بغرامها متيم ج٢ من روايه من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
ليك بكامل إرادته يا ماهر .
ابتسم لها بعشق جارف ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بغرام
متوصنيش على قلبك وتأكدي لحد اخر يوم من عمري وعمرك مفيش
غيرك ست هتقدر تحتل موطنك ولو حتى عندها جيوش من الأنوثة اللي هتحرك أي راجل علشان وطن ماهر الريان مش للجميع دي لرحمته بس خاص جدا جدا .
ثم احتضن كف يدها بين يديه وخطى بها إلى مكانهم المخصص لهم كي تستريح بضعة من الوقت ليكون لديها القدرة على تكملة الحفل .
تجلس سكون على تلك الطاولة وعلى وجهها الابتسامة الباهتة فسألها عمران بقلق
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقته بنبرة هادئة
كان شكلك حلوو قووي اللهم بارك وانت يدك في يد رحمة وداخل بيها تسلمها لعريسها بسم الله ماشاء الله شكلكم يفرح القلب
ثم أكملت بنبرة حزينة وهي تنظر له وغشاوة الدموع تلتمع في عينيها
يسلمني ليك وأشوف وألمس منه الحنية اللي شفتها في عيونك لرحمة اللهم بارك حتى مكانش ليا أب يسلمني ليك ويبوسني من راسي ويحضني وهو بيقول لك خلي بالك منها زي مانت ما عملت اكده من شوي الحاجة دي كانت مقصرة فيا قوووي .
شعر بحيرتها وتخبطها وحزنها فجذبها من يدها وجعلها تقوم من مكانها تحت اندهاشها وخرج بها إلى الخارج إلى مكان منعزل عن الجميع وما إن اختفيا عن أعين الجميع حتى جذبها إلى أحضانه بشدة فهو شعر الآن باحتياجها الشديد إليهما من نبرته الحزينة وشعور الاحتياج الذي استشفه من نبرتها وما كان منها إلا انها تمسكت بأحضانه بشدة وبكت كثيرا وكثيرا مما جعل جسده يصاب بالرهبة لأول مرة تركها تبكي وتخرج مافي صدرها إلى أن استمع اليها تردد أخيرا بما قضى على أخر ذرة صبر تجاه ۏجعها
على صدره صعودا وهبوطا من فرط حزنه منها وعليها ثم اخرجها من أحضانه وحاوط وجنتيها بكف يديه الحنونتين ورمقها بنبرة لائمة وهو يجبرها على النظر داخل عينيه
كد اكده حضڼ عمران مش هيخليكي تحسي بالأمان ومخليكي تحسي بالحرمان والفقدان ياسكون
له ياعمران متفهمنيش غلط في حاجات منقدرش نداريها العيون فضاحة بيها انت مليكش ذنب وانت ولد وحيد انك تعيش عمرك كمان وحيد مليكش عيل من صلبك يكون سندك وضهرك وقوتك زي مانت سند وضهر وسد منيع لأمك وأبوك .
ما أن انهت كلماتها التي أنهكت قواها ألتقطت أنفاسها بصعوبه اقترب منها أكثر ليقف أمامها يرمقها بدون أي تعبير من كلماتها التي لاتنفض عنها
النهاردة عندنا فرح ياسكون فرح رحمة أقرب حد ليكي ادخلي اقفي جمبها وافرحي معاها وفرحي قلبك بيها ادخلي وانت هتدي لقلبك فرصة ميضيعش لحظات السعادة والفرح وتخلي عقلك ينكد عليه في كل وقت
انسى ياسكون انسي يابابا الۏجع والهم وسيبك اللي جواكي كلاته لربنا وهو أدرى بتدابير أمور حياته .
هرولت إليها وارتمت داخل أحضانها الحانية وتحدثت وهي تتمسح بنبرة باكية وهي تتذكر كلمات زينب
والله انت بيهم كلاتهم ياعمران بأبويا وأخويا وسندي وحتى ابني اللي هترجاه من ربنا متتخلاش عني وخليني في حياتك حتى لو هبقى في ركن صغير في قلبك .
ضمھا أكثر وقربها لصدرها وتحدث بنبرة صادقة مؤكدة لها وهو ينفي احساسها الذي يصيبها بجل ذاك الحزن
ركن صغير ايه ياسكوني ! انت كل كلي إنتي ليكي في قلبي الأركان كلها ركن الام والأخت والزوجة والحبيبة والبنت والابن وكمان ليكي ركن عشق روحي لروحك وركن راحتي وأماني ومأمني ليكي انت بس انت بيهم كلهم بكل ست مفكرة ان عندها حاجة هتعطيها لي مش عندك مش محتاج وجود أي حد غيرك كل يوم وكل وقت هقول لك الكلمتين دول ياسكوني
ثم رفع وجهها إليه وقبلها من عينيها الباكيتين وأكمل بعشق كي يدخل السرور على قلبها
أما بقى ركن الدلع والدلال لعمران مش ركن في قلبي بس لاااا دي ركن في عيوني اللي هتشوفك اجمل ست في الدنيا وركن في يدي اللي هتلمسك بعشق وتحسسك بحبي ليكي وركن لكلي اللي ميحبش غير سكون اللي هتدلعه وتخليه واصل لأعلى قمم السعادة والراحة وياها .
أنهى كلامه ووجد فاقترب منها واقتنصها بحب تحت تململها بين يديه لعدم شعورها بالراحة معه في ذلك المكان المكشوف وأخيرا حاولت ابعادها عنه وهي تنظر حولها تستكشف بعينيها إن أحدا رآهم أم لا
انت مچنون ياعمران كيف تتهور اكده واحنا في مكان عام .
أجابها بمشاغبة وهو يضع يديه في جيب بنطاله
أه مچنون واتهور مكان ما يعجبني ياسكوني .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
وه مخايفش حد يشوفنا يقول علينا ايه بنعمل فعل ڤاضح في الطريق العام
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر عشقا تحدث
وماله هقول لهم كنت بشوف عيونها اللي دوبوني بيوجعوها كيف .
ابتسمت بخجل من تبرير ذاك العمران الذي مد يده لها آمرا إياها
طب يالا ندخل الفرح بقى علشان ما حدش ياخد باله من اختفائنا
ولا بقول لك ايه ماتيجي اخدك ونروح على البيت على طول بلا فرح بلا بتاع ونشغل الحكمدار وتبقى ليلة ولا الف ليلة وليلة يا سكوني .
شهقت بشدة من طلبه الغريب ثم أسرعت بخطواتها الي داخل الحفل مما جعله يبتسم وهو يردد
والله انت الخسرانة كنت هروق عليكي وأفرفشك وأخرج لك الاكتئاب في مينيت بس يالا بقي ملكيش نصيب في ساعة الحظ الحلوة .
غمزت له وهي تدير وجهها إليه مرددة له صراحة لأول مرة دون أن تخجل
مين قال ان ما ليش نصيب لما نروح هاخد نصيبي كله كامل مكمل يا حبيبي .
حرك لسانه داخل فمه بانتشاء لغمزتها وهو يعلمها
يخريبت جمال غمزتك اللي اول مرة اشوفها يا دوك ابقي كتري منها بقي في الليلة المفترجة الحلوة داي
ثم نظر إلى السماء داعيا بجدية
يارب اكرمنا والفرح يخلص ومحدش يبص لنا في الليلة داي علشان القمررر دي خلاني هفرقع دلوك ومحتاج مطافي .
ضحكت بدلال أثاره فنهاها بعينيه عن دلالها ذاك وهم دالفون إلى القاعة رأتهم زينب من بعيد قادمين فعينيها تتبعتهم منذ خروجهم وشعرت بوجود خطب ما وانتابها القلق من هيئتهم وقتها ثم شعرت بالراحة اجتاحت أوصالها فور دلوفهم الى القاعة وعلى وجههم علامات الابتسامة فوجهت أنظارها الى ابنتها وقد زال القلق من صدرها فهي
كانت خائڤة ان تحكي سكون لعمران ما قيل بينهم ولكنها لم تقل له مما جعلها تطمئن وتشعر بالارتياح بأن ما تخطط له يسير على ما يرام بوجه مبتسم .
ما زالت أجواء الزفاف مستمرة كانت مها تقف على الاستيدج تصفق بيدها وهي سعيدة لأجل رحمة وبعض من عيون الرجال تتابعها كما يحدث في حفلات الزفاف وكثير من الأقارب يعرف انها الآن وحيدة وأصبحت متاحة للجميع أن يطلب يدها وكان من ضمن العيون ذاك الجاسر الذي كل همه في ذاك الوقت ان يراقب عيون الجميع المتجهة صوبها ولم يرتكز مع أيا من الموجودين في الزفاف غيرها ثم وجد حاله يمسك هاتفه ويرسل لها رسالة
تعالي برة في الكافيه بتاع القاعة عايزك في كلمتين مهمين في السريع يا أم الزين متتاخريش .
اهتز الهاتف بين يديها ففتحته ووجدت رسالة على الواتساب من جاسر فقرأتها ثم الټفت حولها ولم تجده فذهبت إلى ماجدة قائلة لها وهي تختلق اي سبب كي لاتسأل عنها
هروح الحمام يا امي هظبط الطرحة وجاية طوالي متقلقيش علي .
حركت ماجدة رأسها بموافقة مع ابتسامة هادئة ارتسمت على
وجهها ثم تابعت الفرح مرة أخرى وبجانبها مكة التي لم تتركها منذ أن أتت وكنا أن آدم القى عليها تعاليمه أن لاتتحرك من مكانها نظرا لتعبها في حملها كما أنها تشعر بالدوار الشديد
أما في الخارج وصلت إلى الكافيه المتنحي قليلا عن القاعة فأشار إليها أن تصعد إليه فعرفت مكانه وذهبت إليه على استحياء وما إن وصلت حتى قام من مكانه وأفسح لها المجال أن تجلس في حركة راقية منه يفعلها معها لثاني مرة مما جعلتها تكن له امتنانا ورقيا
استقرت في مكانها وهي تنظر حولها بخجل وتنتظر منه أن يخبرها سبب استدعائها له حتى أنه رأى علامات الخجل تجوب وجهها فهتف مشاكسا إياها كعادته
ايه يا ام الزين في ايه
اندهشت من استفساره وسألته هي الأخرى
ايه انت في ايه
انت اللي باعت لي على فكرة .
ارتسمت ابتسامة جانبية على جانب شفاه وأجابها بعيناي عاشقة
هتبطلي ټخطفي قلبي كل لما بشوفك مېتة
هو إنت مسلطة أسهم عيونك عليا بالقووي اكده ليه وحاسس اني بحارب في ساحة حياتنا وحدي
نظرت عينيها أرضا تلقائيا وهي تراه ينظر لها نظرته الولهة بها ثم تحدثت بخجل راق له
انت ناده لي دلوك علشان تقول الكلمتين دول يامتر أني قلت في حاجة مهمة حوصلت
رقمها بنظرة متفحصة هائمة
هو في أهم من إني هقولك ايه القمر دي كلاته واني هغير عليكي من عيون الناس اللي تحت داي والستات قبل الرجالة
ثم أكمل طالبا منها برغبة ألحت عليه
بقول لك ايه ماتيجي نتجوز بقى علشان يرتاح ويهدى
ابتلعت انفاسها بصعوبة بالغة من خجلها ثم سألته
هو مين دي اللي يرتاح ويهدي
قلبي ...
كلمة واثقة نطقها من فهمها وأكد عليها
آه قلبي اللي مش قادر يصبر فا ايه رأيك انزل جمب ماجدة جدة العيال واستغل وجودها في الفرح وأقول لها أنا عايزك توبقى جدة عيالي من ام الزين ياماجدة
ضحكت بخفوت على طريقته ثم قالت
هو انت طريقتك دي مبتتغيرش خالص في الكلام انت بجد بتضحكني متزعلش مني .
شبك كلتا يديه في الأخرى وهتف
طب وماله أعيش واضحكك وابسطك كمان هو في أحسن من إن الواحد يدخل السرور والبهجة على قلب حبيبه يا بطل
ضحكت مرة أخرى فهي معه وحده دونا عن العالم أجمع يستطيع إخراج الضحكة من قلبها دون اي تكلف ثم هدأت من ضحكاتها وتبدلت معالم وجهها الضاحكة إلى أخرى حائرة لتقول له
عارف من وقت كبير مضحكتش من قلبي قووي اكده وأقول لك على حاجة كمان أنا عمري ماسمعت
متابعة القراءة