بغرامها متيم ج٢ من روايه من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


على وجودنا وسطيهم اكده هينقهرو 
أجابها 
ليه هينقهروا هو أني هاخدك وهسافر بيكي المريخ !
اني هسكن جارهم في بيت لحالنا وكل يوم بردوا هكون موجود وياهم وانت يومين في الأسبوع تاجي تشوفيهم وتتطمني عليهم ومش هعوق امي وابويا اني عارف ان برهم واجب عليا وعمري ماههملهم واصل بس القرار دي أني فكرت فيه كتير ولقيت إن راحة الجميع في البعد شوية علشان النفوس ترتاح وانت حقك الخصوصية في مملكتك .

اقتنعت بكلامه بل راق لها قراره وسعد داخلها ولكنها من رابع المستحيلات أن تطلب منه ذاك الطلب من قبل هذا وتركت الأمر له فهتفت بطاعة
تمام اللي تشوفه ياعمران نقوم نصلي ونفطر وياهم ونجهز الشنط مش هتاخد ساعة .
أشار بيديه رافضا وهو يخفف التوتر بدعابته 
له اني حابب نفطر في بيتنا اني وانتي لوحدنا ونعمل اللي على كيفنا واعرف انفرد بيك يا دوك ومتقوليليش عيب يا عمران امك تسمع أبوك يقول علينا ايه من الآخر اكده اني عايز اروق عليكي يا سكوني .
خلاص يا حبيبي اللي تشوفه نقوم نصلي ونجهز شنطنا.
وبالفعل قامت هي أولا وتنعمت بحمام دافئ ثم أنهته وارتدت ملابسها الخاصة بالصلاة وأدت
خلاص اكده تمام اقعدي أني هنزل الشنط وهبلغ الحاج والحاجة ولما ارن عليكي تنزلي تنزلي
على فين ياولدي انت مسافر فجأة اكده 
أما زينب كانت تنظر له پقهر أيعقل أنه سينفذ تهديده لها الذي قاله لها أمس !
فهي ظنت أنها ساعة ڠضب منه وما قاله مجرد ټهديد قرأ عمران نظرات القهر في عينيها فهو الابن الوحيد العاشق لتراب والدته ويصعب عليه قهرها ومن غير العمران يرأف بحال أم أفنت عمرها تحت قدمه حتى ربته شابا عندما ينظر له يسمى عليه ثم أجاب والده وداخله يغ لي كالبركان ما كان يود تركهم ويعز عليه فراقهم وقلبه متعلق بهم 
بعد اذنك يا ابوي اني قررت أسكن في بيتي اني ومرتي هحس اني مرتاح اكتر من اكده.
اندهشت معالم وجه سلطان بأكمله وسأله وهو يشير بعصاه إلى أرجاء المنزل 
وه فجأة اكده ياعمران !
أمال البيت دي بتاع مين ! ماهو بيتك بردو هو في غيرك اهنه !
ثم لاحظ نظرة اللوم المتبادلة بينه وبين زينب فنظر إليها وهو يسأله 
هو فيه حاجة حوصلت ضايقتك أو ضايقت مرتك واني مدريانش وفايتني على عماي!
كان عمران لايود ان يختلق مشكلة بين والديه فنفى تماما ما ظنه والده معللا بأي سبب 
له يابوي محدش زعلنا ولا حاجة بس اني حابب اني انعزل في بيتي ويا مرتي وبردو اهنه بيتي مههملهوش عاد هتلاقيني ناطط لك كل يوم اهنه متقلقش .
لم يقتنع سلطان بما قاله ثم سأل زينب باستكشاف كي يفهم شيئا
شايفك ساكتة اكده يا أم عمران ولا معترضة ولا حاجة ولا فتحتي بقك حتى ! اني قلت انك هتهدي الدنيا أول ما يقول لنا كلامه دي 
زاغ بصرها من محاصرة سلطان لها لتقول وهي تنظر لعمران بحزن 
هو حر يعمل اللي على كيفه من حبنا حبناه صار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه.
ثم تركتهم ودلفت إلى غرفتها والحزن ينهش بصدرها بشدة فمفارقة عمران أحضانها تعني لها المۏت بالحياة فالمنزل بما فيه بدون عمران كالقپر بالنسبة لها وما إن دلفت غرفتها حتى انذرفت دموع عينيها بالبكاء الشديد فهي حتما لن تتحمل ابتعاده ولا العيش بعيد عنه فهو ولدها الوحيد قرة العين ونبض القلب فهو الروح التي تحياها لم تحب أحدا مثلما أحبته حتى نفسها ولكن هذا ما جناه تفكيرها خروج عمران من تحت قبضتها 
أما في الخارج هتف سلطان 
يابني لو حوصل حاجة عرفني واني مش هسكت وهحلها بس ماتسيبش البيت وتقضى علينا الدار هو احنا لينا غيرك أنيس ياولدي انت ومرتك انت اكده هتزعلني منك .
تنهد عمران بضيق شديد من حزن والديه ولكنه يصمم على رأيه ثم نطق بتشبس 
هو أني هفوتكم يابوي !
اني كل يوم هتشوفني زي مابتشوفني وعمري ما هبعد عنيكم أبدا وزي مانتو متعلقين بيا اني بردو روحي فيكم ومهقدرش استغنى عنكم واصل متكبرش الموضوع كل حاجة هتوبقى عال اني مش مهاجر دي الدار جنب الدار .
ض رب سلطان بعصاه أرضا وهو يفقد الأمل في إقناعه أو معرفة ما وراء الكواليس ثم تحمحم بقلة حيلة
اللي انت رايده اعمله على كيفك بس اعمل حسابك اني جواي مش مرتاح دي حقك واعمل اللي يريحك بس لو دريت انك هتخبي عني حاجة هزعلك ياعمران .
ألقى عيناه أرضا هربا من حصار والده وهو يلتفت يمينا ويسارا وداخله مصمم أن لا

يأذي والدته فأبيه إن علم ما فعلته وما قالته لن يصمت وحتما ستنقلب الدار ني رانا لم تخمد بعد 
ثم أرسل لسكون أن تنزل وترسم البسمة على وجهها كي لايشعر أبيه بشئ وبالفعل هبطت الأدراج ببسمتها المعهودة والقت تحية الإسلام تليها تحية الصباح ثم طلب منها عمران أن تخرج بسلام فسألها سلطان على الفور باستكشاف 
وه مسألتيش على حماتك ولا قلتي أدخل أخبرها انك هتمشي عاد يا داكتورة الا إذا كان في بيناتكم حاجة !
ابتلعت سكون ريقها بصعوبة فتدخل عمران على الفور منقذا إياها 
يابوي ماهي كانت قاعدة وياها بالليل وبعدين إحنا هنسافر يعني ولا هنفارق العمر .
اهتز فكه بسخرية 
له اوعر من السفر ياولدي انت مفارق بيتك وابوك وأمك فمن الأصول مرتك تدخل لامك تعرفها انكم ماشيين بعد قراركم المفاجئ دي إلا إذا كان فيه حاجة فعلا.
وضعهم سلطان في خانة اليك ثم تقبلت سكون طلبه بصدر رحب 
عندك حق يابابا الحاج اني اصلا كنت هدخل لها قبل ما امشي داي الأصول بردو .
ثم خطت خطواتها بأقدام واهية تكاد تحملها كالهلام ودقات قلبها تدق خجلا داخلها من الموقف ككل فلم يتحمل عمران تركها فهتف وهو يخطوا ورائها 
هروح اسلم على الحاجة وابوس راسها قبل ما امشي عن اذنك يا حاج .
خطى ورائها وأسرع بخطواته وقبل أن تصل حاوط كتفها بذراعه ودق على الباب ثم دلفا إليها مرددا
إحنا ماشيين يا امي محتاجة حاجة قبل ما نمشي .
والتهم ظهرها كي لايروا عينيها الدامعتين 
معايزاش حاجة منك ولا منها ولا ليا دعوة بيكم تاني .
على كيفك يا حاجة عن اذنك .
ثم نظر إلى أبيه مودعا إياه في أصعب لحظة لكليهما مغادرة ابنهم الوحيد أحضانهم 
أما في الداخل دلف سلطان إلى زينب ولم يكترث لدموعها متسائلا إياها وهو عازما أن لايتركها إلا وهو فاهم منها 
في ايه يا زينب ! 
عميلتي ايه خلي ابنك الوحيد همل حضنك وسابك بقلب قووي وفارق 
كانت حالتها صعبة للغاية ففراق عمران لأحضانها يعني كل معاني الحزن والضيق في الدنيا بأكملها ثم أجابته وهي تجز على أسنانها پغضب عارم
عميلت ايه يعني كنت عايزة ابني يجيب لي حفيد والأمل معډوم عميلت ايه يعني غير اني كنت عايزاه ياخد حقه من الدنيا باللي شرعه ربنا .
ضحك سلطان بسخرية منها ناطقا بعدم تصديق
كنتي عايزاه يتجوز على مرته يا قادرة !
دي ايه الجبروت اللي ملى قلبك دي كلاته يازينب ! عايزة تعملي فيها اللي مقبلتيهوش على حالك وقدتيها ن ار وقتها ومجربة الۏجع 
دي حتى لسه متجوزين مبقالهمش كذا سنة ولسه مفرحوش ببعض تاجي إنتي تعتميها عليهم وتوحليها بالشكل دي 
اكده ليه حق ياخد مرته ويفر من جبروتك يا زينب طفشتي ولدك الوحيد بيدك بقلب من حديد علشان يعيش آمن هو ومرته دي انت قادرة بالجامد قوووي .
الي هنا لم تستطيع التحمل والعتاب وجلدها من سلطان فهبت به بصياح عال 
هو انتو كلكم نصبتوني الشيطانة المفترية !
بذمتك قلبك مش مولع وهتشتاق لحفيد كيف ماني مشتاقة !
قلبك مش واكلك على ولدك اللي كلاتها سنة هيتم الأربعين والله اعلم مرته هتخلف مېتة !
ما انت مستحيل متكونش ملهوف ومن جواك مش متحمل زيي علشان انت أبوه كيف ماني أمه وهو ولدك الوحيد اللي حامل اسمك وولاده من بعده هيحملوا اسمك .
استطاعت بكلامها أن توقظ الحنين في قلبه فأعز الولد ولد الولد ثم جلس على الكرسي باستكانة وهتف 
مين قال اني مش نفسي في حفيد !
يعلم ربنا إن قلبي متلهف زيك كمان وأكتر بس اني راضي بحكم ربنا ومستني عطيته وقت ما يريد .
جلست بجانبه وتحدثت باعتراض 
له حكم الله إن الراجل يتجوز مرة واتنين وتلاتة لو فيه عيب أو مرته مش مريحاه .
نظر إليها ناطقا باستفسار
تمتمت بتسرع
مرته مريحاه بس عنديها مشكلة كبيرة فنلجأ لحل يريح الكل ومش حرام .
صارحها على الفور 
تنهدت بضيق
طب عنديك حل تاني وأني يسكت عنديك حل يريح قلبي الم ۏلع على ولدي 
تحدث باستجواد 
الصبر والصلا والدعا ليل ونهار إن ربنا يرزقهم والصدقة كمان مقدمناش غير اكده وافتكري ان عندك بت لسه متجوزة ومستنية تفرحي بيها وكما تدين تدان.
صړخت بۏجع 
معنديش اعتراض على حكم ربي بس الصبر نفذ من صبري ياناس دي لو بيتباع ولو بيشترى كنت دفعت عمري كلماته واشتريته علشان اصبر مقادراش يا عالم مقدراش ياناس .
الى هنا لم يتحمل چنونها وعنفها 
جرى ايه يا ولية هو انتي عيلة صغيرة هندادي فيكي ولا ايه ! قسما عظما يازينب لو ما لمېتي حالك بعيد عن ولدي ومرته لا هكون متجوز عليكي ومدوقك من نفس الكاس اللي انتي عايزة
وه مليش فيه كيف ما تبطل خربطة دي ابني هو أني مرت أبوه ... كلمات اعتراضية صاحت بها زينب في وجه سلطان مما جعله هدر بها هو الآخر وهو يهزها من كتفها 
متعليش صوتك يامرة إنتي والا همد يدي عليكي وهعرف اربيكي على كبر تك خربطة لما تلهف لسانك العفش دي.
شدت ذراعها من قبضته 
طب جرب اكده ومد يدك يا سلطان وهتشوف هعمل ايه .
استفزته بجبروتها ولم يدري بحاله إلا وهو يصفعها على وجهها بشدة صڤعة زلزلت قلبها قبل 
اها اديني عميلتها يا زينب وريني بقي هتعملي ايه واعملي حسابك شغل الحموات دي ميمشيش في بيتي والقدرة اللي هتستقوي بيها على الغلبانة اللي فيها مكفيها هزيدك اني أضعافها الند بالند طلعي حالك من الموضوع وسيبي لهم نفس يتعالجوا بدون تقطيم كل شوية يا اما بردو هزيدك يازينب .
وانطلق سهم كيد زينب الآن ناحية سلطان وداخلها تتوعد له بشدة وداخلها يرسم له من الويلات

چحيما سعيرا ولن تمرر صڤعتها واهانتها مرور الكرام واصبحت تدور حول حالها بالغرفة بهوجاء وأصبح الدار الأمان خالي من الأحباب وحيدا عليها كالصحراء القاحلة .
ليلا في مجلس ماجدة موعد التقاءعاشقان جمعهم القدر أخيرا قلبان تقابلا بوجعهم وخيباتهم وكل منهم رمم للآخر أوجاعه وبدل خيباته لجبر وعوض وأمان قلبان ظلت الظروف تدهسهم بأقدامها المتجبرة ورؤيتهم لبعضهم رطبت
 

تم نسخ الرابط