اغلال الروح بقلم شيماء الجندي
المحتويات
واغلبهم عارفين قصة عاصم ليه عاوز تكررها يابني
اختار أن يترك المنطق جانبا و يظهر عكس ما يبطنه لأن والده لن يتمكن من إدراك ما بجوب داخله هو هدفه الانتصار بحربه و إخراج زوجته من حيز العائلة غير مبالي بما يحمله ابنه من مشاعر تجاهها لذلك أردف باقتضاب و هو يتحرك إلى المرحاض
والله أنا حر ! وأنت عملت اللي عليك و نصحتني لما اجيلك ندمان ابقا سمعني كل دا !!!
تمام يا آسر لو دا رأيك يبقا أنا من حقي أعيش حياتي زي مانا مخططلها !
عقد حاجبيه و أجابه بعقل شارد وتأفف
اعمل اللي أنت عايزه !
وبالفعل انصرف رأفت بنفس راضية عن صنيعه و أفكاره التي زرعها داخل عقل ابنه بموقف صغير و بسيط وفور أن خرج وجد فريدة تقف أمامه ببسمة صغيرة تنتظره قائلة بهدوء
هز رأفت رأسه بالسلب و أردف مبتسما و قد رفع أنامله يعبث بخصلاته الخلفية و علق عينيه بمنزل ابنه
لأ مش هيجري يطلقها بس أنا عارف ابني كويس الموضوع مش سهل عليه بالمناسبة متشكر ليك لولا كلامك مع الأمن و اهتمامك بوقت خروجها مكنتش هعرف ألاقي مدخل زي دا واتكلم منه دا مكنش قابل أي حرف عنها !!
شكر ايه يارأفت أنا معملتش حاجة كلها توقعات وصادفت إنها صح أصل نوعية سديم دي أنا حفظاها مش بتاعة ارتباط بولاد ناس زي آسر و بصراحة ابنك متورط معاها برضه ودا دورك إنك تنقذه !!
ابتسم لها وظهر على ملامحه الإعجاب باختيارها إياه كمنقذ لابنه الذي انساق خلف حفنة مشاعر مدمرة له ! تنهد بصوت مسموع ثم مرر عينيه على ملابسها الرياضية وعقد حاجبيه يسألها بدهشة
منحته بسمة لطيفة و هزت رأسها بالإيجاب تردد بترحيب رغم أنها بالفعل قد أنهت رياضتها اليوم
لو حاسس إنك هتقدر يلا أنا لسه هبدأ !
رفع حاجبه وردد باستنكار ساخرا و هو يتجه معها إلى الداخل
أقدر لأ دا أنت متعرفنيش أبدا !!! على فكرة أنا لسه شباب أوي كل الحكاية إني اتجوزت بدري حبتين لكن أنا أصلا اكبر من عاصم بسنتين بس !!
و بالعودة إلى آسر نجده يقف داخل كابينة الاستحمام تاركا المياه تنهمر فوق رأسه الذي لم يتوقف عن التفكير بكلمات أبيه القاسېة لطالما مقت ضعف عمه تجاه زوجته هل بالفعل يتكرر الأمر معه دون شعوره أم أنها غاضبة منه بعد مصارحته لها لما يجوب عقله ومخاوفه و إن كان الأمر كذلك لماذا لم تحاول إعلامه بخروجها و كيف لم يدرك حركتها و مغادرتها المنزل !!!! والعديد من الأفكار تتسابق داخل عقله و قد ازداد توتره وقلقه من علاقته بها بها وبدأ الشك يراوده أنها تحاول التجاوب معه لرؤيتها ضعفه
زفر پغضب ناثرا قطرات المياه فوق الزجاج و خرج من الكابينة يلف خصره بالمنشفة متجها إلى الهاتف الذي تركه فوق سطح الرف الجانبي و عبث به لحظات ثم ضبطه على وضع مكبر الصوت وتحرك إلى غرفة الملابس ليأتيه صوتها الهادئ تردف بإتزان أشعل فتيل غضبه لثباتها وكأنها لم تفعل شيئ
ايوا يا آسر !
عقد حاجبيه محاولا السيطرة على أعصابه لكنه فشل وخرج صوته الغاضب صائحا بإنفعال
لأ آسر ايه بقااا قولي ستالايت أسهل أنت فين !!!!
استمع إلى صوت أنفاسها و كأنها تزفرها پغضب أو إجهاد ثم صوتها المحافظ على ثباته رغم طريقته الھجومية عليها
أنا كنت هبعتلك لوكيشن أصلا و عربية نائل اكيد وصلت خدها عشان عربيتك معايا أنا بعت حد جابها الصبح !
عجز عن فهم ما تهدف إليه بتصرفاتها وكلماتها و أردف محتدا على طريقتها المنتهجة بتحريكه حسب رغبتها كأنه قطعة شطرنج
يعني إيه تبعتيلي لوكيشن على أي أساس فكرتي بالشكل دا و إني فاضي مثلا و تحت أمرك أنا مش عارف مين فينا اللي بيمشي التاني بجد بس تعرفي أنا محتاج فعلا أجي واتكلم معاك عشان نحط حد للهبل دا !!!
صمتها رغم اشتعاله يجعله داخل حالة من الهياج و يؤكد شعور أنها لا تكترث لأمره بل و تتعمد إهانته لذلك سارع بإغلاق الهاتف بوجهها قبل أن يتفاقم الأمر بينهما من فرط اشتعاله وغضبه !!!
بينما على الجهة الأخرى و داخل المقهى المعتاد لها وضعت الهاتف فوق المنضدة و رفعت عينيها إلى سليم الذي علق بثقة واضحة
حصل مشكلة أكيد !
ثم أكمل معاتبا بهدوء
كنت صحيه ياسديم قوليله إنك خارجة هو مش هيمانع لكن كدا أكيد الأمن بلغه بمعاد خروجك كأنك عاملة کاړثة من وراه !!
بللت شفتيها وهزت رأسها بالإيجاب و قد رفعت يديها تدسها داخل خصلاتها و تعبث بها بتوتر بين هامسة بنبرة مليئة بالألم و الإجهاد
عندك حق أنا فعلا مركزتش وجايز متعودتش على كدا !
حمحم نائل و اعتدل بجلسته يردف محاولا التخفيف من حدة الموقف و من جهة أخرى داخله يرفض التخلي عنها منذ ما رآه صباح اليوم من وحدة شديدة البشاعة على فتاة بعمرها كما أنه من حقها مساحة خاصة لها هي وزوجها
طيب أنا شايف إن وجودنا ملهوش لازمة يعني لو جيه وشافنا ممكن يتضايق أكتر أنا هقعد على تربيزة قريبة عشان نروح سوا و أنت ياسليم هتروح تجيب نيرة مش كدا
هز سليم رأسه بالإيجاب بينما أردفت سديم بامتنان وهي تراقب استقامتهم و جمع متعلقاتهم
أنا مش عارفة أشكرك إزاي ياسليم بس أنا هحاول اظبط موضوع السواق دا لنيرة في أقرب وقت !
رمقها نائل باشمئزاز و أردف ساخطا
هو إيه دا اللي تشكريه إزاي لما أنا اللي بفضيلك المكان ياناكرة الجمايل أنت مفيش شكرا يانائل على بهدلتك من امبارح ولا أنا حظي في الشكر كمان زفت زي حظي في قرايبي كدا !!
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار
أنت بتتكلم عليا أنا يلاا !!!
اتسعت عينيه وحملق بها بذهول ثم ازدرد رمقه بتوتر من نظراتها المحذرة و أردف متراجعا عن كلماته
لا طبعا أنا أقصد قرايبي من جهة والدي العزيز يعني أصله بعيد عنك معرفش يختار عيلته
حلو عندك مثلا فهد دا مشافش ثانية
واحدة رباية و بيقولي يلا برضه زيك كدا !!
طرقت فوق المنضدة و سألته بهدوء ما قبل العاصفة
قصدك إني مشوفتش رباية
عقد حاجبيه وجلس بجانبها قائلا بصوت منخفض و هو يتلفت حوله بقلق
بمناسبة الرباية هو أنت متأكدة إن أنا خالي نصاب !! و أنت اشتغلتي معاه وعملتوا عصابة كبيرة و نصبتي على ناس كتار في مستوى جوزك
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت بتأكيد و ثقة
ايوا طبعا متأكدة !!
أشاح بيده و أردف پغضب وهو يلعن حظه
ومالك بتقوليها بفخر كدااا أومال لو كنتوا فاتحين عيادة أسنان كنت هتقوليها إزاي !!!! منكوا لله هقول إيه لفهد اللي مستني يشمت فيا دلوقت !!!!
و
متابعة القراءة