عن العشق والهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

 

في الأوضة وانا هروح انام في أوضة الهام الليلة دي .

رسم ادهم ابتسامة صفراء على زاوية شفتيه وقال بهدوووء ممېت : وهتنامي هناك ليه مهي أوضتك موجوده وتقدري تنامي فيها .

فلم تحتمل مريم بروده الذي كاد ان يسبب لها ازمة قلبية لذا تنهدت وقالت باستسلام : لو عايز تتعشا انا جهزت الاكل... ادهم الصغير لازم ياكل علشان ياخد الدوا.

قالت ذلك ثم حملت ابنها واضافت : يلا يا شقي جيه وقت الاكل.

 ثم خرجت من الغرفة وتركت ادهم خلفها فضحك بخفة حتى لا تسمعه ثم اخذ ينظر في ارجاء غرفتها... وبينما كان يفعل ذلك وقع نظره على زجاجة عطر كانت على طاولة التزين الخاصة بها نهض بسرعة ثم امسك بها ونزع الغطاء ومن ثم قربها الى انفه ولكن سرعان ما ابعدها وعقد حاجبيه قائلا : هي ليه غيرت الپارفان بتاعها انا فاكر ان ريحته كانت اجمل من دا.

في تلك اللحظة سمع صوتها قادم من خارج الغرفة تقول : لو مش عايز تتعشا انا هشيل الطبق بتاعك.

فاغلق زجاجة العطر واعادها الى مكانها ثم خرج من الغرفة وذهب حيث كانت مائدة الطعام فوجد ابنه جالسا في حضڼ امه ووجهه ملطخ بالصلصة بينما كانت هي تطعمه ابتسم تلقائيا عندما رأى ذلك المنظر وجلس مقابلا لهما وقال بصوت مرح : انتي بتأكليه ولا ايه بصي على وشه ازاي اتبهدل !

فنظرت مريم اليه لمدة ثواني ثم عادت لتكمل اطعام ابنها قائلة : هو ميعرفش ياكل غير كدا...بيحب يوسخ وشه في الاكل وانا هبقى احممه بعدين .

فنظر ادهم الى ابنه وقال : ها يا بطل... الاكل عجبك

أومأ الطفل برأسه وهو يمضغ الطعام بسعادة اما مريم فقالت : حتى لو عجبه مش هياكل الاكل دا مره تانيه لانه مش صحي.

ادهم : وانا بقول كدا برضو بس للضرورة أحكام .

قال ذلك ثم امسك طبقه ووضع بعض الطعام فيه ولكنه لم يأكل بل اكتفى بمراقبة مريم وهي تطعم ابنها وتأكل بهدوء فاخذ يلوي شاربيه وهو يبتسم بلطف ... اما هي فكانت تحاول جاهدة ان لا تنظر إليه وكانت تتمنى ان يمر الوقت سريعا حتى يأتي الصباح لأنها لم تكن تتخيل فى أقصى أحلامها بأن تجلس مع حبيبها البارد ذات يوم على نفس المائدة ولكن ها هي قد اصبحت زوجته مجددا وجمعهم سقف واحد ولا احد يعلم كيف ستمر هذه الليلة .

وبينما كانت تفكر سمعته يسألها : انتي ليه غيرتي الپارفان بتاعك 

أندهشت عندما سمعت ذلك ونظرت اليه مباشرة ثم سألته : وانت ازاي عرفت اني غيرت الپارفان بتاعي !

فاسند ادهم ظهره إلى الكرسي وامسك كأس الماء الخاص به ثم قربه من فمه وقال : انا فاكر ان ريحته كانت غير ريحة الپارفان الجديد .... كانت قوية وناعمة في نفس الوقت.

قال ذلك ثم شرب رشفة صغيرة من الكأس اما هي فقد شعرت بسعادة غامرة في قلبها لان ادهم لم ينسى كيف كانت رائحة عطرها ولكنها لم تظهر سعادتها بل قالت بهدوء : انت لسه فاكر 

فنظر اليها وقال بجدية : هو في حد يقدر ينسى حاجة علقت في دماغه 

في تلك اللحظة بدأ قلب مريم يرتعش من شدة التوتر فاخدت ترمش كثيرا لانها لم تفهم قصده وما حيرها انه قال جملته الاخيرة وکأنه كان يحاول ان يوصل لها رسالة فادرك انها استغربت من كلامة لذا قال : بس كويس انك غيرتي الپارفان ...لان ريحته كانت قوية جدا وكانت بتجيبلي صداع لما كنتي بتشتغلي معايا .

تنفست مريم بعمق وقالت : انا غيرت الپارفان بتاعي لما كنت حامل ... اصل ريحته كانت بتدوخني ومن ساعتها اتعودت على الپارفان الجديد... بس الظاهر اني هرجع اجيب من القديم لان الريحة بتاعته اجمل وبتعجبني .

قالت ذلك وكأنها كانت تحاول ان تستفزه بكلامها فخيب ظنها عندما ابتسم وقال بهدوء : كملي اكلك.

فاشاحت بنظرها عنه ثم تابعت تناول طعامها بصمت ولكن قلبها كان يرقص فرحا لان ادهم كان يتذكر رائحة عطرها القديمة والتي كادت هي نفسها ان تنساها لذا قررت ان تعاود شراء نفس العطر علها تلمس قلبه ولو قليلا و لا تعلم بأنه لا يحبها بل مهوسا بها الى حد الجنون وقد تخطى مرحلة الحب منذ امد بعيد اما الطفل فكان منهمكا في تناول الطعام الغريب الذي لم يتناوله من قبل وكأنه استغل الفرصة بينما كان والداه منهمكين في الكلام .

تسارع في الاحداث.........

بعد ان انتهوا من تناول العشاء ذهبت مريم وجهزت الحمام من اجل ابنها الذي وضعته بلطف في حوض الإستحمام وبدأ فورا يلعب بفقاعات الصابون وهو يصدر ضحكات رنانه تسر كل من يسمعها اما هي فكانت تفكر بأمر زوجها الذي ادهشها لانه لم ينسى رائحة عطرها طوال ما يقارب الخمس سنوات ... اما بالنسبة له

 

تم نسخ الرابط