روايه بقلم مريم غريب
المحتويات
من النظر في عينيه
جايز الفترة تطول كله بأمر ربنا ! ثم إستأذن بسرعة ليذهب
عن إذنكوا هروح أشوف المړيض
ظل رفعت واقفا بمكانه كما هو تماما كالصنم حتي توجه يحيى إليه بالقول
رفعت إطمن و الله هيبقي كويس
أدار رفعت رأسه و أخذ يرمقه بنظرات حاقدة ليجفل يحيى بتوتر و يزم شفتيه في ضيق لكنه عاد يقول و هو يحتضنه بأخوة
في إحدي العيادات الخاصة و المتخصصة لعلاج الأطفال
فرغ الطبيب المسن من الكشف علي ملك ثم نزع سماعته الطبية و هو يداعب ذقنها بلطف قائلا
سلامتك يا جميلة إنتي زي الفل إضحكي بقي و ماتكشريش تاني خالص
إستجابت الصغيرة لمداعبته التحببية و راحت تكرر بصوتها الطفولي الرنان لتبتسم سمر و هي تعدل لها ملابسها بينما يقف عثمان وسطهم يراقب ما يحدث بإبتسامته الفاترة الدائمة
شوفي حضرتك مبدئيا الأعراض إللي عند أختك عادية جدا بالنسبة للأطفال إللي في سنها التقلصات المعوية حاجة شائعة جدا في الفترة دي بالنسبة لها لكن السخونة و الكحة إللي بتشتكي منهم دول حاجات محتاجين نعمل عليهم تحاليل و علي حسب بقي لو قالت التحاليل هتخف بالعلاج يبقي خير و بركة إنما لو حاجة تانية لا قدر الله هنشوف ساعتها ممكن نعالجها إزاي !
قصدك إيه يا دكتور هي ممكن يكون عندها إيه !
أنا مش عايزك تتخضي بصي هي بوادر إلتهاب رئوي بس هنحاول نعالجها قبل ما الموضوع يتطور أكتر ثم شرع في كتابة روشتة و هو يتابع
أنا هكتبلها علي أدوية مهمة و هكتبلك إنتي مواعيد كل دوا و هاخد منها عينة ډم دلوقتي و إن شاء الله أشوفها الأسبوع الجاي زي إنهاردة
أعادها صوت عثمان إلي أرض الواقع حين سألها بلطف
أنسة سمر ! إنتي كويسة !
إنتبهت إليه قائلة
هه ! أه ش شكرا أوي يا عثمان بيه بجد أنا مش عارفة أشكرك إزاي علي كل إللي عملته معايا أنا بقيت مديونالك بكتير أوي
عيب كده يا أنسة سمر أنا ماعملتش أي حاجة و بعدين دي حاجات بسيطة جدا
سمر بإبتسامة رقيقة
حاجات بسيطة إيه بس دي الڤزيتا لوحدها بتاعة الدكتور ده أكتر من المبلغ إللي أخدته من حضرتك قبل كده أنا بإذن الله هردلك كل ده قريب بس عمري ما هقدر أردلك لطفك و كرمك معايا
عثمان و هو يعبس بضيق
و لو إن الدكتور فوق إفتكرها بنتي أنا ماحبتش أصلحله الغلط لإني بجد حبيت ملوكة أوووي و من هنا و رايح خلاص هعتبرها فعلا زي بنتي
و مد يده و ربت علي خد الصغيرة بلطف لتحمر سمر خجلا و هي تقول
حضرتك كل شوية بتكسفني بكرم أخلاقك أكتر مش عارفة أقولك إيه !!
عثمان بإبتسامته الجذابة
ماتقوليش حاجة أنا إتبسطت لما شوفت ملك إنهاردة و إن شاء الله في معاد الإستشارة الجاية هاجي معاكوا تاني
سمر ضاحكة بخفة
لأ إستشارة جاية إيه ! مافيش الكلام ده كفاية أوي كده علي حضرتك أنا هبقي أخدها أوديها لدكتور تاني تكون الفزيتا بتاعته أقل شوية
كلام إيه ده يا أنسة سمر ! ماينفعش تسيبي دكتور خلاص شخص حالة أختك و تروحي لواحد غيره لسا هيشخص من أول و جديد ماينفعش
بس آا
مافيش بس قاطعها بصرامة و أكمل
الأسبوع الجاي زي إنهاردة هجيبكوا بنفسي لحد هنا و هحضر الإستشارة كمان
إبتسمت سمر و قالت بإستسلام
خلاص إللي تشوفه حضرتك !
رد لها الإبتسامة و هو يقول
أيوه كده و يا ريت ماتنسيش معاد شغلك من بكره و بعتذرلك تاني بالنيابة عن شيري إحنا كنا ملخومين في إبن عمي زي ماقلتلك و كل حاجة عندنا واقفة من إمبارح
لا أبدا مافيش حاجة ربنا يقومه بالسلامة
أمين طيب يلا بقي عشان أوصلكوا
سمر بحرج
يا خبر كمان !
عثمان بإصرار
أيوه إنتي ساكنة فين
عند محطة الرمل كده !
أومأ مرارا و هو يقول مبتسما
تمام إتفضلي بقي و أشار لها لتتقدمه نحو سيارته المصفوفة أمامهم
ففعلت ذلك علي إستحياء
ما أنا مشغل معايا شوية أغبية ! قالها رشاد الحداد بصياح غاضب دوي عاليا بأرجاء حجرة مكتبه ليرد عليه أحد رجاله بحذر شديد
طب و إحنا ذنبنا إيه بس يا رشاد باشا مافيش حاجة بتخفي عن الصحافة و بعدين كل المعلومات إللي إتنشرت دي خدوها من المستشفي
رشاد بإنفعال
أنا ماليش ذنب يا باشا أنا عملت المطلوب و لو ماكتش إبن عمه هو إللي طلع بالعربية كنت هتسمع خبره زي أمرت
رشاد بتهكم
طيب و ليه ماسمعتش خبر إبن عمه لحد دلوقتي يا مستر عباس ده كمان في ناس كلموني و قالوا إنه خرج من العمليات و بقي زي الفل
بهت عباس و ما عاد للكلام جدوي أمام تصريحات رشاد الأكيدة
إخفوا من قدامي هتف رشاد بحدة و تابع
مش عايز أشوف واحد فيكوا لحد ما الموضوع ده ينتهي أنا أسف إني إعتمدت عليكوا
أطرقوا رؤوسهم جميعا و هم ينسحبون الواحد تلو الأخر من مكتبه بينما إستدار هو پعنف و ضړب الطاولة بقبضته المضمومة و هو يتمتم من بين أسنانه
فلت من إيدي المرة دي يابن يحيى بس و الله ما هسيبك !
يتبع
_ ټهديد ! _
وصلت سمر إلي بيتها أخيرا بعد أن أطمئنت علي ملك و تعرفت علي أسباب علتها
أمسكت ملك بيد و باليد الأخري أدارت المفتاح في القفل ثم دفعت الباب و دخلت و هي تتنفس بصورة غير منتظمة بسبب درجات السلم الكثيرة التي صعدتها
أغلقت الباب بروية و أستدارت لتنظر في عمق الصالة
بالطبع كان فادي هناك واقفا في محاذاة الحائط قبالتها في الظل وراء باب النافذة المفتوحة
كان ينظر إليها صامتا وجهه جامد قاس و جسده متوتر
لم يصعب عليها كثيرا فهم أنه شاهدها من خلال النافذة و هي تترجل من سيارة عثمان هذا بدا واضحا جدا من نظرات العڼف و الإتهام المنطلقة كالأسهم من عينيه
إنقبضت في إنتظار السيل الجارف من اللوم و الإهانات
لكنه لم يأت بحرف بقي متفرسا في وجهها توقعت أنه لا يقو علي الكلام من شدة الڠضب فباشرت هي بتبرير ما قامت به
سمر
متابعة القراءة