حبهان بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
هجوم مربك... مقلق لشيء داكن خامد داخلها..........!
ألقى فهد نظرة أخيرة على نفسه في المرآة يتأكد من تصفيفة شعره الأسود الناعم وفك زر قميصه الأخير كعادته ليلمع صدره الأسمر.
ارتسمت ابتسامة عابثة على ثغره حينما تذكر أنه سيراها بعد قليل لا يدري هل ستتقبل تواجده حولها بين كل حين وآخر ام لا ولكنه لا يملك سوى أن يدور حولها كالحلزون منجذبا لكل ذرة بها تربطه برباط العشق الذي تكاتف عليه منذ زمن.
وصل أمام المطعم ولكن استوقفه مشهد جعل الډماء تفور في رأسه فقد رأى رجلا أرمل يعرفه شكليا فقط كان مع زينة داخل المطعم ويقترب من خلفها بدرجة كبيرة بينما هي جاهله لنواياه منغمسة في حربها السخيفة لإخراج إحدى الحقائب البلاستيكية من رف أمامها وفوق ذلك كان الباب الزجاجي مغلق عليهما .. !
عيب على سنك اللي بتعمله ده!
لوى الاخر شفتاه وهو يجيب مستنكرا
وأنت مالك يا أخ بتتدخل ليه في اللي ما يخصكش
صاح بها فهد دون تردد فتباطء الآخر في برود مستفز وهو يسأله
اتحفني وقولي يخصك في إيه
تمالك فهد نفسه بصعوبة حتى لا ېهشم رأسه فجز على أسنانه پعنف وهو يستطرد بنبرة حملت الضغينة بوضوح
لو مش عايز تحترم نفسك على الأقل احترم المنطقة اللي محدش يتجرأ فيها يعمل اللي بتعمله ده.
فرفع الآخر إصبعه يؤشر له في انفعال
فأغمض فهد عيناه.. يحاول ترويض تلك الشياطين التي تعبث بعقله في تلك اللحظات وشرار الغيرة يظلل رؤيا عقله فيجعله هامش..!
إلى أن قال بنفاذ صبر
أحسنلك لو عايز تفضل محافظ على هيبتك في المنطقة أمشي من قدامي دلوقتي
عدل الآخر من هندام ملابسه ثم راح يخبره بنزق
أنا ماشي بس مش خوف منك لأني مش فاضي دلوقتي.
ارتفع وجهه نحو زينة لتصطدم عيناه التي اصبحت كتلة ڼار بعينيها المتحدية وهي تطالعه بقلق بينما تعمل على تثبيت الباب كي لا يغلقه زبون وقح من جديد فتقدم نحوها ملتهما خطواته وعيناه تخبرها عما تحويه من ڠضب مچنون غير مبرر و..........
الفصل الثاني
انتي ازاي تخليه يقف قريب منك كده والباب مقفول !
هتف بعروق بارزة وكأنه على وشك التهامها حية من فرط الڠضب والغيرة التي تمزق أحشاؤه وبصوت عالي دون اهتمام بالمارين في الخارج لكنها فعلت وقالت من بين أسنانها
افندم لا ثانية واحدة أنت بأي حق تكلمني كده
سألت مدهوشة من الڠضب المشع من مقلتيه السوداويتان فأقترب خطوة دون تفكير عكستها هي للخلف وهو يصرح بخشونة
بحق إن في رجالة في المنطقة واللي بتعملي ده ميعجبش حد.
رفعت سبابتها امام وجهه في حزم دون اهتمام بتقدمه وقالت بشراسة
ألزم حدودك انت ازاي تتجرأ وتلمح بكلامك السخيف ده ثم أنا عملت أيه لكل الكلام ده
عملتي انك قفلتي عليكي مكان انتي وواحد مش محترم.
اولا مش انا اللي قفلته الباب ده بيفضل مفتوح دايما ثانيا ما يخصنيش محترم او محترم انا مش بعمله كشف هيئة المهم انه زبون بيطلب أكل وخلاص!
طالما ملكيش في الشغل ومتعرفيش توقفي زبون عند حده يبقى خليكي في بيتكم ربي بنتك أفضل!
كانت في حالة من الذهول للاعتيادية والثقة المنبثقة من كلماته وكأنه يملك الحق في التحكم بحياتها وتصرفاتها.
سبق وقولت إلزم حدودك ومش عشان أنا ست ومطلقة كل واحد يسمعني كلمتين ملهمش داعي.
ما هو عشان أنتي مطلقة مينفعش ابدا تدي لحد الفرصة انه يكلمك كلمتين.
قرصت أنفها بتفكير مصطنع قبل أن تبعد عيناها عنه مشيرة للباب بتهكم جلي
شكرا على النصيحة حضرتك تقدر تحتفظ بيها لنفسك.
اقترب مرة أخرى وكأنه ينفث ڼارا توشك على حرقها فاحمرت وجنتها في خجل لقربه الذي يشبه القمر.. كلما اقترب اكثر زاد وهجه القوي إنارة في ظلمتها التي أحكمت زمامها ثم هتفت في محاولة للسيطرة على رعشة امتلكت جوارحها
ممكن متقربش مني كده!
يا سلام مقولتيلهوش الكلمتين دول ليه!
قالها مندفعا بعصبية ولم يخفى عنه ذاك التوتر الذي جعل منها ورقة في مهب ريح غضبه فأكمل متمتما
المرة الجاية مش هعديها بالساهل وحطي كلامي حلقة في ودانك ودخلي الشعر اللي طالع من الطرحة ده !
قال اخر كلماته وهو يشير لخصلتها المتمردة ثم رمقها بنظرة حادة أخيرة من أسفلها لأعلاها وتركها ندفعا نحو الخارج يتمتم بسباب وقد تغير مزاجه مائة وثمانون درجة.
ترى كم سيتحمل بعد
قبل أن ينفجر كتمانه معلنا عشقا اصبح كالسقم في جسده لها أو أسوأ وقبل
متابعة القراءة