حبهان بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
وحدها باكية جوار والدتها تتوسل استيقاظها.
دعت زينة بحسرة على زوجها السابق الذي تسبب بأذى نفسي لصغيرها التي ترتعش كلما سمعت شجار بين أزواج المنطقة تنهدت بأسى فقد مرت سنة على طلاقها وخلاصها من أحقر الرجال الذي تركها بين الحياة والمۏت أمام صغيرتها وذهب لزوجته الأولي وكيف انقذها الله حين هاتفتها والدتها فتجيبها الصغيرة الباكية في هلع لتهرع والدتها إليها وتنقلها لأقرب مشفي.
بكره تشكريني وتشكري حظك انه وقعك في واحد زي فهد.
ابتسمت زينة في مرارة وهي تقول
ابويا قالي كده قبل ما يجوزني وانا عندي ستاشر سنة للي ما يتسمى واديكي شوفتي النتيجة
شفت المر واتمرمطت وبقيت مطلقة في سن العشرين وبشقى على بنت عندها أربع سنين انا معيشتش يا امى وشكلها مش مكتوبلي أعيش.
ربتت على ظهرها في حنو وهي تحمل رنا بين احضانها وقالت
قومي اجهزي يا بنتي احنا مش ناقصين بلاوي وقولي يارب انا قلبي مرتاح للجدع اللي برا ده وعارفه ان ربنا هيعوضك بيه انتي وبنتك خير.
بالفعل خرجت والدتها وسرعان ما جهزت واقتربت من الانتهاء وهي تضع لمسات أخيرة من أحمر الشفاه لتفاجئ باندفاع فهد إلى غرفتها بوجه واجم قبل ان يتهمها
تركت ما بيدها والتفتت إليه بعيون واسعة متسائلة وقد شعرت بقليل من الخۏف حين أقترب منها قبل أن ترتسم ابتسامه مشاكسة على وجهه ويهمس
فين ..كتب الكتاب بتاع ممس
نوفيلا حبهان
الفصل الرابع
لم تستطع زينة كتم تلك الضحكة الواسعة التي شققت عبوس وجهها وحاولت كتمها بصعوبة وهي تتنهد في راحه بعد أن أفزعها لترفع حاجبها محذرة عندما رأته يتقدم منها ببطء
ولكن فهد ظل يتقدم منها أكثر وهو يردد مشاكسا
يرضيكي الناس تاكل وشي
يعني كل الرجالة من أولهم لأصغرهم ياخدوا...
ثم مال يقرب وجهه منها نوعا ما لترى بوضوح العبث الناشز من عيناه ثم همس بمكر
وحاجات إلا قرمط الغلبان
ازداد توترها وهي تعود للخلف خطوتان علها تنفض تأثيره الذي يبث ذبذبات عاطفية ..ثم حاولت جعل نبرتها أجشه وهي تخبره بينما تتظاهر أنها تنظم الاشياء الموضوعة على المنضدة
دي الناس اللي متجوزين بجد!
امال احنا ايه متجوزين بهزار!
سألها ببرود عاقدا يداه خلف ظهره يتابع حركة يدها المتوترة ليجدها تتنفس بصوت مسموع ثم استدارت وأكملت بجدية
احنا جوازنا صوري ومش هيبقى غير كده وياريت متنساش إن لولا الفض..يحة اللي حصلت أنا عمري ما كنت هتجوزك!
أكيد.
قالها وهو يومئ برأسه ليسايرها وكأنها طفلة صغيرة فتأجج الڠضب متقافزا من بين عينيها من جديد وهي تستطرد بغيظ
ايوه وعلى فكره أنا مش ناسيه
وأن لولا إني كنت رجلي كانت تعبان من الوقفة فعلا أنا كنت قاومتك أكتر متفتكرش إني سهلة.
بتأثر فيكي وبتخليكي زي البقسماطه في الشاي بلبن!
لم تدري ماذا تجيبه بل لم تجد اجابة اصلا وعقلها يؤكد لها صدقه مرسلا ذكرى الدقائق القليلة التي مرت لذاكرتها فوجدت نفسها تشير بإصبعها نحو الباب مرددة بحدة وغبطة
اطلع برا يا فهد.
فابتسم ببرود متعمد وهو يخبرها بهدوء
انتي هتيجي معايا بيتي انتي ورنا اصلا يا عيون فهد.
فأجابت هي بغلظة مستنكرة
لا طبعا أجي معاك فين أنت صدقت نفسك وصدقت إنك جوزي بجد ولا إيه!
قلب عيناه بملل قبل أن يستدير دون كلمة اخرى وهو يصيح مناديا بصوت عالي وكأنه يلحنها ويمط كلماته
يا حماتي يا حجه ام زينة......
زفرت زينة والڠضب يكاد يفجر أعصابها ثم خرجت خلفه بسرعة لتجد والدته ترد عليه بابتسامة واسعة
ايوه يا حبيب حماتك.
طالعت ملامح زينة المتجهمة وخمنت فسألته بشك
البت دي عملت حركة من حركات جنانها تاني صح
فمط فهد شفتاه بيأس مصطنع وقال
تخيلي مش عايزه تيجي معايا البيت هي ورنا وعايزه تفضل قاعده هنا.
فاتسعت حدقتا والدتها وهي توبخها بجدية
نعم! انتي عايزه تحصل مشكلة وڤضيحة تانية
ولا إيه!!
الناس لسه بتتكلم بسبب اللي ما يتسمى اللي راسه ماتتفرقش عن البطاطسايه!
أطلق فهد ضحكة صغيرة على فكاهة حماته ليراقبها وهي تكمل في حزم
هتروحي معاه يا زينة يلا ادخلي جهزي هدومك
متابعة القراءة