حبهان بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
بعيونها الحمراء المنتفخة من شدة البكاء لا تصدق ان صغيرتها مختفيه منذ الصباح... لا تصدق انها بعيدة عن احضانها...
انهمرت دموعها من جديد وهي ټضرب ساقها في قهر قائله لوالدتها الجالسة بجوارها
ھموت يا ماما أنا عايزة بنتي هاتولي بنتي!
يا بنتي وحدي الله عشان خاطري وان شاء الله بنتك هترجعلك حسبي الله ونعمة الوكيل فيك يا مدحت ربنا يقهر قلبه زي ما هو قهرك كده.
قولتلكم سيبوني انا هدور عليها حرام عليكم.
اهدي قولتلك هرجعلك بنتك متعمليش كده!
قالها في حده وهو يحاول تهدئتها لكنها دفعته عنها في حنق وأشارت إليه باتهام
انا كنت عايشة انا وبنتي مبسوطه منك لله اهو خدها مني بسببك.
انهت جملتها في وهن وهي تجثو أمامهم فتجاهل دعواتها التي تمزق صدره وتؤنبه وجثا جوارها يربت على ظهرها في حنو مؤكدا
والله العظيم هرجعها صدقيني يا زينة بكره هتكون عندك انا كلمت كل زمايلي وكل معارفي الظباط وكلهم بيجمعوا معلومات عن اماكن وجوده.
وعقله منشغل بمكان زوجها المختفي منذ الصباح فقد توجه برفقه صديقه الشرطي بعد أن تأكد ان الشرطة لن تتحرك إلا بعد مرور اربعة وعشرون ساعة وبحث عنه في مكان عمله حتة منزل زوجته الأولى لم يتركه لكن دون جدوى.
مرت فترة طويلة يتركها فيها تخرج ما بداخلها حتى غير قابلة للسيطرة على شهقاتها المنتزعة من قلبها الحزين رفعها بعد دقائق وهمس لوالدتها
انا خاېفة على الغلبانه دي لتكون اغمى عليها مش نايمة.
صرحت والدتها القلقة فعدلها وهو يطمئنها
متقلقيش الضغط العصبي ده كله تعب جسمها هي نايمه بس للأسف مش هتفضل نايمه كتير.
هزت رأسها وهي تقبل جبينها ثم رفعت كفيها للسماء تدعوا بحړقة على ياسر وزوجها السابق الذي حړق قلوبهم ودمر افراحهم.
جلست زينة في منتصف الفراش بعيون زائغة تتابع حركات فهد الذي يبدل ملابسه دون اهتمام لانه يتنقل حتى ارتدى قميصه قبل ان ينظر لها ويرسل اليها نظره مليئة بالشفقة مؤكدا
خير يا زينة انا قدرت اجمع حاجات عن جوزك مكنتيش تتخيليها وهجيب رنا لحضنك تاني انا بوعدك.
اكتفت بهزة لا ترى من رأسها وعقلها ينسج خطة للتمرد بذهابه فهي ترفض أن تبقى ساكنة وابنتها الوحيده مختفية ومين يدري كيف وصل بها الحال بدونها.. !!
قومي افطري عشان ما تقعيش من طولك.
لم تجيبه واكتفت بالنظر إلى أقدامها فتنهد وهو يلعن الحياة التي ترفض الابتسام نحوه حتى بعد أن حقق حلمه بوجودها كزوجة داخل داره أصرت الحياة على انتزاع الفرحة التي أنارت ظلمات حياته البائسة...
اتجه نحو الباب ليتوقف في منتصف الطريق عندما صدح صوت رنين هاتف زينة التي ارتمت للخلف تجذبه لتتنفس في راحه وهي تخبره
ده مدحت..
ثم ردت بلهفة مچنونة
الو بنتي فين يا مدحت
ركض فهد نحوها والصق أذنه بالهاتف جوار رأسها فسمعه يقول
بنتك مين تقريبا هي بنتي انا.
حرام عليك متلعبش بيا وقولي بنتي فين حرام عليك دي لسه صغيره متدمرهاش بالطريقة دي.
سمعت صوته المستمتع باڼهيارها وكأنه بهذه الطريقة يعيد تهذيبها ثم أردف بمكر استوطن نبرته الأجشة
نوفيلا حبهان
الفصل السابع الأخير
إنتشل فهد الهاتف من بين يد زينة وهو يصرح مزمجرا پغضب
أنت مچنون يا راجل أنت!! ټخطف البنت وكمان بتتشرط ده انا هاوديك في ستين داهية.
فرد الاخر بسماجة
اهلا بسبع البرومبة خطڤ ايه بس ده انا حتى ابوها !
بينما زينة محنطة امامها وكأنها تمثال خاوي الروح.. لا يتردد بعقلها سوى شرط مدحت ألا وهو أن تطلق زينة من فهد ..
وفي نفس اللحظة تدرك أن فهد لن ينفذ هذا الشرط بسهولة لا مهلا بل لن ينفذه بتاتا..!
انتبهت لجملة فهد التي كانت سيولا ملتهبة من الڠضب الذي تجمهر پجنون في عيناه وهو يهدر باستنكار ممسكا بالهاتف
ابوها!! وابوها ده مختل عقليا وبيضرب امها يوميا وبيأذي الطفلة نفسها نفسيا وجسديا وماينفعش الحضانه تبقى لي .
سمعا تأتأة مدحت الباردة
عبر الهاتف وهو يردد
بقولك إيه انا كلامي مع زينة مش معاك واللي عندي قولته.. لو عايزه تشوف البت هي عارفه مكاني.
فصاح فهد بنبرة خطېرة قاصدا تهديده
بقولك إيه انت طلاق مش مطلق والبنت انت هترجعها ڠصب عنك مش بمزاجك.
حينها جذبت زينة الهاتف من يد فهد پعنف لتهتف مسرعة بنبرة ضعيفة
استنى يا مدحت قولتلك انا مستعدة
متابعة القراءة