حبهان بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
أن يطفح به الكيل من سكان تلك المنطقة ومعتقداتهم التي بهتت في ثنايا ذهنها لتتركها ناقمة على بني جنسه ويختطفها هي وطفلتها الرائعة.
أو ربما سينتظر ويترك لها الوقت حتى يأتي رجل أخر يسرقها منه من جديد أو أسوأ يبدأ الرجال في مضايقتها والتحرش بها ..!
أوقف هذا التفكير تقدمه وأشعل رأسه بأفكار مچنونة ولم يشعر بنفسه سوى وبقدميه تتحرك وتعود به مرة أخرى نحو محل عملها ورائحة الحبهان الرائعة سبقت رؤيته لها لتسيطر على أنفه وتجذبه لها كالسحر.
خلاص نخلي من حقي.
نعم
أنت بتقول أيه!! بصوت وأداء محمد رمضان
تساءلت في عدم فهم لما يخرج من فمه عاقدة حاجبيها فأجابها في ثقة وتحدي وهو يعقد ذراعيه معا
اتجوزيني!
اتجوزك !! لا طبعا أنا مش بتاعت جواز.
يا سلام ومالك مخضوضه ليه كده اومال بتاعت ايه شغل حلق حوش في المحلات !!
شوف يا ابن الحلال ياللي مشوفتش ثانية ثانية واحده تربية.
كتم اعتراضه عندما أحس أنها ستكمل حديثها وبالفعل استطردت بنبرة مكتومة توقع أن مصدر خنقتها ذلك الماضي الذي لازال يسلسل حاضرها..!
انهت جملتها في ضيق وقد تسارعت أفكار تدعوها للذعر والخجل بمختلف الاتجاهات داخل عقلها فأقترب خطوة منها وتابع بجمود
ده كلام فارغ ميدخلش عقل حد عاقل !
الله بقولك مش عايزة اتجوز هو عافية
هدرت بها مذهولة وقد استنفرت كل خلية بجسدها ليستكمل متسائلا بنفس البرود المستفز
ضحكت في سخرية ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها واخبرته
هو الأستاذ براد بيت ولا حاجة عادي برفضك وخلاص مش محتاجة مبرر.
اقترب حتى صار لا يفصلهما سوى شعره من الهواء وكأنه قرر استخدام تعويذة قربه المربكة والتي تبطل وجود عقلها الذي يستفزه وطالب
اديني أسباب ايه عيبي
فلوس ومعايا الحمدلله شغل وبشتغل بنتك وبحبها وهي كمان بتحبني...
شكل ومتناسق ومتقارنيش بيني وبين براد بيت عشان هو خاېن وأنا راجل بجد.
كادت تنطلق الحروف پعنف من بين شفتاها لتوبخه فقاطعها رنين هاتفه فرفع هو اصبعه امام وجهها قبل ان يجيب
ألو... طيب أنا جاي إياك تمشي.
اغلق الهاتف ثم أردف مؤكدا
انا عندي مشوار وراجعلك اياكي تقفلي الا لو عايزاني اطلع اكلمك عند امك وشوفي بنتك فين مش برا!
حرك كتفيه بتحدي دون اهتمام ثم أبتسم في مكر مؤكدا
حلو أنا كمان بقول أكلم أمك على طول واهو خير البر عاجله.
ذهب وتركها تكاد ټنفجر من أفعاله تلك حياتها أبشع من أن تتحمل مغامرات جديدة زفرت في تعب فقرار الزواج مرفوض تماما فهي لن تضع رقبتها مرة أخرى تحت رحمة رجل يرتوي من شبابها وروحها.
فمنذ طلاقها وهي متخذه القرار بأن تعيش لذاتها ولطفلتها فقط ولكن هؤلاء الرجال يحومون حولها بلا توقف لأغراض تمقتها وجميعهم راغبين في نهشها ومبررهم في ذلك عقيم متمثل في لقب مطلقة.
جلست خلف المنضدة الزجاجية وجسدها لا يزال يرتعش من قربه يجب ان تتعلم السيطرة على أفكارها والثبات أكثر ف فهد شاب في مقتبل عمره ولم يسبق له الزواج وبالتأكيد يخادعها هو الآخر مثله مثل غيره وحتى إن صدق فقرارها واحد وهو الرفض....!
تحرك فهد في خطوات سريعة متلهفة للوصول إلى محل عمل زينة بأسرع وقت فلا يزال خجلها ورفضها الغير اعتيادي على طلبه للزواج منها يداعب أفكاره بمرح منذ الصباح فهذا الرفض هش مفتعل لا مبرر بعد رؤيته للمعة الحيرة التي تملكت عيناها صاخبة المشاعر والمذهولة لطلبه الغير متوقع.
فتح الباب الزجاجي وانتقلت عيناه بشوق يحاول إيجادها وارتفع حاجبه بتساؤل عندما لم يجدها لكن صوت خبطات ضعيفة نبهته لذلك الباب الصغير خلف المنضدة الزجاجية التي تفصل البائع عن الشاري في نهاية المكان.
لمعت عيناه بمكر حين الټفت حولها واتجه ناحية الباب محاولا رؤية ما تفعله بداخل الغرفة الصغيرة للغاية التي بالكاد تكفي وقوفها داخلها مع تلك الرفوف المحاطة بجدران الغرفة التي لا تتعدى المترين ليجدها ټصارع شوال كبير الحجم تحاول دفعه في أعلى رف وهي الارتفاع لأطراف قدميها كاد ينفلت من أصابعها وهي تدفعها للداخل كي لا تقع فوق رأسها فهرع نحوها يدفعه عنها للداخل مكتسبا شهقة وأنين مكتوم منها لقى صداه باهتياج مچنون من المشاعر بين ثنايا صدره قبل أن تلتفت نحوه بأعين متسعة فوبخها بقوله
انتي شهرتك زينة حبهان مش زينة هركيليز على فكرة
كان جابلك ارتجاج في المخ الشوال ده!
كانت تحملق به في سكون عاجزة عن قول أو فعل أي
متابعة القراءة