عن العشق والهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

 

وتفكر بأمور كثيرة اشغلت بالها... امور لا بد وان تضع لها حدا لكي تستطيع المضي قدما في حياتها وان تركتها معلقة لن تستطيع ان تشعر بالراحة ابدا ...واهم هذه الامور كانت علاقتها ب ادهم عزام السيوفي لذا حسمت امرها ثم نهضت من حوض الاستحمام وامسكت المنشفة المعلقة بجانبها ثم لفت جسدها بها وخرجت متوجها إلى حقيبتها التي تركتها على الاريكة في غرفة المعيشة اخرجت هاتفها ونظرت إلى الساعة حيث كانت تشير إلى العاشرة وتسعة وثلاثون دقيقة ليلا وبعدها قالت : الوقت بيختلف بين مصر وهنا ودا معناه ان هو صاحي دلوقتي وفي الشغل... يبقى لازم اتصل بيه حالا.

اما في مصر.....

فكان جالسا في اجتماع مهم للغاية برفقة شريكة وابن خاله كمال وبعض الموظفين يناقشون صفقة كبيرة وبينما كان يتحدث ويبدو عليه الجدية والانضباط رن هاتفه بصوت عال حيث انه نسي ان يضعه على الوضع الصامت.... عم الصمت في غرفة الاجتماعات الا من صوت رنين الهاتف الذي ازعج ادهم لانها كانت المرة الأولى التي ينسى فيها وضع هاتفه على الوضع الصامت فامسك به وهو يعقد ما بين حاجبيه دليلا على انزعاجه وقال بصوت مسموع : Sorry ثواني وهنكمل الاجتماع.

وعندما اراد ان يغلق الهاتف تفاجأ بظهور رقم دولي يتصل به فشرد للحظة واحدة ثم هب واقفا كما لو انه تعرض للسعة افعى وبدون تفكير اجاب بلهفة قائلا : آلو....

 صمت تام خرق اذنه ولا يعلم لما رغب في نطق اسمها فقال بنبرة صوت تحمل الكثير والكثير من المشاعر المچروحة : مريم !

اما هي فلم تستطيع ان تمنع شهقتها الصغيرة الناتجة عن حبس دموعها فقالت بصوت مخڼوق : ا..ايوا.

في تلك اللحظة شعر وكأن وتد ملتهب اخترق قلبه المجروح و اشعل النيران فيه فاغمض عينا پألم شديد وضغط على الهاتف بيده وسألها بصوت كاد ان يختفي : انتي فين !

أتاه صوتها الخاڤت وهي تشهق قائلة : نيويورك .... انا... انا عايزه اقبلك ضروري... تقدر تيجي هنا 

فحمل ادهم سترته دون ان يحسب حساب لاي احد من الموجودين في غرفة الاجتماعات وقال : انا هاجي على اول طيارة...بس اديني عنوانك.

في تلك اللحظة نهض الجميع فورا وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم وخصوصا كمال اما هي فقالت : لما توصل انا هتصل بيك وهقولك هنتقابل فين.

ادهم : تمام.

مريم : سلام دلوقتي.

فتوقف ادهم عن السير وقال بتردد : استني.... انتي... كويسه مش كدا 

شعرت مريم بغصة في قلبها ولكنها استرجعت رباطة جأشها وقالت بنبرة صوت واثقة : عمري مكنتش كويسه زي النهاردة... انا هستناك.

قالت ذلك ثم انهت المكالمة وما هي الا ثانية حتى اڼفجرت بالبكاء المرير واخرجت كل ما في قلبها اما هو فالټفت الى الاخرين وقال بلهجة امر : كمال انا لازم اسافر نيويورك ...خلي بالك من الشركة .

فاستغرب كمال وقال بدهشة : نيويورك !

ثم سأله بفضول قآتل : وهتروح هناك ليه يا ادهم وبعدين ازاي هتسيب الاجتماع دا 

رد عليه ادهم بنبرة جدية : السفريه دي اهم من الشركة كلها بالنسبة لي وانا لازم اروح هناك...وبالنسبة للصفقة انا واثق انك هتقدر تكسبها... سلام دلوقتي .

كمال : بس يا ادهم.....

 ولم يستطيع اكمال جملته لأن ادهم المتهور قد خرج من قاعة الاجتماعات وهو يركض نحو المصاعد كما لو كان مچنون يتحدث في الهاتف مع سكرتيرة سلمى قائلا : سلمى عايزك تسيبي كل حاجة في ايدك دلوقتي وتحجزيلي تذكرة في اول رحلة رايحه نيويورك انتي سامعه ولو ما قدرتيش تلاقي تذكرة جيبيلي طيارة خاصة .

فقالت سلمى بأرتباك : ح... حاضر يا فندم.

ثم اغلق هاتفه وركض الى موقف السيارات اما سلمى فقالت بتعجب : نيويورك وهيروح يعمل ايه هناك ! 

بعد مرور نصف ساعة...

وصل ادهم الى المنزل وقبل ان ينزل من السيارة ورده اتصال من سكرتيرته سلمى فاجابها : ايوا يا سلمى.

فقالت : انا حجزتلك تذكرة للشخصيات المهمة يا فندم وهتكون رحلتك بعد ساعتين من دلوقتي .

ادهم : طيب يا سلمى متشكر.

قال ذلك ثم اغلق هاتفه ونزل من السيارة فنظر اليه العم محمود وهو يركض نحو الداخل حتى دون ان يلقي التحية فهز رأسه وتابع عمله اما في داخل المنزل لم يكن هناك احد سوى السيدة كوثر والشغالة امينة حيث كان البقية في اشغالهم.... معاذ ويوسف في المستشفى... رغد في الجامعة حيث كانت ماتزال طالبة حقوق آن ذاك وكذلك اولاد العم محمود اي ان المنزل كان شبه خالي من سكانه ما عدى السيدة كوثر التي كانت تشرب القهوة في غرفة المعيشة مع إمينه ويتحدثن بأمور كثيرة.

 فدخل ادهم من الباب مثل الاعصار الهائج ولم ينتبه إلى امه وامينه اللتان كانتا تحدقان به بغرابة... بل صعد إلى غرفته امام نظرهن دون ان يتفوه بكلمة واحدة مما جعل والدته تشعر بالقلق فنهضت ونهضت

 

تم نسخ الرابط