش حاسس بيا ولا هتحس انت اناني وبارد ومابتحسش بحد اصلا
اجتمع حولهم بعض السيدات والرجال وتعالت الهمهمات التي تحاول تهدئة زينة بينما فهد لم تهتز ملامحه ولو للحظة.... ابتلع الحصى الذي رمته في جوفه وصمت يمسك زمام أعصابه بصعوبة...
بينما زينة كانت جالسة أرضا في منتصف الشارع بين أحضان والدتها التي اخذت تربت على كتفها تحاول مواساتها ولا تجد ما تواسيها به بينما زينة تهذي باستمرار
فهزت والدتها رأسها نافية بسرعة تحاول جعل تماسكها سدا امام دموعها التي اصبحت كالشلالات تمنعها من التدفق بصعوبة
لا لا ربنا ما يوجع قلبنا عليها باذن الله هنلاقيها يا حبيبتي
أدارت زينة رأسها يمينا ويسارا علها تطفئ لهب شوق عيناها بالنظر لطفلتها ولكن لم تجد فصړخت باڼهيار وهي تهز رأسها
ثم تجمدت عيناها فجأة وكأنها ادركت حقيقة كانت تتوارى منها لتهمس بصوت مبحوح
هو ايوه هو اكيد اللي اخدها منها عايز يوجع قلبي زي ما قالي
هبت منتصبة بسرعة تنوي الذهاب له ولكن فهد ظهر امامها يسألها بصوت أجش
انتي رايحه فين
فأجابته بلهفة وهي تستدير لتغادر
رايحه لمدحت اخد بنتي مش هسيب بنتي معاه
زينة لازم تثقي فيا شوية أنا اللي هاروح ولو رنا معاه فعلا صدقيني مش هرجع من غيرها والله
هزت زينة رأسها نافية بإصرار
لأ رجلي على رجلك
هز فهد رأسه باستسلام وبالفعل أخذها وتوجها لمنزل مدحت بدأوا يطرقوا الباب ولكن ما من مجيب.. فأخرجت زينة هاتفها الموضوع في جلبابها لتتصل بمدحت ولكن ايضا نفس النتيجة ما من مجيب...
مابيردش برضو يا فهد شوفت انه هو اللي اخدها
سألها فهد بسرعة مستفسرا
طب ليه قرايب ساكنين هنا
اومأت زينة مؤكدة ليسحبها فهد من يدها برفق وهو يخبرها بجدية
طب تعالي وريني ساكنين فين لازم ندور عليه في كل حتة ممكن يكون فيها
وبالفعل بدأت مرحلة البحث عن مدحت في كل الاماكن الممكنة ولكن اسفا كانت النتيجة واحدة وكأن الأرض إنشقت وابتلعته كما يقولون...!!
هل من جديد
ولكن نظراتهم المتأسفة كانت اجابة صامتة بالنفي استدار فهد يخبط جبهته پجنون ليلمح طفل كان يلعب مع رنا دوما معظم الايام فركض نحوه بلهفة يسأله
تعالى يا حبيبي ثواني انت كنت بتلعب مع رنا صح
اومأ الصغير مؤكدا فتابع فهد تساؤله
طب اخر مرة شوفتها فين
اجاب الطفل بنبرة خفيضة بريئة
اخر مرة شوفتها لما كان عمو ياسر بيقولها حاجة وبيديها شيكولاته وراحت معاه
إحتدت عينا فهد والأمل يتوهج فيهما واخيرا امسك بطرف الخيط....
استدار مسرعا يعود لرجال الحارة يسألهم بنبرة سريعة صلبة
حد معاه رقم ياسر وساكن فين بالظبط
وبينما يجيبه الرجال وزينة ووالدتهم تقفان بتلهف ولوعة مزقت قلبهما لمح فهد بطرف عيناه ياسر الأرمل الحقېر يسير بهدوء في الشارع ليركض فهد نحوه دون لحظة تفكير اخرى يمسكه من تلابيبه وهو يهدر فيه پعنف
فين رنا يا راجل أنت
إنتفض الاخر فزعا يصطنع الجهل
رنا إيه وانا ايش عرفني انا لسه راجع من بره دلوقتي!!
لكمه فهد في وجهه پعنف ليسقط الاخر ارضا متأوها پألم فالتف اهل الحارة حولهما ينظران لياسر پحقد شامتين وبعضهم يضربه مساندا لفهد جذبه فهد من ملابسه بقوة صارخا فيه
هتقول وديت البت فين وإلا قسما بربي هفضل اضرب فيك لحد ما يظهرلك صاحب
أنهى كلماته ليتبعها بالفعل الذي يؤكد جدية نيته فبدأ يضربه پعنف ورجال الحارة يمسكونه ولكنه كان يتأوه مټألما وهو يستطرد بنبرة متوجعة
يا ناس صدقوني معرفش راحت فين ولا شوفتها انهارده حتى
جذبه فهد پعنف نحو دكان زينة وهو يردد بلهجة اجرامية
سيبوهولي بقا انا هربيه في الدكان الاول وبعدين هطلع بيه على القسم واعمله محضر خليهم يكملوا عليه
حينها سارع ياسر ينطق بسرعة بحروف متوترة متفرقة
خلاص استنى هقول انا ماخطفتهاش انا وديتها لابوها
وديتها لابوها فين انطق!
وعندما صمت الاخر بملامح
قلقة متورمة من ضربات فهد هزه فهد پعنف وهدده
قسما بالله هحبسك انت پتهمة خطڤها واهل الحارة شاهدين على كلامك
حينها أردف ياسر والخۏف يتملك حروفه
والله العظيم أنا استنيته في شارع جمبنا وادتهاله ومعرفش راح فين بعد كده!
ليلا....
سندت زينة رأسها على جانب مقعد الجالسة عليه وهي في حالة مرزيه
متابعة القراءة