اغلال الروح بقلم شيماء الجندي
المحتويات
يتابع أثرها بدهشة
منمتيش ليه الصبح قرب يطلع !
ضحكت بخفة و قد استقرت فوق الآلة تستند إليها بكوعها و عينيها تراقب ملامحه المجهدة لتهمس باستنكار
نفس أسبابك !
عقد حاجبيه و رفع زاوية فمه قائلا بدهشة بعد أن تحرك من مكانه و استقر أمامها
و تعرفي أسبابي منين
تلاشت بسمتها الصغيرة و حدقت به بصمت لحظات قليلة قبل أن تقول بحزن
عقد حاجبيه و أردف بنبرة مټألمة ساخرا من حاله
سرعة بديهة تتحسبلك أو يمكن أنا مبعرفش اخبي زيك !
زفرت أنفاسها بإنهاك و أردفت بهدوء وهي تعتدل
ملهوش علاقة بالبديهية وعلى فكرة دي بداية الصدمة و هتتعود تخبي لما تلاقي نفسك شايل مسؤلية و مضطر تبقا قدها !
ثم ألقت نظرة خاطفة عليه وعادت تنظر أمامها إلى الزجاج المطل على الحديقة تكمل بسخرية لاذعة
نظر أرضا وهمس بندم ظنا منه أنها تعاتبه على كلماته تجاهها
أنا آسف بس حطي نفسك مكاني الموضوع كان صعب عليا وقتها خصوصا إني كنت أقرب واحد ليك وكان أغلب وقتك معايا !
هبطت عن الآلة بل و توجهت إلى أقرب حائط تجلس أرضا و تستند بظهرها إليه قائلة بهدوء
تبعها حيث استقرت جالسة و هبط أرضا يجلس بجانبها و ينظر أمامه بشرود متهكما داخله على حديثها عن الخداع و قد كان العم الأكبر يحتال على أسرة بأكملها كما قالت الجدة بينما هي خدعتهم دون أن تمس أحد بضرر عند تلك الفكرة عقد حاجبيه و نظر إليها هامسا پألم شديد
وكأنه يتحدث عن بداية طريقها المدنس كانت مثله تماما تائهة ضائعة بين دروب الخير و الفساد و بين ألم خداع والدها الحبيب بحقيقة أموالهم و صمتها الإجباري على أفعال والدتها و تبدل أحوالهم المعيشية بمهنة ابنتها المشينة التي قضت على والدها و أنهت حياته !! أغمضت عينيها لحظات تدراي دمعاتها ثم نظرت إليه تسأله بحزن
سألها مباشرة عاقدا حاجبيه عله يجد دواء علته داخل كلماتها المتزنة
قصدك زي ما خبيتي على الكل إن آسر اللي جابك
تنهدت و هزت رأسها بالإيجاب و كادت تواصل شرودها لكنه أكمل بتردد ملحوظ
هزت رأسها بالموافقة و أولته اهتمامها ليسألها مباشرة
عملتي كدا عشان بتحبي آسر متقوليش عشان عيلة و متتفرقوش ويكرهوه أنا وأنت عارفين عمي عاصم بيحب آسر إزاي وهيسامحه بس أنت فرق معاك إن محدش يشوفه وحش !
حركت عينيها بعدة اتجاهات بعيدا عنه ثم أردفت باقتضاب
محدش بيسامح أنا عملت كدا عشان عرفت طبع كل واحد منكم !
هز رأسه بالإيجاب و أردف ساخرا بخفوت
خاېفة تصارحي نفسك !
عقدت حاجبيها و أردفت بحدة مدافعة عن نفسها بعفوية
معنديش حاجة أصارح نفسي بيها ياسليم خصوصا مع بتاع فريدة بتاعك دا !
نظر إليها پصدمة و سألها بحذر و تردد أثار فضولها
تعرفي فريدة منين هي رجعت !!
أجابته بدهشة وقد اعتدلت بجلستها تنظر اليه باهتمام بالغ تعمد تجاهله و إكمال محادثتهم دون إثارة حفيظتها
أنت تعرفها !!! ورجعت منين أصلا !
رفع حاجبه الأيسر و أردف بنبرة تحذيرية هو فيه حد ميعرفهاش أتمنى متتعامليش معاها خالص بقا فريدة تبقا أخت أميرة و النسخة الأسوأ منها في كل حاجة حرفيا حتى نورهان الصغيرة مش بتطيقها و شبه متعرفهاش لأنها على طول مختفية وبيقولوا مسافرة !
رفعت حاجبها باستنكار وأردفت بحدة طفيفة
ولما هي أخت أميرة تيجي تسأل على ابنك بعد نص الليل تقعد هنا و يطلع يجري عليها ليه يعني معرفتش تستنى للصبح مثلا و إيه علاقة دخولها بيتكم بآسر !
رفع كتفيه بلا مبالاة و أردف بعبث
لأ دي بقا تسألي فيها جوزك بس هي أكيد عرفت اللي حصل في
أختها وجاية تشوفها !
عقدت حاجبيها و لمست المكر بحديثه و نظراته لذلك رفعت كتفيها بلا مبالاة مماثلة و عادت تستند إلى الحائط مرة أخرى وتقول ببرود
وأنا أساله ليه هو حر في تصرفاته !
هز رأسه بتأكيد و أردف باستفزاز
آه على رأيك هتهتمي بتصرفاته ليه أنت أصلا مش بتحبيه ! جايز الاسم لفت انتباهك عشان جديد مش أكثر إلا لو كنت راقبتيه مثلا وعشان كدا عرفتي إنها قاعدة هنا
عقدت حاجبيها و صمتت لحظات ثم اعتدلت بجسدها مرة أخرى و استدارت تنظر إليه و تقول بامتعاض
ماهو طبيعي لما اسم جديد يلفت انتباهي أشوف دوره إيه يعني في المكان مش مراقبة ولا حاجة !
عقد حاجبيه و هز رأسه بتأكيد قائلا بسخرية
آه أكيد طبعا حتى لو كانت بتسأل عليا أو على يوسف برضه كنت هتراقبينا مش كدا
حدقت به بشرود للحظات تسأل حالها هل كانت لتتبع أمرها و تذهب خلفهم خفية مثلما فعلت منذ ساعات هل تحاول خداع حالها أم تخدع الجالس أمامها و يسخر من تكذيبها لصدق كلماته إن صارحته بحقيقة تشتتها لوجدت ما يدفعها إلى حرب محتمة النهاية و إن كذبت عليه لن تتمكن من الكذب على حالها !!
تنهدت بضيق شديد و نظرت إليه حيث كان بانتظار إنهاء حربها مع حالها و همسها بسخرية لاذعة
مش هتفرق كتير مفيش حاجة هتتغير أنا مش هقبل على أختي تتهان في بيتكم عشاني و عمك عمره ماهيقبل بالجنان دا حتى لو سكت بشكل مؤقت ! وأنا مش هدخل آسر وأبوه في حرب عشاني دا أب في الأول والآخر !
احتدت نظراته حين ذكرت العم المخادع و العقبة الصلدة في طريق ابن عمه و كأنها كلماتها عن الأبوة صڤعته بقوة كيف يخبرها أن هذا الأب ترك ابنته تتربى متجنبا ويلات المعارك لأجلها و كان يتهم شقيقه بالمبالغة كلما حاول البحث عنها و ذكريات عدة تداهمه منذ ليلة أمس والآن المخادع يمارس مهنة الشرف على من أنقذت العائلة و تخشى الإعتراف بمحبتها كنوع من أنواع مواصلة سلسلة التضحيات بالرغم أنها هي الترياق الوحيد لابن عمه في حالة تسرب الحقائق ومعرفة أفعال والده المشينة !!!!
أغمض عينيه محاولا كظم غضبه الشديد و عجزه عن التصرف رغم بشاعة ما يدور حوله و أفاق على استقامتها واقفة تربت على ركبته و تقول بسخرية
عاجبك كدا كنت جاية أخرج طاقتي قعدتني جنبك ! قوم شوف اللي وراك ياسليم المشاكل مش بتتحل بالهروب ولا هتغير حقايق بكلامك فكر كويس قبل كل خطوة بتاخدها !
كادت تتحرك إلى الخارج لكنه استقام مثلها و أوقفها محلها قائلا بامتنان حيث أنها لم تحاول التطرق إلى تفاصيل اسئلته بل أظهرت تفهم واضح خالي من الفضول
متشكر ياسديم !
وزفر أنفاسه قائلا بحزن و آسف إني مش عارف انصحك زي ما أنت عملتي كدا !
هزت رأسها بالسلب و ربتت فوق ذراعه تقول ببسمة صغيرة
متقلقش أنا بعرف ألحق نفسي !
عقد حاجبيه و صحح لها وهو يتجه معها إلي الخارج
قصدك أنا بعرف أجي على نفسي !!!
عضت شفتيها و تنهدت تردف مبتسمة غافلة عن نبرة الألم الملموسة بكلماتها
أنا اتعودت ياسليم وعارفة يعني إيه عواقب إنك تكون أناني وتبني سعادتك على ۏجع اللي حواليك مش هعرف أوجع حد في طريقي خصوصا نيرة أنت متعرفش
هي بتتأثر بسرعة إزاي دي طبيعتها من صغرها !!!
مؤلم أن يستمع إلى كلماتها و يقف مكتوف الأيدي و خاصة رؤيتها تحارب روحها لأجل مبادئ صنعتها في وسط بلا مبادئ الفرق شديد القسۏة على روحه ! بلل شفتيه محاولا الهروب من أفكاره بسؤالها لأول مرة عن عائلتها
بحسها متعلقة بيك بشكل مبالغ فيه شوية ليه سايباها بالضعف دا رغم إنك مش كدا و شايفة ومدركة الحياة برا شكلها إيه هو والدك اتوفى وهي صغيرة
رسمت بسمة صغيرة مټألمة و اجابته بحزن
نيرة مش ضعيفة أبدا بالعكس كل الفكرة إن قوتها بتتلمس في التعاملات هي رقيقة جدا و يمكن دا من تعاملها مع بابا كتير أوي و كان دايما وصيته ليا أخد بالي منها ولو وصلت إني أخد مكانه عندها متأخرش ولما بابا اټوفت اتأثرت بده جدا و بقيت بتتفرج بصمت و مش بتتدخل في حاجة و طبعا دا لحد فترة صغيرة لحد ما سمعت اعترافاتهم و جت سمعتهالي من الآخر نيرة بتحب الهدوء والسلام أوي عكسي تماما بجري على المشاكل كدا !
لم يحاول الاستفسار عن التسجيلات المقصودة خاصة حين وجدها ترغب في إنهاء المحادثة مع إقبال شقيقتها نيرة عليهما وهي تعاتبها بلطف
إيه دا ياسديم لسه مالبستيش هنتأخر كدا
عقد حاجبيه وتدخل بالحديث وهو يمرر عينيه فوق ملابسها المدرسية و الحقيبة التي تضعها فوق كتفها
لو رايحة مدرستك أنا ممكن أوصلك هي في طريقي أصلا !
رفعت عينيها تراقب ملامحه ثم صرفتها قبل أن تتجه إلى شقيقتها و تلتصق بها بتوتر مزدردة رمقها وهي تردف بصوت يشوبه القلق
لأ أنا هروح مع سديم !
ابتسمت سديم حين أدركت أن شقيقتها ترفض الذهاب معه بسبب تعامله الجاف ليلة المشفى بعد معرفته بالحقيقة و كادت ترفض العرض بتهذيب لكنه أردف بحزن ناقلا نظراته وحديثه إلى سديم
شكلها خاېفة مني على العموم أنا لسه هلبس لو غيرت رأيها أنا موجود !
توترت نيرة حين غادر بهدوء بعد أن ربت بلطف فوق كتف شقيقتها وشعرت بسخافة رد فعلها معه رغم أنه يوم الحاډث كان يود الراحة لأجلها و عرض عليها الانتقال إلى المكان الأبعد رغبة في نزع القلق من داخلها !!!
تنهدت بضيق شديد و أردفت باستنكار و هي تنظر إلى شقيقتها التي وقفت تتابعها بهدوء وصمت مريب
ماله دا هو أنا قولت حاجة غلط بيتكلم عني كأني نكرة وأنا واقفة
رفعت سديم حاجبها و أردفت بعبث يعني هو اللي بدأ واتكلم وحش أنا شايفة إنك كنت شكرتيه وخلاص و بعدين سليم جدع فعلا يانيرة و اللي حصل يوم المستشفى دا كان بسبب صډمته فيا أنا الموضوع بعيد عنك خالص !
عقدت حاجبيها و أردفت برفض قاطع و قد تعمدت رفع كتفيها وتقليد طريقة حديثه بتهكم وقد أنهت كلماته تحاول تغيير صوتها و الإيصال إلى درجة صوته الرجولي الخشن
يبقا كان المفروض يعتذر على قاله مش يقول لو غيرت رأيها أنا موجود !
ضحكت سديم و أحاطت كتف شقيقتها تتجه
متابعة القراءة