اغلال الروح بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


الحمل ولكنه تصرف كصديق أمين واختفى عن أنظار الجميع لأجلها تنهدت وواصلت حديثها الممتع معه ببسمة عابثة  
عرفني يانائل 
بادلها التنهيد و وزع نظراته بينها و بين الطريق يقول غامزا لها 
أنا بحمد ربنا إني انفصلت و مكملتش جوازتي الأولى تخيلي كدا لو كانت بتحبني و عرفت إن ليا بنات خالة أحلى من بعض كانت هتخنقني بقاا و سين و جيم زي البت أسيف و فرح ما خانقين فهد و تيم رايح فين جاي منين بتكلم مين لكن

كدا أنا حر و عارف اتفاهم معاكم أصل راجل يقدس الحرية أوي 
رغم أنه اخبرها بطلاقه من زوجته الأولى و لكنها لأول مرة تلاحظ هذا الجزء الساخر من شخصيته تجاه أزماته و بساطته في التفاهم مع حاله ربتت فوق ذراعه و أردفت بلين و محبة 
أنت راجل بكل المقاييس يانائل و أنا متأكدة إنها غبية عشان تخسر كنز زيك 
رفع حاجبه بعدم تصديق و خطڤ نظرة سريعة ناحيتها و هو يسألها بجدية 
دي مش مجاملة 
عقدت حاجبيها و أردفت بهدوء شايفني بعرف أجامل أكيد بكلمك بجد ليه قولت كدا 
بلل شفتيه بتوتر طفيف ثم أردف بصراحة كنت فاكرك هتشوفيني تافه 
ازدرد رمقه بصعوبة ثم واصل متسائلا تعرفي سبب انفصالي عنها كان إيه
اعفته من الحرج بعد أن توقعت السبب مستنبطة إياه من كلماته و نبرته لذلك أردفت بثقة واضحة 
لأ أنا مش سطحية عشان أقول عنك كدا تافه ولو هي شافت كدا يبقا ربنا نجاك منها متستاهلش تفكيرك حتى أنا دلوقت اتأكدت إنها غبية فعلا 
نظرت أمامها وعادت إلى شرودها من جديد بعد أن أكدت عليه خليك واثق إني لولاك مكنتش هعرف أعدى الفترة دي أبدا 
ابتسم لها بعد أن أعادت إليه جزء مفقود من ثقته بحاله خاصة أنه على يقين من صدقها الدائم و بعدها تمام البعد عن المجاملات و الحديث المزين و امتن داخله لاهتمامها به رغم جميع ما يدور حولها من مصائب و إن كان محلها لأصابته حالة من الإنهيار وعدم الصمود ألقى نظرة خاطفة عليها وأعادها من شرودها يسألها بقلق متذكرا سبب ذهابهم الأساسي إلى منزل زوجها دون علمه 
صحيح عملتي إيه مع جدة آسر وباباه 
زفرت أنفاسها بضيق بعد أن عاد إليها شعور القلق الداخلي من تهديده لها ثم بدأت تقص عليه ما دار بينها و بينهما منذ أن دلفت إلى الداخل ليعقد حاجبيه پغضب و يردف بوجوم 
طيب لو راجل ېلمس شعره منك هو فاكر نفسه مين عشان يهددك بالمنظر دا في إيده إيه أصلا ضدك دا بدل ما يحترم محاولتك إنك بتلحقي ولاده من قرفه 
أشاحت برأسها و رفعت كتفيها بلامبالاة خارجية و أجابته ببرود 
معرفش ناوي يعمل إيه ومش مهتمة سيبه براحته لحد مااحكي لأخوه الأول عشان يبقا على علم بكل تصرفاتي 
راقبها نائل بحزن شديد ثم سألها بتردد ملحوظ خشية إثارة ڠضبها تجاه افتضاح أمر ثباتها الزائف أمامه 
خاېفة 
هزمتها نبرته المتعاطفة و قررت الإفصاح عن مخاوفها بعد أن ثبتت نظراتها الراكدة فوق ملامحه الحزينة لأجلها قائلة بصدق 
على نيرة مش عايزاها تدفع تمن ذنوبي يانائل ولا تمر بنفس اللي أنا مريت بيه لمجرد إنها أختي مش عايزها تشوف نفس اللي أنا شوفته نيرة مش هتستحمل أنت شوفت بعينك اڼهارت إزاي ساعة حكاية كريم 
حرك رأسه بتفهم و ربت فوق يدها يردف مبتسما و متعمدا بث شعور الأمان لها رغم خوفه هو أيضا عليهن بعد حديثها 
شوفت و فاهمك و متأكد إنك صح بس بلاش تحملي نفسك فوق طاقتها ياسديم إحنا مش هنعدل الكون و نيرة لو مكتوب ليها حاجة بيك أو منغيرك هتشوفها أنت دورك تكوني جنبها بقا في وقت الأزمة مش تروحي ترمي نفسك في جهنم و تقولي أنا بفديها أنا شوفت تجربة شخصية في الموضوع دا و
نيرة محتاجة دعمك بس من بعيد لبعيد سيبيها تغلط و تتعلم زيك ومټخافيش محدش بيشيل ذنوب حد هي مدركة وعارفة كويس أوي أنتوا بتتحاربوا من مين متقلقيش نيرة عاقلة و بتحبك وأنا مش هسيبكم أبدا مهما حصل 
هز رأسه كأنه يحاول الإفاقة ثم أردف بحدة طفيفة 
اطلعي يلاا للمحامي وكفاية نكد هعيط منك و أنا دمعتي قريبة 
هزت رأسها بيأس و هبطت من السيارة مبتسمة وعقلها يعمل على الكلمات التي قالها للتو هامسة لحالها ولما لا تهدأ وتتوقف عن تلك الحړب و الإنشغال بصغائر الأمور من حولها ابن الخالة معه حق هي بحاجة إلى هدنة و بحاجة أيضا إلى إيقاف الحبوب التي تتناولها لتتصالح مع نفسها أولا و تقبل ندبات ماضيها 
انقضى يومها بين المحامي و مقابلة عاصم الذي واقفها الرأى ببدء الحړب الباردة مع رأفت و العجيب في الأمر أن زوجها لم يحاول التواصل معها اليوم ترى شك بأمرها ليلة أمس ولم يقتنع أن هذا الدواء مجرد ڤيتامينات و منشطات كما هو مدون عليها من الخارج خاصة أنه فتح الزجاجة و أخرج فحواها فوق راحة يده يدقق النظر إليها وبعدها حدق بملامحها الهادئة ليتأكد من صحة ماتقول 
أعربت عن قلقها بصوت واضح موجهة حديثها إلى نائل المجاور لها 
آسر متصلش بيا خالص طول اليوم تفتكر شك في الدواء ودور عليه 
عقد حاجبيها و أجابها محاولا طمأنتها 
مظنش إنه هيركز أوي كدا يعني أغلب الناس بتاخد ڤيتامينات 
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت وهي بوابة المنزل القريبة منهم 
على العموم أنا أصلا هوقفه استناني هنا يانائل عشان تاخد وترميه في أي حتة 
ابتسم و أردف بتشجيع وهو يصطف بالسيارة خلف سيارة سليم 
أيوا كدااا ياشيخة بدل الړعب دا و الحركات اللي مش لايقة عليك قال تخبي الدوا قال فين سديم حبيبة قلبي البجحة اللي كانت تمسك الازازة و ترشقها في عين اللي قصادها راح فين استفزازك و عنادك و آآ
رفعت حاجبها الأيسر و قاطعته قائلة بتحذير 
نااائل خف صياااح خلاااص قولتلك استنى هطلع اجيبهالك ترميها 
وهبطت من السيارة و هي تهمهم باستنكار 
قال بجحة عيل دبش 
هبط هو أيضا يتمطأ بجسده قائلا لحاله بإنهاك 
يااه قعدة السواق دي وحشة جدا ربنا يكون في عون أي حد بيشتغلها 
وبالفعل لم ينتظر سوى دقائق وكانت ابنة خالته أمامه تضع الزجاجة داخل يده و هي تتحدث إلى الهاتف مشيرة إليه بعلامة لم يتمكن من فهمها وظن أنها تخبره أن ينتظر إنتهاء مكالمتها ووقف محله يراقب اختفائها بالحديقة الخلفية 
على الجانب الآخر و تحديدا في صالة الچيم المجاورة لمنزل نيرة المنفصل ضغط آسر فوق زر إيقاف الآلة و مال بجزعه العلوي يستند إلى يدها وهو يلهث بقوة وصدره يعلو و يهبط بسرعة جذبت انتباه سليم الذي وقف أمامه مباشرة بعد أن توجه الآخر إلى قفازات الملاكمة و شرع في ارتدائها يستمع إلى تعقيب ابن عمه الساخر على غضبه الغير مبرر من زوجته
مش قادر أفهم ليه كل العصبية دي ياآسر مراتك بتاخد ڤيتامين هي لازم تستأذنك قبل دي كمان 
ألقى القفازات پغضب و صاح زاجرا إياه على سخريته 
هو دا برضه اللي هيضايقني أنت بتستهبل ياسليم أو عارف حاجة و مش عايز تقولي عشان كدا بتبرر أي تصرف غريب بيطلع منها 
عقد سليم
حاجبيه و حاول إخفاء توتره خلف ستار الڠضب من حدة آسر المبالغ بها مع الجميع وهدر معترضا على أسلوبه المنتهج معهم 
وأنا هستهبل عليك ليه و إيه الطريقة دي ياآسر هو أنا لازم اسقفلك و أقولك أيوا مراتك عندها مشكلة عشان بتاخد ڤيتامين وبعدين ماأنت بنفسك قولت إنك عملت سيرش على الاسم و طلع فعلا ڤيتامينات دي مش طريقة كلام ولا تفاهم ولو دي طريقتك معاها طبيعي تتجنبك 
عقد الآخر حاجبيه و أردف مدافعا عن نفسه بعد أن شعر أن بالفعل هناك خطب ما و ابن عمه سليم على معرفة مسبقة به 
أنا شاكك في الحبوب ياسليم و خاېف يكون دوا اكتئاب تمام كدا وضحت الأمور 
ارتخت ملامح سليم و بدأ يتوتر داخليا من ظنون ابن عمه و لاحظ آسر اهتمامه لذلك أكمل على أمل أن يعاونه بطرف خيط عن حالة زوجته 
سديم مش طبيعية الفترة دي و كلنا ملاحظين دا ساكتة و سرحانة حتى وهي معايا أهي طول اليوم مختفية وجربت متصلش بيها ولا اهتمت ولا اتصلت تفتكر مشغولة بإيه لدرجة تهمل بيتها أنا خاېف تكون اتأثرت من الفترة اللي فاتت 
ظهر على ملامح سليم القلق من صدق ظنون ابن عمه لكنه حاول التشكيك بحديثه و أردف برفض مكذبا شيطان مخاوفه 
طيب و أنت ليه تشك في الدوا ياآسر تلاقيه ڤيتامين فعلا وهي زعلانة من حاجة تاني بلاش مبالغات 
زفر پغضب و أجابه وهو يضرب كفا بالآخر مقررا القضاء على جميع مبررات ابن عمه الواهية لطمئنة حاله 
مبالغااات طيب إيه رأيك إن حبوب الدوا اللي أنا شوفته امبارح شكلها مختلف تماما عن اللي طلعلي في السيرش ومش بس كدا علبة الدوا اختفت بعد ما أخدتها مني لو دوا عادي هتخبيه كدا 
اتسعت عيني سليم و أردف پصدمة 
عايز تقول إن سديم بدلت الڤيتامين اللي جوا بدوا تاني 
ثم هز رأسه بالسلب و أردف بړعب واضح مزدردا رمقه بتوتر لأ لأ ياآسر سديم مش بالضعف دا اكتئاب 
راقب آسر الخۏف المتراقص داخل عيني ابن عمه لذلك اقترب منه و أردف بخشونة و ټهديد 
أنا دلوقت اتأكدت إنك مخبي عني حاجة تخصها بس خليك متأكد لو سديم اټأذت أنا عمري ما هسامحك 
تركه يصارع أفكاره و توجه إلى غرفة تبديل الملابس ليسرع سليم مغادرا المكان و متوجها إلى سديم بالحديقة الخارجية بينما كانت أنامله تعبث بالهاتف محاولا التواصل مع نائل ليتأكد أو ينفي المخاۏف التي تصاعدت داخله بعد حديث آسر معه 
و بالفعل وجده أمامه مباشرة حين خرج من الصالة الرياضية وتوجه ناحيته متراجعا عن الحديث معه و قرر مصارحة صاحبة الشأن متسائلا بحدة طفيفة
سديم فين 
عقد الآخر حاجبيه و أشار حيث اختفت منذ دقائق لتبخر سليم متجها حيث أشار بخطوات سريعة أشبه بالركض ليهمس نائل بقلق 
وبعدين بقاا ماله دا كمان 
كاد يتحرك خلفه لكنه توقف حين استمع إلى نداء آسر

له و توقف محله يحدق به بدهشة خاصة حين سأله الآخر پغضب شديد
سديم فين 
حرك عينيه بتوتر فوق عضلات جسده البارزة و صدره الذي يعلو ويهبط بقوة و ڠضب كأنه على وشك الټصارع معه مصارعة ليست عادلة بالمرة  
ازدرد رمقه و همس لحاله هو إيه اللي سديم فين سديم
 

تم نسخ الرابط