وبها متيم
المحتويات
ملامحها ليستطرد بمزيد من اللطف
عيشي فرحتك النهاردة يا بتي وريحي مخك شوية من التفكير يا بت افرحي دي خالتك زبيدة وصبا ما
جاعدين على حيلهم من امبارح كان هاين عليهم بجوكي من الصبح انا بس اللي منعتهم عشان يجوا العشبة بالمرة.
بعدو أقرب للركض كانت مودة تقطع الرواق في طريقها للذهاب يساعدها جسدها النحيف وطولها المتوسط في السرعة التي كانت تبدوا كالطيران بخفتها حتى خرجت من الفندق لتعتلي سيارة الأجرة التي كانت مصطفة في انتظارها وتنضم مع الأخرى قائلة بلهاث
تبسمت ميرنا لتعتدل بجلستها اولا ثم تصدر أمرها للسائق حتى يتحرك قبل أن تجيبها
لا يا غالية
متأخرتيش ولا حاجة انا بس مستغربة النهتان دا كله هو انتي كنتي بتجري
أومأت مودة بهز رأسها وصدرها يصعد وبهبط بتسارع حتى تمكنت من التقاط أنفاسها جيدا لترد
مش جري بس انا كنت سريعة قوي في خروجي بعد ما اتأخرت في الوردية وبصراحة كنت عايزة اللحق قبل أتوبيس الموظفين ما يوصل.
قالتها ميرنا بحدة تحدجها بغليل أربكها لترد بمماطلة لم تنطلي عليها
قصدك صبا يعني ليه هو انتي فاكراني جبانة ولا هي ست الأبلة اللي مسكالي العصاية انا بس عشان مش عايزة ازعاج منها ولا صداع.
يا شيخة اممم
قالتها بتهكم صريح لم تغفل عنه مودة ولكنها تغاضت تتدعي التجاهل لتسألها عن الأهم الان
إبتسامة سريعة اعتلت ثغر الأخرى لتميل برأسها تقول بثقة
على أكبر مول في البلد كلها يعني كل المحلات هناك
عشان نشتري كل اللي احنا عاوزينه نخرج من محل ندخل التاني دا غير الڤرجة ع العروض اللي هناك دا انا ههوسك.
بحماس كبير كطفلة توشك على الخروج في رحلة مع أباها هللت تصفق بكفيها مرددة
ولا منك انتي كمان يا قلبي
قالتها بابتسامة تظهر على السطح المودة والطيبة وداخلها تخفي ظلاما من الغموض لا يعرف اخره إلا هي
في طريق ذهابه للمغادرة بعد انتهاء نوبة العمل وقعت عينيه عليها وهي تقطع طريقها من الجهة الأخرى بوجه تبدل عن ملامحها العادية فقد كانت عابسة شاردة في أمر ما جعلها لا تنتبه إليه إلا بعد مدة ليست قليلة من الوقت رغم وقوفه في انتظارها اتجاه أنظارها بالضبط.
انتي جاية منين يا صبا وفين صاحبتك اللي بتمشي معاها.
تنهدت بثقل تجيبه بحيرة وقلق تغلغل داخلها دون سبب واضح له
صاحبتي مشيت وسابتني انا روحت اسأل عنها في قسمها قالولي انها مخلصة شغلها من نص ساعة اتصلت بيها قالتلي انها في موعد ضروري طب هو إيه قالت انها هتعملي مفاجأة.
مفاجأة!
تلفظ بها متعجبا ليردف وهو يستكمل طريقه معها
أتمنى.
قالتها لتصمت لحظات قبل أن تستطرد بما يقلقها
اللي محيرني انها عرفت تخبي عليا المرة دي مكدبش عليك بس مودة دي أخيب واحدة تعرف تخبي او تكتم سر مكشوفة دايما قدامي.
ظل صامتا بأعين مشبعة بالإعجاب يطالعها صبا المميزة والرائعة دايما لا تتوقف عن ابهاره الأ يكفيها تضخم قلبه بعشق ميؤس منه وقرب منها يهلكه بعذابا لا يجد له حل
توقف بها أمام السيارة الصغيرة التي امتلكها بكده وعرقه ود أن يعزم عليها لترافقه حتى يوصلها للمنزل أن تشاركه الهواء داخلها فطريقهم واحد فخرج صوته بتردد
صبا لو حاسة نفسك هتضايقي من الرجوع وحدك في اتوبيس الشغل انا ممكن اوصلك.
نفت برأسه تفاجئه الرد
لا ما انا مش هركب الأتوبيس المرة دي اصل طريجي مختلف ابويا وامي سبجوني على خطوبة شهد بنت المرحوم صاحب ابويا وانا اتصلت بأوبر وهحصلهم.
اومأ رأسه بتفهم قبل أن يستدرك وتتغير ملامحه بشراسة قائلا
يعني هتركبي تاكسي مع سواق لوحدك
أيوة طبعا وفيها ايه دي يعني
قالتها بعفوية قبل أن يفاجئها بعصبيتة
مفيش ركوب مع حد غريب لوحدك اركبي انا هوصلك المكان اللي انتي عايزاه.
ايوة بس انا طريجي غير طريجك.
هغير طريقي وهوصلك المكان اللي انتي عايزاه اخلصي يا صبا
قالها حازمة مسيطرة لدرجة جعلتها تتحرك على الفور مذعنة لأمره بدون تردد لتستقل المقعد المجاور له في الأمام فجلس هو أيضا يتخذ مقعده خلف عجلة القيادة ولم يشعر بالوضع سوى بعد أن وصلته رائحتها المسکية لينتبه اخيرا لتهوره وقد طغى حضورها على الأجواء من حوله انها بجواره وداخل سيارته حسناءه الفاتنة التي لطالما ابتعد عن محيطها بإرادته انها بالقرب الان أيضا بإرادته بزفرة متعبه تحمحم يخاطبها بعد أن ابتلع ريقه وأنظاره موجهه للأمام يدعي الانشغال بالقيادة
اربطي حزام الأمان عليكي كويس يا صبا.
سمعت لتنفذ ما طلب منها بطاعة صامته ثم الټفت رأسها للطريق من نافذة السيارة بشرود اثار فضوله ليرمقها بنظرة جانبية سريعة قبل أن يعود لقيادته بتأنيب ضميره اليقظ دائما ليتمتم داخله بالإستغفار يناجي العون من الله.
كالأعصار ولج المنزل ليصيح على والده الجالس على مائدة الطعام يتناول وجبة غذائه
قاعد في بيتك وبتاكل كمان طبعا ما انت نايم على ودانك يا حج ومش داري باللي بيحصل.
توقفت اللقيمة بحلق عابد ليكف عن المضغ متسائلا بحنق
نعم يا روح امك داخل زي زعابيب امشير وبتهلفط بكلام مش مفهوم أنت شارب ولا شامم يالا
لا انا شارب ولا انا شامم انا بس صعبان عليا الهيبة والمرجلة لما يداس عليها وتتعامل زي الغربا.
قالها وتقدم بخطواته ليميل برأسه نحو والده يردف بغليل وحقد يريد بث الفتنة بقلب الرجل
المحروسة اللي بتشكر فيها وفي تربيتها قرطستك وراحت اتخطبت في بيوت الناس من غير ما تعملك اعتبار ولا خاطر وكأنها ملهاش أهل .
ضاق الرجل وفاض به ليهدر به ساخطا بنفاذ صبر
ما تفسر يا بن الهبلة وبطل اللغازك انا معنديش مرارة .
وقبل أن يهم ابراهيم بالرد سبقت والدته تتدخل بفحيح
ابنك يقصد شهد يا حج اصلها فاجأت الكل امبارح عشية بخبر خطوبتها على المهندس من غير شورة ولا قوله من حد ولا اكن ليها اهل دي مهانش عليها حتى تدي خبر لاختي اللي ربتها زي امها وعاملالها خدامة تخدمها بلغتها بالخبر كأنها واحدة غريبة ولا تسوى.
انتعش إبراهيم وقد وجد من تؤازره ليزيد على الرجل
لا وعلى كدة مكفهاش كمان عاملة النهاردة قراية فاتحة وجايبة الراجل الصعيدي اللي اسمه ابو ليلة عشان يبقى وكيلها طب كانت افتكرت وقدرتك ع الأقل تعمل حساب للجيرة ولا النسب حتى دا انت كل ما تشوفها تنفخ فيها وتكبرها وهي سوسة وقلبها اسود.
بوجوم ظاهر تطلع الرجل إلى الاثنان صامتا عدة لحظات قبل أن يوجه السؤال لزوجته
وعلى كدة عاملة ليلة ع الواسع ولا حاجة ع الضيق
رفعت كفيها للأعلى مرددة بادعاء عدم الفهم
الله أعلم يا حج دا انا عرفت الحكاية دي بالصدفة واختي بتكلمني في التليفون أصلها كانت مقهورة يا حبة عيني وانت عارفاها غلبانة ما تقدر تعترض ولا تدي رأي حتى معاها دي بت شديدة وكلمتها من دماغها.
بقبضة كفه المضمومة طرق ابراهيم على سطح المائدة أمام الرجل يطالبه مشددا
إنت لازم يبقالك كلمة في الموضوع دا يا عم الحج ولا تكبرك في الۏحشة عشان مصلحتها وتيجي عند الفرح ولا تعبرك.
أمام مراتها وقد استسلمت اخيرا لواقعها لتمسك الفرشاة وتجرب وضع المساحيق على البشرة التي اهملتها فترة طويلة حتى نست أنها أنثى ليأتي هذا اليوم الذي تجبر على التزين فيه من اجل هذه المناسبة
بحيلة اقنعت بها نفسها أن الأمر مجرد خطبة فترة تمهيدية حتى تستوعب الأمر وفرصة للتجربة إذا نجح الأمر كان بها وان فشل.........
زفرت بتحريك رأسها حتى تجليها من هواجس ومخاۏف
كانت في غنا عنها لولا هذا الموقف.
اووووف.
صدرت منها بقوة وهي تترك من يدها كل شيء لتنهض من مقعدها بيأس وسارت حتى تختها لتسفط جالسة على طرفه بتعب وضعت كفيها على رأسها المنهك بأفكاره لا تعلم كم مر من الوقت حتى سمعت بطرق على باب غرفتها لتطل لها صبا بوجهها المشرق قائلة بلهجتها الصعيدية
سالخير يا عروستنا عاملة ايه يا به
استطاعت بفعلها التي ترسم ابتسامة سعيدة بمجيئها وقولها الطريف لتتلقاها بحضن الشقيقة لشقيقتها
وحشتيني يا بت ابو ليلة هتخليني اندم عشان اقنعت ابوكي يوافق على شغلك.
رددت صبا تتابع مشاكستها
باه باه باه ليه بس يا بت عمي وايه ذنب الشغل.... اه
تفوهت بها وقد بوغتت بلكزة خفيفة على خلف كتفها بقبضة شهد تقرص عليها بعتب الأحباب مرددة
عشان هو اللي خدك مني بعد ما كنا اعز أصحاب واخوات.
رمقتها صبا بتفحص وكأنها تستكشف ما بها لتقول بتقرير وتأكيد
والله ومازلنا بس انتي اللي جالبة عليا النهاردة ومتوتره بزيادة بس برضك انا عذراكي.
ابتلعت شهد ريقها ليخرج صوتها سائلة بتوجس
ابو ليلة حكالك صح أنا عارفاه ما بيتبلش في بقه فوله.
اطلقت صبا ضحكة رنانة لتنهض فجأة وهي تخلع عنها حقيبة يدها وحجاب الرأس قائلة
لو سمعك ابو ليلة كان اداكي فوج دماغك عليها دي بس معلش هو برضوا مبيردش ع العيال الصغيرين خصوصا لما يكونو عرايس حلوين ومتوترين.
قالت الأخيرة لترفعها عن مقعدها غير عابئة بذهولها حتى عادت بها لتجلسها أمام المرآة تستطرد
وبرضك نسامح احنا كمان على حج الراجل الكبارة لاجل عيون المقاول شهد.
دنت برأسها لتسال انعكاس وجهها بعد أن أمسكت الفرشاة
تحبي اخلي المكياج خفيف ولا تجيل ويزغلل عين العريس
ضحكت شهد تجيبها وقد تسرب شعور جميل بالارتياح لدعمها والتخفيف عنها
لا يا عسل خفيف.
انا بجول كدة برضوا حكم العريس مش ناقص زغللة
قالتها صبا بشقاوة جعلت شهد تضحك بصوت مرح لتعود بلكزها مرددة
يا بت بطلي بقى بقيتي مصېبة يا بنت ابو ليلة.
بداخل المجمع التجاري الضخم وقد كانت تتسوق به وكأنها وجدت جنتها تنتقي ما حرمت منه طوال سنوات عمرها حتى وهي تعمل منذ نعومة اظافرها في المحال كبائعة فقد كان ما تتحصل عليه بالكاد يكفي طعامها والأشياء الأساسيه بالحياة.
ولكن الان ورغم أن مبلغ المرتب كان كبيرا بالنسبة لها الا أنه على الحسبة الأصليه لم يكن ليكفي سوى القليل مما انتقته من اشياء قيمة وغالية لكن ميرنا كانت المنقذة لها دائما مرة بدعمها بالنقود الناقصة ومرة بمعرفتها بأصحاب المحلات فقد كانت كالزبونة المميزة لمعظمهم لتضيف مزيدا من الابهار في عقل الأخرى تمكنت مودة من ابتياع حذائين وبعض أدوات المكياج وبعض قطع الملابس فلم يتبقى سوى فستان احلامها والذي اشارت عليه من خلف الزجاج لتسحبها الأخرى على الفور ټقتحم المحل بجلبة أجفلتها
ادخلي يا بت ونقي على كيفك مدام ناهد عندها أحلى الماركات.
بدهشة وعدم تصديق تطلعت مودة نحو المرأة الجالسة خلف المكتب الزجاجي والتي تبدوا من هيئتها الراقية انها من أصحاب الذوات التي تسمع عنهم او تراهم على شاشة التلفاز من مرتادي الاجنحة الفاخرة بالفندق تقف
متابعة القراءة