عن العشق والهوى بقلم نونا المصري
تأثير الدواء الذي اعطته ايه لكي يخفف الألم فنظر اليها وهي واقفه امام النافذة وتحدق من خلالها وقال بصوت ناعس : ماما...
التفتت اليه ثم اقتربت منه وقبلته على جبينه وقالت : صح النوم يا بطل .
فسألها : بابا فين
تنهدت وقالت في نفسها : صحيح...هو راح فين انا مسمعتش صوته من ساعة ما قفلت الباب في وشه.. معقول يكون مشي !
ثم نظرت الى ابنها وابتسمت قائلة : هروح ادور عليه حالا بس عايزاك توعدني انك مش هتقوم من على السرير لغاية ما ارجعلك والا رجلك هتوجعك واحنا مش عايزين حيصل كدا اتفقنا.
أومأ لها برأسه فابتسمت وامسكت باحدى الدمى واعطته ايها لكي يسلي نفسه بينما تذهب وتتفقد اين ذهب والده ...فتحت باب غرفتها ببطء كما لو كانت لصه اتت لكي تسرق ثم خرجت من الغرفة على رؤوس اصابع قدمها ومشت بخطوات خاڤتة واخذت تتلفت وهي تبحث عنه فتساءلت في نفسها : هو فين يا ترى
في تلك اللحظة شعرت بيد رجولية تربت على كتفها فالتفتت واذ بادهم واقفا خلفها فسألها ببرود : بدوري على حد
اما هي فعادت للواء بسرعة ونظفت حلقها قائلة : ل.. لا وهدور على مين عيني
رفع ادهم حاجبه وقال : مش عارف.
فاشاحت بنظرها عنه ثم استجمعت افكارها المشتتة ونظرت إليه قائلة : ادهم صحي.. روح اقعد جنبه وخلي بالك منه لغاية ما احضر العشا .
فتنهد ادهم وقال : مفيش داعي انك تتعبي نفسك.. انا جبت اكل جاهز .
مريم : وليه عملت كدا احنا متعودين اننا ناكل اكل البيت لانه صحي اكتر.
فكتف ادهم ذراعيه وقال موضحا : ليه عملت كدا انا هقولك ...لان في وحده خاڤت اني اعمل لها حاجة زي ما تكون اتجوزت مچرم هربان من الحكومة وسجنت نفسها في أوضتها من اربع ساعات ونسيت تعمل عشا لابنها اللي خرج من المستشفى النهاردة.
تنحنحت مريم واردفت : على العموم...انا هعديها المرة دي لانك لسه متعرفش نظامنا بس انت لازم تعرف اني ما بأكلش ابني اكل جاهز ابدا لان دا مش كويس لصحته .
ادهم : كويس...اساسا انا كمان ما بكلش اكل جاهز ابدا بس بما ان حضرتك قفلتي على نفسك الاوضه من ساعة ما جينا هنا ومخرجتيش منها ابدا فهضطر اني استحمل الليلة دي.
فاعادت مريم خصلة من شعرها وقالت : طيب انا هروح اجهز الاطباق وانت روح وخليك جنب الواد.
قالت ذلك ثم دخلت إلى المطبخ اما هو فابتسم وقال بصوت منخفض : حاضر يا ست هانم... من عينيا.
ثم دخل إلى غرفتها حيث كان ابنه جالسا على السرير ويلعب بلعبته الالية التي كانت عبارة عن الرجل الحديدي ايرون مان فابتسم وسأله بصوت مفعم بالحيوية : ازيك يا بطل
فنظر الصغير اليه وابتسم تلقائيا وقال بلهجته المكسرة : انت كنت فين يا بابا
جلس ادهم بجانبه وقبله على رأسه قائلا : كنت بستناك اما تصحى .
فقال الصغير : طيب ليه مكنتش بتستننى مع ماما في الاوضه
في تلك اللحظة لمعت فكرة خبيثة في رأس ادهم فرسم شبح ابتسامة على وجهه وامسك اللعبة قائلا : انا كنت عايز اعمل كدا بس ماما منعتني وقالت اني لازم انام في حتة تانية لان الاوضه دي بتاعتك انت وهي .
ادهم الصغير : يعني انت مش عايز تنام جنبي على السرير النهاردة
ادهم : طبعا عايز انام جنبك يا حبيبي بس ماما قالت لأ ..
ادهم الصغير : طب انا هقولها اني عايزك تنام معانا هنا.
فاتسعت ابتسامة ادهم وعبث بشعر ابنه قائلا : شاطر يا حبيبي... اديك طالع لبباك ذكي وبتعرف تتصرف صح .
في تلك اللحظة دخلت مريم الى الغرفة وقالت : العشا جاهز .
قالت ذلك ثم اقتربت من ابنها وارادت ان تحمله ولكن الطفل ابى ان تقترب منه فقال : مش عايز.
قطبت حاجبيها وسألته : ليه يا حبيبي
نظر اليها وقال : علشان انتي قلتي ان بابا ما ينفعش ينام جنبي النهاردة.
فنظرت مريم الى ادهم الذي كانت الابتسمة الخبيثة واضحة على وجهه وضوح الشمس وسألته بدهشة قالت : انت قولتله !
حرك ادهم كتفيه الى الاعلى ولم يعلق فتنهدت وقالت : فاكر اني هسيبك تعمل اللي يريحك لانك استغليت النقطة دي
فاجابها بابتسمة صفراء : هنشوف.
اما الطفل فقال : انا عايز بابا ينام جنبي هنا .
فنظرت مريم الى ادهم وقالت بحنق : ماشي يا ادهم... انت اللي كسبت .
يتبع....... الفصل الحادي عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
قال ادهم الصغير لأمه بنبرة امرة : انا عايز بابا ينام جنبي هنا النهاردة.
ثم كتف ذراعيه بطريقة لطيفة وكأنه اصدر حكم قضائي يجب ان تنفذه مريم دون مناقشة اما هي فنظرت الى زوجها ادهم وقالت بحنق : ماشي يا ادهم... انت اللي كسبت انت وابنك برطعوا