غيبات تمر بقلم مروه البطراوي

موقع أيام نيوز

إلى النقيض الأخر من بعد اصرارك على الابتعاد إلى الإجبار على الاقتراب وبشدة وبعد قرار عدم الصفح والسماح لشخص ما تجبر على أن تمنحه العفو مرة أخرى ولكن عفو قاټل محتقن وليس عفوا متسامحا اسميا وليس فعليا ولا ينتظر منه شئ أخر غير كلمة سامحتك بغصة قوية أن تظل أمامه ولكن كقطعة أثاث متبلدة جامدة بدون مشاعر لتسحق قلبه وتمزقه إربا إربا بقربها الجامح حتى ينال الصڤعة بآلامها أضعاف صفعاته على وجهها حتى تحقق الإنتقام منه والعدل بالنسبة لها 
تبين من الاختبار المنزلي أنها حامل وللتأكد أكثر أخذت ياسمين عينة منها وفحصتها بالمعمل وجلستا سويا لدراسة الأمر في
هذه الأثناء هاتفت نورا والدتها بعد ما أجبرها أمير على ضرورة طلبها منها هنا انفرجت أسارير ياسمين استشعرت لأول مرة أنها أم ولكن تذكرت أمر ريحانة ماذا تفعل ولو طلبت مقابلتهم ببيت أخر هذا سوف يثير الشكوك ابتسمت ريحانة بخبث وسردت لها خطة تكمن في ضرورة حضور زيدان كأساس في تلك الجلسة اندهشت ياسمين لطلبها ولكن عندما أوضحت لها ريحانة السبب انبهرت لذكائها 
كانوا يجلسون بقاعة الضيافة ما بين مبتسم وما بين حزين وما بين متوتر وكان من المتوترين أمير أخذ يهز رجله أمام السيدة ياسمين حتى أنها ابتسمت پشماتة لأمير فهو من النوع السيادي كيف له أن يجلس تلك الجلسة بكل هذا التوتر كل هذا بسبب الحب الذي يغير أفعالنا ابتلع أمير ريقه قائلا طبعا حضرتك عارفة إن مليش حد غير أخويا حاتم وده أصغر مني حتى لما جينا نجوزه كان معانا زيدان 
ثم وجه أنظاره إلى زيدان بفخر قائلا بالرغم إن أنا وزيدان أد بعض إلا اني بعتبره أخويا الكبير 
ابتسمت ياسمين بسخرية ونظرت إلى زيدان القابع أمامها يبدو عليه الوجوم والضياع لينتبه إلى نظراتها المتلهفة إلى سماع عرضه ليتنحنح ويهتف بصوت رزين وثابت وعملي قائلا ايه طلبات حضرتك
كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها نورا لتخريب أملها قائلة احنا معندناش طلبات يا زيدان أنا وأمير متفقين على كل حاجة هي
بس أصرت أن الموضوع يبقى رسمي وأنت تكون فيه 
ثم استطردت باستنكار قائلة مش فاهمة ايه سبب إصرارها 
لوت ياسمين شفتيها بامتعاض قائلة إصرار ملكيش فيه اللي فات حاجة واللي جاي حاجة تانية ده جواز مش لعب عيال 
واستطردت وهي تنظر إلى زيدان بضيق قائلة مش عايزاكي تعملي زي صاحبتك وتضيعي حقوقك كفاية إن القعده دي هي مش فيها بسبب عبطها 
شرد زيدان فيها وتذكر كل شئ وبدى عليه الحزن ليشعر به أمير ويحاول إخراجه من هذا الأمر ليغير الحديث قائلا وأنا تحت أمر حضرتك تؤمريني بايه
استوقفه زيدان قائلا على فكرة أناعطيتها حقوقها كلها ووجودي هنا لأن حقوق نورا دين عليا وكمان أنا بدور عليها ومسيري ألاقيها 
وتابع برجاء خفي قائلا وأكيد لما تعرف بفرح صاحبتها هتنبسط وترجع 
اندهشت ياسمين لذكائه لتنتفض نورا كمن لدغها عقرب قائلة اعتقد أنت أخر واحدة تتكلم عن الحقوق والواجبات أنت ملكيش دعوة
بيا 
واستطردت بحنق قائلة احنا هنا علشان تقولي لينا مبروك وبس غير كده ملكيش الحق 
نظرت إليها بوعيد قائلة بقى كده يا نورا طب وإذا قلتلك اني مش موافقة ايه هتروحي تتجوزيه من ورايا
كادت أن تجيبها وتعاندها ولكن منعها أمير قائلا أرجوك يا مدام ياسمين أنا هتجوز بموافقة منك إن شاء الله وهاخدها عروسة من بيتك 
واستطرد بتأكيد قائلا أناعايز
أبدأ حياتي على نضيف وأنا منتظر موافقتك 
ابتسمت ياسمين بإعجاب لأمير ثم حولت أنظارها تجاه نورا المحدقه في وجه أمير بغيظ لتسمع إلى صوت زيدان وهو يهتف بثقة قائلا أكيد مش هترفضي خصوصا إن موافقتك هيتوقف عليها حاجات كتير منها رجعتها 
ثم وجه أنظاره إلى نورا كأمل أخير له قائلا أنت عارفة هي بتحبها قد ايه واحنا لجأنا لكده علشان ترجع 
زفرت نورا بحنق قائلة هاااا يا ترى عرفتي استعجالنا ليه هنستنى كتير رأيك 
ابتسمت ياسمين لهم بخبث قائلة أه هنستنى شخص لازم يحضر قعدتنا دي وهو اللي هيقولك رأيه في أمير 
ارتجف أمير من أن يكون أحد الأشخاص الذين يعلمون ماضيه اللعېن وقطب زيدان جبينه ترى من هذا الشخص وجزت نورا على أسنانها لظنها أن كل هذا مماطلة من ياسمين إلى أن دلف الشخص المنتظر كانت ترتدي فستانا بني داكن بحمالات عريضة وقصير بعد الركبة بسنتيمترات بسيطة تحمل كئوس العصير على صينية فضية ناثرة شعرها البني المموج على طول ذراعيها تحدق في أعينهم بعينيها التي تشبه بحر العسل المصفى تطرق بكعبها العالي على أرضية الحجرة ليرن الصوت في قلبه مجلجلا و يحدق أمير في وجهها قائلا مش معقول 
لتضع الصينيه من يدها وترفع رأسها إليهم قائلة وهي تبتسم بخبث نقول مبروك
ليتوقف الكلام في حلق زيدان لا يقدر سوى أن يتفوه بكلمة واحدة أنت!
ركضت نورا نحوها واحتضنتها بلهفه قائلة وحشتيني يا ريحانة جداااا 
ولكن كان مقابلة هذا الاحتضان جفاء وبرود وجمود من ريحانة لتتبعها ياسمين بكلماتها اللاذعة قائلة متشوفيش وحش قلتلك كتير بقالي شهر ونص في حاجة عندي لازم تيجي وتشوفيها وأنت ولا أي اندهاش 
وتعالى ڠضبها قائلة كل ده عند فيا هو أنا مش أمك 
خرجت نورا من أحضان ريحانة الباردة والمتسمرة في مكانها وأجهشت بالبكاء لتتقابل عينيها بعين أمير الذي عاتبها قائلا مش كمان زمانا 
ثم غمزت لأمير قائلة ما تكلمها يا أمير 
هنا توجه أمير واقتلعها من مكانها قائلا بانزعاج يلا من هنا احنا النهارده ملناش دخل بيهم هما لقوا بعض 
وبالفعل خرج أمير ونورا لتتبعهما ياسمين وهي تغمز إلى ريحانة بعينيها لتبتسم إليها ريحانة بخبث ثم تجلس أمامه وهو مازال واقفا لتضع ساق فوق ساق وتعتدل في جلستها وترجع ظهرها إلى الخلف ليود أن ينزعها من مكانها ويمتلكها بين ذراعيه ليعوض شوقه واحتياجه لها طيلة الشهر ونصف ولكن مهلا جلس أمامها وتنحنح قائلا ايه اللي خلاكي تمشي أنا قلتلك رايح أخلص مهمة وراجعلك والمهمة دي كانت تخصك وعلشانك وكله بسبب 
ثم صمت يتماسك من الڠضب قائلا إنك خبيتي عني سر خطېر 
عضت على شفتيها كحركة اڠراء منها حيث أنه اندهش منها ثم هتفت بصوت رقيق عذب فؤاده قائلة أنا قلت أسيبك على راحتك خصوصا بعد ما شكران هانم أكدت لي إن اللي في بطن شذى ابنك 
واستطردت تزم شفتيها
پقهر مصطنع قائلة كنت عايزني أفضل عايشة معاك وتجيب شذى تقهرني
هز رأسه بالسلب وتحدث بصوت مجروح قائلا أنا مكنش في بيني
وبين شذى أي علاقة غير إنها مخطوبة ليا وبس وأنت كان لازم تكوني متأكدة من كده 
ثم نظر إليها بشغف قائلا أنا لما كنت خاطبك محاولتش أعمل معاكي علاقة 
شردت بحزن حينما تذكرت علاقتها معه وكيف كانت نتيجتها كانت تعتقد أن الموضوع سيدفن للأبد ولكن ها هي تأكدت أن في كل مرة سيفتح من جديد لا تعلم لما هي تود أن ترتمي بأحضانه وعندما روادها هذا الشعور سيطرت على نفسها وردت بفظاظة قائلة زيدان بلاش نضحك على بعض شذى كانت متاحة ليك في كل زمان ومكان دي تقريبا كانت قاعدة في بيتك ليل نهار 
ثم أشارت على نفسها
تم نسخ الرابط