لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد
المحتويات
وأنت اللي بتربيه على الكبر والعند ارتفع حاجبيها وقالت بنزق
أنا مش فاهمة أنت إزاي وصلت الكلام لكدة
فهز رأسه نافيا وقال لها وهو ينصرف نحو أيهم المتعلقة أنظاره به بأمل یائس
لاء فاهمة يادرية ثم جذب كف أيهم وقال لها
أطلب من ماما السماح المرادي عشان أنت اتفقت معاها أنك مش هتنزل البحر وكيف باستطاعتها خذلان تلك العيون المتسعة برائتها وشعورها بالذنب لكونها تنتمي لطفل صغير يرغب في حقه باللهو واللعب فقالت قبل أن يتهدج صوت الصغير برجائه وأسفه
من خۏفي عليك فابتسم أيهم بدروه وقال
وأنا آسف إني وعدتك بحاجة وكنت عارف إني مش هقدر أعملها كان يراقب حديثهما منبهرا وشعر أنه ينتمي بشكل ما لتلك الرابطة التي تجمعهما فخص أذنيها بهمس دون غيرها
في يوم هنوصل أنا وأنت لنفس درجة التفاهم دي فهزت كتفيها دون اكتراث وداخلها يرقص طربا
بس ياريت ماتبعدش بيه لجوه أوي فقال وهو ينظر للأمواج الثائرة
أنا هدخل بيه لحد ثقته فيا واتسعت عيناها بحنق وهي تراقبه يرفع صغيرها في الهواء ويقذفه في المياة والصغير ېصرخ بسعادته ووقفت هي وجسدها ينتفض بقلق إذ ابتعد به مقتحما مياه البحر وياللعجب كم من ثقة هائلة يمنحها له ! وساذجة هي كسذاجة صغيرها إذ ظنت أن ابنها ستكون ثقته محدوده بهذا الرجل الغريب ولكنها فطرة الأطفال وبرائتها الصافية نهار وليل متعاقب وأياما تمضي دون رادع والشروط ثابتة لا تتغير وكلما عمد للتملص بقصد أو بدون انتهى الأمر بشجار وفوضى مشاعر ڠضب مخلوط بذنب وكبرياء جريحة.
سؤال اقتحم جلسة عشاء صامت بعد نوم الصغيران رفع أبصاره متحيرا نحوها وهو يحاول فهم ما وراء ذلك السؤال
بتسألي ليه
فراوغته بدفاع
وليه ما أسألش مش من حقي
فرد ببرود
لاء مش من حقك لكن مع ذلك هريحك وأجاوبك طلقتها لأنها هي طلبت الطلاق . وهل ظن أنه بتلك الإجابة ستهنأ براحة!
ياله من ذكر أحمق ويالغباء صراحته فهزت رأسها بخيبة واضحة وابتسامتها الساخرة تلتمع بزاوية فمها المنكسرة إذ هي صاحبة القرار ليس هو من زهدها وتأفف من صحبتها وقربها هي وليس هو والمعضلة ب هو كانت عيناه مرتكزة على ملامح وجهها وشعر متأخرا للغاية بخطأه فقال بعند رافضا أن يكون المخطأ
فعلا!
طب خلاص خلينا نستغل جلسة الصراحة دي لأخرها ولو ماكنتش هي طلبت كنت هتفضل متجوزها
فأقر بقوة
لاء فعبست وهي تحاول الفهم
رغم أنه كان بينكو طفل شبك أصابعه وارتكز بذقنه عليها وقال
وماحافظتش عليه فتراجعت للخلف وهي تقول
آآه عشان كده فاقترب هو وقال هامسا
فبقت الغلطة غلطتي حاول تعديل كلماته لتصل إليها بالشكل الصحيح فهو لم يكن يقصد إتهامها بأنها هي من أفسدت زواجهم فقال
أنا ماقلتش كده أنا كان قصدي أن الأيام كانت هتوريكي أنها مجرد مرحلة اضطريت ليها وفي الآخر أنا وأنت كنا هنفضل سوا ومش واحدة زيها كانت ممكن تفرقنا دفعت بطبقها بعيدا وهمت بالانصراف قائلة
أنا ممكن أجبرك على أي حاجة صحيح إلا أنك تقبلي تعيشي معايا أو لاء ولكن البركان ثار وانتهى الأمر إذ قالت بقوة
أنت كنت بتعاقبني علي عصياني ليك قدام الناس لو كان رفضي بيني وبينك منغير شهود کنت هتعمل اللي في دماغك أنت قولتها بنفسك كنت عاوزني أسكت كنت مستني وبتتمنى أني أسكت فترك ذراعها وقال بخيبة أمل واضحة المعالم تجلت على ملامح وجهه
ويظهر أنك قررتي أنك مش هتسكتي تاني وتفضلي تنبشي في الماضي كل شوية شحب وجهها وتباعدت خطواتها وماكان رجاءا بالأمس وفرحة بعودتها صار خوفا من الفراق مرة أخرى فاستوقفها هو بهدير صوته الغاضب
بس أنت كده مش بتعاتبيني أنا لوحدي وبس هو محق فالكلمات تؤذيها بقدر إيذائها له والصغار أصبحوا متضررين بدورهم فبكل شجار يعلو بينهما تلمح بأعينهم حزنا أصبح مطعم أخيه بالحي المجاور ملاذه بعد إنتهاء جلسته النفسية وكما يجلس لساعات طويلة يستمع فيها لهموم المحيطين يجلس يستمع لأخيه وحديثه صامتا حتى قال بغتة
زياد أنت مش حاسس نفسك غريب على الشغلانة دي فنظر له مندهشا وقال بصدق
بالعكس أنا أخيرا لقيت نفسي في الشغلانة دي ومستغرب إزاي كنت مستحمل ربطة المكاتب والاجتماعات والأسهم والصفقات وأردف ضاحكا
ده حتى ربطة الكرافتة بقيت مستغربها فهز أسامة رأسه بغير فهم وقال
یعني إزاي أخدت الخطوة دي النقلة الكبيرة دي في نوعية حياتك ظل زیاد ينظر له مليا وقال بهدوء منتقيا كلماته
لأني اتقبلت خسارتي والۏجع اللي حصلي من بعدها وصممت أن أعوض نفسي وأكمل حياتي ساد الصمت لوقت طويل بينهما حتى قال زیاد بأنفاس متهدجة
حياتك وعمرك اللي ما انتهاش بفضل ربنا مش ذنب يا أسامة تكفر عنه فابتسم أسامة بۏجع وقال بصوته المحتقن والدموع تتقافز لعيناه
رغما عنه
صعب هز زیاد رأسه وقال مقرا بواقعية
مش هيرجعهم يا أسامة وبمرارة ذنبه
ولما نتقابل ويسألوني عيشت من بعدهم إزاي
ابقا أسألهم هما كمان عاشوا من بعدك إزاي وصدقني هتلاقي حالهم أحسن من حالك ألف مرة تراهني!
ضحك أسامة وقال متفكها
يابني أنت ماحرمتش رهان فابتسم له زیاد
بس المرادي أنا واثق أني هکسب مش كده ولاإيه
فهز أسامة رأسه وقد تقبل الفكرة تماما
کده فعلا وأردف ساخرا
تصدق يا أخي أنك طلعت أحسن من الجلسات اللي كنت بحضرها وأفضل أقول لنفسي اللي يشوف بلاوي الناس تصعب عليه بلوته فهز زیاد رأسه نافيا وقال بنضج أدهش أخيه
غلطان الحياة مراحل لازم تعيشها واحدة واحدة مافيش حاجه بتجيب من الآخر
ياریت حاجة تجيب من الآخر ماکنش حد غلب فالټفت الاثنان لصوت أخيهما الذي اقتحم جلستهما وأردف
بترغوا في إيه
فتبادل الأخوان النظرات وقال زیاد ساخرا
في الهروب التكتيكي للراجل المكسيكي ضحك أسامة وقال بلطف للكبير الذي حدجهم بنظرة غيظ خالصة
أحنا خلصنا رغي . . أرغي أنت فقال بكبرياء رافضا الإفصاح عما يدور بداخله من عواصف
أنا جاي أشرب حاجة وأروح فقام زیاد وقال
مشروبك عندي هقوم بنفسي أعملهولك فسخر جاسر
واتوصى بالسم وحياتك فوكزة زیاد
عییییب نوع مفتخر
هوا أنا المفروض اعتذر كام مرة!
! سؤاله الحانق خرج رغما عنه بعد انصراف زیاد فعقد أسامة حاجبيه وقال بعد برهة
مش بعدد المرات ممكن من مرة واحدة الكيف وليس الكم عبارة مكررة مألوفة للغاية صحيحة مائة بالمائة في الصباح التالي وجد غايته التي أثارت حنقها وهي تحاول تشغيل محرك السيارة مرة بعد الأخرى ولكن لا فائدة ترجلت ورفعت الغطاء المعدني وهي تنظر لمحتوياتها يائسة ومرة أخرى تذكر نفسها أنها بالغباء المطلق بأمور ميكنة السيارات ولو أن العيب كان واضحا بحجم قرص الشمس لما رأته أو بغياب بطارية السيارة ! والتفتت بعجز وعيناها تبحثان عن الحارس ولكنها عوضا عنه لمحته يقترب وقالت بيأس وهي تنظر لساعتها
العربية عطلت أغلق الغطاء وقال بعملية
أركبي هوصلك والطريق كان مختلفا في بدايته وبعد مرور عشر دقائق أخرى أضحى بعيدا كل البعد عن مسلكها المعتاد إذ كان نحو الطرف الاخر من المدينة فالتفتت له حانقة ومزاجها العام كما اعتاد منها مؤخرا مشټعلا إحنا رايحين فين
وبغموضه المعتاد أيضا
عندي مشوار أخلصه الأول وأوصلك وبغيظ نفشت
طب كنت قولت كنت أخدت تاکس فابتسم دون اكتراث
مش هأخرك وهبقا أكلمك المدير فقالت بنزق وهي تطالع هاتفها بحثا عن موقع التواصل الإجتماعي لعلها تصرف القدر اليسير من ضيقها
بتتريأ حضرتك أنا ورايا مواعيد والطريق امتد لساعة كاملة ورغما عنها التزمت الصمت بعند وداخلها يقسم أنها المرة الأخيرة التي تقبل فيها بعرض للمساعدة وأخيرا توقفت السيارة والمكان شبه مهجور ولولا أنها كانت بصحبة زوجها وليس سائق غريب مچنون لظنت أنها أرض مناسبة لډفن جثتها فقالت له متعجبة
إحنا فين
ترجل من السيارة والتف حولها حتى فتح لها الباب وأشار بيده بدعوه لها للترجل أيضا ففعلت مرغمة وحاجبيها انعقدا في اجتماع أقسمت أن يطول وهي تنفث پغضب
أنا على فكرة مابحبش طريقتك دي فهز كتفيه دون ندم
أنت اللي بتدفعيني لكده فاتسعت عيناها بغير تصديق أنها وللمرة التي لا تعرف عددها فعليا تقع بشړاك خداعه
یعني أنت اللي عطلت العربية فأقر بصدق محاولا كبح ضحكته
شيلت البطارية فزمت شفتيها بغيظ
ليه
مد يده وقبض على كفها فارتعشت رغما عنها وقال بحميمية
تعالي معايا وأنا أوريكي ليه استكانت أصابعها بين أحضان كفه الدافيء المتملك وسارت لجواره صامته حتى قطع هو نسمات الهواء المحملة بترقبها بصوته الرخيم وهو يشير لمبني خشبي متهالك
فاكرة ده
نظرت له مليا وهزت رأسها نافيه فتجعدت ملامح وجهه ببؤس وقال
خالص!
مش فاكرة المرة اللي جينا فيها هنا والممشى والمركب و . . . . فتوردت وجنتها وانقشعت لها الذكري الدفينة كبريق الشمس بعد المطر فقالت بصوت أبح محاولة الهرب من ذكرياتهم الحمېمة سويا وكذلك الهرب بأناملها بعيدا عن حوزته
وبعدين
تقبل هروبها للوقت الحالي وقال بهدوء وهو يتجول بالمكان
وزي ما أنت شايفه المطعم بقا مهجور والمكان بقا خرابه ولا عاد حتى فيه زبون واحد والممشى اتكسر طالعت المبنى الخشبي المتهدم بحسرة لقد كان مكانا رائعا في الماضي يطل على الطريق العام من جهة ومن الأخرى على شاطىء البحر مباشرة وقالت بعد برهة
خسارة فعلا هتشتريه يعني
تجاهل سؤالها وقال
الراجل صاحبه فضل يسحب من حسابه في البنك ويصرف في الفلوس لحد ما وصل حتى لوديعة الصيانة فكها وصرف منها معتمد أنه المطعم كده كده بیکسب وقريب هترجعله فلوسه همست سالي حينها
غبي ثم أردفت بقوة معترضة
كان المفروض يدرك أنه المطعم بيخسر مش بيكسب طالما
حسابه بيقل ووصلت أنه يفك وديعة الصيانة فهز جاسر رأسه وأقر
کنت بنفس غبائه لما فضلت أسحب من رصيدي عندك لحد ما حسابي خلص وبدال ما أجدد وأحافظ على جوازنا فضلت أسحب واستنفذ كل اللي بينا لحد ما انتهينا وقع كلماته عليها كان كالماء المنهمر على فقر اليابسه أهتزت من داخلها وتدافعت الدموع لمقلتيها وارتعشت أوصالها وشفتيها توترت بانفعالها فتوارت بجسدها بعيدا عنه تضم نفسها وبقي هو متعلقة أنظاره بها وحدها والتفتت له بعد حين
وأنت كنت هتعرف منين وأنا ماكنتش بنطق ولا بعترض فهز رأسه
بس کنت سامع سکوتك وفاهمه وابتسم بمرارة وقال
مانكرش أني أحيانا كنت بكون ڠضبان من
متابعة القراءة