عن العشق والهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

 

فمها غير مصدقة انها حامل اخيرا بعد انتظار 6 سنوات طويلة ولكن الله جبار السماوات قد جبر بخاطرها المنكسر بعد ان صبرت طويلا ورضيت بحكمه وقسمته وقد زرع في جوفها روحا طاهرة نقية ستعوضعها هي وزوجها الذي رفض رفضا قاطعا بأن يتزوج غيرها حتى ينجب وفضل ان يعيش بدون اطفال على ان يكسر قلبها.

بعد مرور عدة ساعات.....

خرج معاذ من غرفة العمليات وهو منهك القوى حيث كانت العملية التي اجراها صعبة جدا ولكنها نجحت في نهاية المطاف أراد ان يتصل على زوجته لكي يطمئن عليها ولكنه تفاجأ بوجودها جالسة في مكتبه فتوجه نحوها بسرعة وسألها بلهفة : انتي كويسه يا حبيبتي 

نظرت سلوى اليه بعيون تملؤها الدموع مما زاد قلقه وخوفه عليها فأمسك بوجهها قائلا بقلق : مالك يا سلوى انتي بټعيطي كدا ليه !

ولكنها لم تقل شيئا بل امسكت يده ووضعت بها اختبار الحمل دون ان تبعد نظرها عن وجهه فنظر هو الى الجهاز الذي وضعته بيده وسرعان ما قطب حاجبيه عندما رأى أن النتيجة ايجابية فنظر الى وجهها بسرعة بعيون مفتوحة حيث ابتسمت له ثم وضعت يدها على خده قائلة : الحمد لله يا حبيبي...احنا صبرنا وربنا كرمنا وهيبقى عندنا ابن.

في تلك اللحظة شعور غريب سرى في جسد معاذ الذي تفجرت دموعه لتسيل على خده كالطوفان وكأنها كانت تنتظر خلف رموشه وسألها بصوت يكاد يختفي : انتي... متأكدة يا سلوى 

أومأت له مبتسمة وقالت : انا عملت تحليل ډم علشان اتأكد والنتيجة طلعت اني حامل في الشهر الاول.

فضحك معاذ بسعادة غامرة وعانق زوجته بقوة بينما كانت دموع الفرح تنساب على وجههما ثم ابتعد عنها قليلا وامسك رأسها بكلتا يديه ثم قبلها قبلة عميقة مليئة بالحب وبعدها قال : الف مبروك يا روحي متتخيليش انا مبسوط قد ايه دلوقتي.

ابتسمت هي ايضا ووضعت يدها على يده التي كانت على خدها ثم غمفمت : الحمد لله اننا عشنا وشفنا اليوم دا اخيرا.

فوضع معاذ جبينه على جبينها واغمض عيناه الدامعة قائلا : بحبك يا سلوى بحبك اكتر من اي حاجة في الدنيا دي وربنا يقدرني علشان اسعدك انتي وابننا اللي جاي .

تسارع في الاحداث......

عادت الهام الى المنزل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء وكانت متعبة لذا فتحت باب المنزل وقالت بنبرة مرهقة : ماما... انا رجعت وعايزه اكل بسرعة لاني ھموت من الجوع.

فاسرعت امها نحوها وقالت بصوت خاڤت : وطي صوتك يا عبيطة عندنا ضيوف.

سألتها الهام بصوت منخفض : مين دول

الام : لو عايزه تعرفيهم يبقى خشي هما في الصالة سلمي عليهم واقعدي معاهم انتي وبباكي لغاية ما جيب الضيافة.

تنهدت الهام وقالت بعدم اكتراث : انا تعبانه اوي يا ماما وعايزه اكل.

فضړبتها امها على كتفها بخفة وزجرتها من بين اسنانها : يا عبيطة افهمي... بباكي قاعد معاهم لوحده وفي ست كمان علشان كدا اقعدي معاهم لغاية ما جيب الواجب.

الهام : طيب خلاص خلاص... هقعد معاهم وهنشوف اخرتها ايه.

قالت ذلك ثم توجت نحو غرفة المعيشة فابتسمت والدتها وقالت : اخرتها خير ان شاء الله.

وعندما دخلت الهام الى الصالة ارادت ان ترمي السلام ولكن لسانها شل عندما رأت خالد وعمته سحر جالسين مع والدها الذي نظر اليها وابتسم قائلا : اهي العروسة جت.

فنظر خالد اليها ثم نهض وابتسم ابتسامة تحمل الكثير من المعاني اهمها الحب والاشتياق وسألها بصوت هادئ : ازيك يا الهام

اما سحر فنهضت وابتسمت قائلة : ازيك يا حبيبتي

ولكن الهام لم تستطيع الرد حيث كانت تحدق ب خالد بغير تصديق فوكزتها امها التي عادت من المطبخ وهي تحمل الفاكهة وغمغت بهمس : اتقلي يا بت قدام الراجل.

ثم ابتسمت وقالت للمرة السابعة : اهلا وسهلا.

اما العم امين فقال : الهام... مش عايزه تسلمي على الجماعة يا بنتي 

فعادت الهام الى طبيعتها ولكن عيناها امتلأت بالدموع وقد لاحظ خالد ذلك ولكنها تداركت الامر وابتسمت ثم توجهت نحوهم قائلة : ايه المفاجأة الحلوه دي 

قالت ذلك ثم مدت يدها لتصافح خالد فصافحها بيده الدافئة وما ان لمست يده حتى شعرت بقلبها يرقص فرحا ومع ذلك سألته بهدوء : ازيك يا خالد

ابتسم خالد وقال : دلوقتي بقيت كويس.

اربكها بكلامه لذا سحبت يدها بسرعة ثم توجهت نحو سحر التي عانقتها وقالت : وحشتيني يا لولو.. بقى كدا يا شقية ترجعي مصر من غير ما تودعيني

في تلك اللحظة انسابت دمعة من عين الهام مسحتها بسرعة واردفت : انا اسفه يا طنت بس السفرية جت فجأة وكان لازم ارجع.

واستطرد والدها قائلا : سيبوا العتب واللوم لوقت تاني يا جماعة وخلونا نرجع لموضوعنا.

 جلس الجميع مجددا وقال العم امين لابنته الهام التي جلست بجانبه : بصي يا بنتي... انتي بقيتي كبيرة دلوقتي وانا بحترم كل قراراتك

 

تم نسخ الرابط