الحسناء والميكانيكي بقلم ساره حسن

موقع أيام نيوز

جلس علي كرسي و مدد قدميه علي كرسي اخر و ارجع راسه للخلف يتذكر احداث مرت عليها سنوات لكن تأثيرها موجود للان
عدواة منتصر بعلي ليست حديثه المنشأة فهي منذ الصغر
على الملتزم الهادي الطباع المحبوب و منتصر المشاغب العڼيف المؤذي لم يسلم أحد من اذاه
سواء كان طفل او مراهق او شاب صاحب الأخلاق الفاسدة مدلل ابيه و بداخله كبر حقده من علي ..و وقف له بالمرصاد حتي في بدايه عمله بورشته
حتي جاء يوم كان منتصر جالس علي المقعد الخشبي الخاص بمقهي والده و هو ممسك بالارجيله يسحب منها انفاسا عده يتابع الماره من امامه حتي مرت من سيده ما من منطقته
واخيرا عندما وقف له رجل في العقد السادس من عمره ليتصدي لافعاله المشينه و تطاول منتصر عليه حتي دفعه بقوة و سقط الكهل ارضا علي اثرها وقتها جاء علي و وقف له بقوه في وجهه دفاعا عن العجوز و منتصر يسبه بكلمات نابيه و لم يتواني أيضا علي عن رد السباب بأفظع منه حتي تدخل الرجال لفض الاشتباك و منتصر يتوعد لعلي ..
و جاءت النهايه باشتباك منتصر و رجاله مع احداهم و علي أثرها ضړب منتصر احدي الرجال ب فرد خرطوش تسببت بإصابات بالغه للرجل بعيينه و حكم علي منتصر علي إثرها بخمس سنوات
زفر علي بعمق و هو يحدث نفسه ماكنتش النهايه يا منتصر يا تري شيطانك هايوصلك لايه تاني
توجه لداخل بنايته في منتصف النهار لشعورة بالارهاق اخرج مفاتيحه و استرق السمع لصوت و الدته وضحكها .
فتح الباب بفضول و وجدها جالسه بجانب والدته و بيدها طبق من التسالي اللب رفع حاجبيه باندهاش من جلستهم تلك و كأن بينهم سنوات من العشره و لو كان يشعر اتجاها باي خطوره لما سمحلها بالاقتراب لوالدته اغلي مايملك لكن شعورة يخبره انها ليست سيئه ....
ضحك علي من نفسه و تمتم تسمحلها ايه يا علي دي قاعده و كأنه بيتها و احسن
و لكن يبقي السوال ماذا تريد منه
تنحنح ليلفت انتباهم و الټفت برأسها اليه فجاءه اهتز الطبق من يديها و حافظت علي هدوئها بحضرته
قالت هدي مرحبه تعالي يا علي خلصت شغل بدري النهارده
قال و هو يجلس علي الكرسي المقابل لل الكنبه العربي الجالسين عليها خلصت بدري ياما
قالت مبتسمه و هي تنظر الي حسنا
اصلي كلمت حسنا تيجي تقعد معايا تسليني بدل مانا قاعده لوحدي
رفع حاجبيه تسليها ! و اين هنا التي لا تغادر لشقتها في الاعلي سوي علي النوم واليوم بطوله هنا و مع ذلك اومأ براسه دون ان يجيب
احضرلك تاكل يا حبيي
اردف و عينيه علي تلك التي تعبث بطبق التسالي دون النظر اليه لا ياما بس عايز كوبايه مايه
توجهت هدي للمطبخ الصغير لجلب ما اراد
منوره
رفعت عينيا اليه و قد ظنت انه ربما سيلقي بعض من الدبش خاصته ابتسمت باهتزاز و قالت شكرا
شيفك رجلك اخدت علي المكان
اجابته مذكره اياه او ربما لتمنع دبش ما يقذفها عليها
انا قولتلك اني هاجي علي الفكره
اومأ لها براسه قائلا بعبث اه قصدك انك هاتزوري طنط خالتي ام علي
نظرت اليه و ضحكت و هزت رأسها بالإيجاب
ما تطلع حسنا السطح يا علي
ثم ووجهت هدي باقي الحديث لحسنا ده علي عامل قاعده فوق شرحه و برحه و ترود الروح
و الاخري هبت واقفه بحماس فاجئه ايوه عايزه اشوف القاعده
و نظرت اتجاه و جدت عينيه عليها لا تحيد فا جلست ببطئ و حرج لربما لا يحبذ الفكره ...
وفجاءه استقام علي و قال وهو يتجه لغرفته هاغير هدومي الاول
فتح باب السطح الخشبي علي مصراعيه و اشار اليها بالدخول .. دخلت خطوتين ووقفت تنظر للمكان نظيف به عده كراسي مصنوعه من الخوص و منضده في المنتصف خشب و قصاري الزرع باشكالها المختلفه اعطت للهواء رائحه الزهور و الياسمين الجميله
وقفت بالمنتصف و قالت باعجاب حلوة اوي ياعلي بجد
ابتسم بجانب فمه وتوجه للمقعد و جلس ..جلست هي بالمقابل تنظر اليه مبتسمه
اخفض عينيه قليلا ثم نظر اليها قائلا عملت المكان ده لهنا و اصحابها عشان يقعدو براحتهم و محدش يضايقهم ..و اوقات بطلع هنا باليل و اقعد لوحدي بتبقي الدنيا هاديه
نظرت لاسفل الي ورشته و قالت الورشه بتاعتك
اجابها بهدوء ايوه و انا صغير كنت بشتغل صبي ميكانكي وحبيت الشغلانه و عملت الورشه دي عشان ابقي حر نفسي و اصرف عليا و علي امي
تأملته محتاره تشعر بالقهر لاجله ام تشعر بالفخر لتحمله المسؤليه و الذي يوجد شباب بمثل عمره مترفين و لم يتحملوا اي مسؤليه او يواجهوا الحياه بمفردهم مثله
طال صمتها و تأملها به ..تنحنح بحرج و قال متسائلا بتبصيلي كده ليه
فخورة بيك
ابتسم بحرج من إطراءها و قال ليه في شباب كتير هنا زي انتي بس اللي ماتعرفيش
مالت بجزئها العلوي صوبه و قالت باهتمام بالغ عرفني ...عرفني عنك كتير
لم يشعر بنفسه امام عينيها الا و هو مسترسل عن طفولته و مراهقته و مامر به من شقاء احيانا و نجاح احيانا اخري ..عن حبه لمنطقته و حب الناس اليه عن تعبه في عمله حتي
اصبح معروف بمنطقته وضواحيها و بعض التجارب السيئه التي مر بها و خرج منها بفضل دعاء والدته وصلاحه ..
استقام واقفا امام الدرابزيون بعد حديثه وقفت بجانبه هي الاخري و شعورها انها تريد ان تكون هكذا ...بقربه
الټفت اليها ونظر لوجهها وشعرها الذي خرجت منه خصلاته من كعكته ...لم تحيد عينيها عنه و التي اصبحت متوهجه بلونهما العسلي صوب عيينه السوداء المرتكزه علي ملامحها و كأن بينهم مغناطيس يجذبهم و هو يشعر انه يتزحزح عن ارضه و الغريب ان من داخله مترقب لنفسه و لها...
واخيرا اخفضت عينيها و ابتسمت و ابتسم هو الاخر قائلا انا مش عارف حكيتلك كل ده ليه ...
ردت عليه حسنا بخفوت و انا مبسوطه انك حكيتلي
مش هاتحكيلي انتي كمان
تشنجت ملامحها قليلا و قالت بإرتباك اسمي حسنا
عارف
اخذت نفس عميق مرتجف و التفتت اليه مبتسمه و بدءت بسرد حياتها له طفولتها وشبابها و تفاعل هو في مواقفها بأعين شغوفه تاره و مواقفها المحزنه بعبوس علي وجهه.
لم تكذب و لم تريد ان تكذب عليه في اي شئ يخصها استرسلت فقد دون ذكر اسم عائلتها سردت له تفاصيلها انتهت و نظرت اليه قائله باحراج انا رغيت كتير صح
سمعت خفوت ضحكته و قال لا
و لكن انقطعت الكلمه اثر ذلك الصوت القادم من اول السطح يقول
ماكنتش اعرف انك عامل السطح لكده ياا اسطي علي
الفصل السادس
لم يشعرو بشي حولهم فقط متناغمين مع تلك اللحظات الجديده علي كلاهما
ماكنتش اعرف انك عامل السطوح لكده يااسطي علي
صدح صوت نجلاء يقطر غيره بتلك الكلمات قاطعه حديث اعينهم .
انتفضت حسنا ناظره اليها مبتعده عن علي بأحراج اما هو نظر اليها و لا يبدو عليه اي اثر من الارتبكاء قائلا
قصدك ايه يا ست نجلاء
لوحت بيدها و هي تتبختر بمشيتها بتعمد
و لا حاجه انا قلت اطلع اشم شويه هوا بس لاقيت السطح مشغول
نظرت اليها حسنا بتلك العباءه الضيقه و الطرحه التي يظهر انها القتها علي شعرها و خرجت
وجهت حسنا سؤالها الي علي قائله مين دي
و قبل ان يجيبها علي قالت هي من بين اسنانها
انا اللي المفروض اسال ياعنيا شكلك ماوردش عليا قبل كده
شعر علي باقترابها منه و ارتباكها وايضا و كأنها .....تحتمي به!
قال علي باسلوبا حاد الابله معرفه و اه مش من هنا بس من طرفي و اللي من طرفي انتي عارفه ياست نجلاء بيتعامل ازاي
فجأة غيرت نبره صوتها لضعيف مستعار وضړبت علي صدرها بشهقه يقطعني هي زعلت
رد علي بنظرات حاده لطريقتها المفتعله و ايه هايزعلها انا فعلا عامل السطوح ده للبنات يقعدوا فيه براحتهم مش للجيران
و تركها دون كلمه أخرى و جذب حسنا من يدها متوجهين لاسفل و عند اقترابها من نجلاء و جدتها تنظر اليها بتفحص و كأنها غىريمتها ...تركوها تغلي بداخلها من ردوده البارده مهما حاولت التودد إليه .
تمتمت نجلاء من بين اسنانها و دي مين دي كمان
متذكره زوجها الذي تزوجته لعدة سنوات في منزل اهله مع والدته وشقيقتيه الذين كانوا يلقون عليها اقذر السباب كان زوجها ضعيف الشخصية لا يستطيع الوقوف لأهله من اجلها و يكتفي فقد بمواساتها بغرفتهم خشيه من اهله حتي انه لا يستطيع حتي النظر اليها بوجودهم خشيا منهم و هي كانت تمني نفسها بتغيره صابره حتي نفذ صبرها عندما تكاثروا عليها بالضړب وقتها اصرت علي الطلاق والعوده لوالدتها المريضه... حتي بعد الطلاق لم تسلم من اذاهم فطليقها الفاضل ارسل لها البلطجيه ليجبرها علي العودة مره اخري و لكن علي
وآه من علي تصدي لهم ذلك الرجل الذي يستحق لقب رجل يستحق ان يعشق بعيدا عن أشباه الرجال و الذي كان من ضمنهم زوجها الراحل
والنبي ياسي علي مااسيبك أبدا هو انت في زيك ده انت اللي تملي العين و اكيد بيك خايب الرجا طليقي و نسوان الحته كلها
نزلت درجات السلم معه و وقفوا امام شقه و الدته الټفت اليها وجدها تنظر ليده الحاضنه يدها بحمايه ..تركها مرتبكا و قال متحشرجا اا انا اسف بس حسيت انك خۏفتي منها
رفعت عينيها بلمعتها الجديده و الغريبه عليها و همست له مش هاخاف ابدا و انت موجود
ازداد وجيب قلبه من تلك الغريبه و حديثها و عيينها و شعورة الغريب اتجاها بالحمايه مشاعر تجتاحه لاول مره ..شعر بتعرق جبينه فمسحه بيده و مسح بها علي شعره للخلف مداريا ارتباكه و توردها ايضا بسبب وضعهم هكذا بمنتصف السلم
قالت له حسنا بخفوت انا لازم اروح
اوما لها و قال وعينيه ارضا هاوصلك
وقفت علي باب الشقه و هي
تهندم من ملابسها طرقت علي الباب مرتين فتحت السيده هدي قائله نجلاء ازيك يابنتي
رحبت بها هدي بفتور الحمدلله ادخلي انتي مش غريبه
رددت و تصنعت الاستحياء لا انا جيت اشقر علييكي بس و انزل ليكون سي علي هنا
علي في الورشه
ردت نجلاء بحماس لكسب و دها طيب ياخالتي و بالمرة لو احتاجتي حاجه اعملهالك
دخلوا الاثنين و قالت هدي بضيافه تشربي ايه
وقفت نجلاء مره اخري بود زائد ابدا هو انا غريبه انا هاعمل كوبيتين شاي حلوين وانتي خليكي مرتاحه هو انا جايه اتعبك و لا إيه
ردت عليها هدي بابتسامه باهته لا خليكي انا بحب اقدم للضيوف بنفسي
بهتت ملامح نجلاء و ادركت المغزي الواضح من حديثها
استقامت واقفه و قالت لا مالوش لزوم بقي مره تانيه
اجابتها هدي بفتور ليه ما بدري
ردت عليها نجلاء بإجاز بدري من عمرك ياخالتي
و خرجت و اغلقت من خلفها الباب هامسه لنفسها بغيظ لفشل خطتها في التودد و معرفة اي تفاصيل تخص علي
وليه حيزبونه
مسكت حقيبتها و قد انتظرته كثيرا بعد عدة ايام لم تراه ...اليوم بأكمله و هي هنا حتي ارسلت هدي الي سلامه لتسأله عن علي وكانت اجابته انه في عمل خارج الورشه...
انتوت الوقوف و قد اصابها الاحباط تنوي المغادرة .....
طرق الباب المستمر اعتقدت انه هو اخيرا ..فتحت هدي الباب و لكنها وجدت ابن احدي جاراتها يقول و هو منقطع الانفاس من الركض لامو اخذة يا حجه الاسطي علي موجود
اجابته هدي باستغراب من حالته لا يابني مش هنا مالك نفسك مقطوع كده ليه ..و ايه الدوشه اللي تحت دي
اجابها و هو علي عجاله من امرها عيال عدوي النجار ماسكين في عيال عمي وعايزين الاسطي علي يهدي الوضع
هتفت هدي بضيق وعيال عدوي ايه جبهم عندنا تاني مش كانت اتفضت
اجابا الشاب موضحآ عيال عدوي جات عليهم كبسههجوم من الشرطه راحو مخبين البرشام في دكان عيال عمي
تدخلت حسنا باعتراض قائله طب ماتبلغوا البوليس
الټفت اليها الشاب من اقتراحها الغريب عليه و قال رافضا لا يا ابله احنا مابندخلش الحكومه ما بينا و بعدين الحاج حسين و الاسطي علي هما اللي بيحلوها
صمتت حسنا پصدمه بينما قالت هدي و قد انتبهت لصوت علي اسفل اهو علي باينلو جه
قال الشاب سريعا متوجها لاسفل
طب بالاذن يا حجه
اتجهت حسنا للنافذه بترقب و فضول شديد...
وجدت جمع غفير بالاسفل و النساء والاطفال يتابعون من الشرق و المنافذ بفضول و كانها احدي الافلام السينمائيه...نظرت لاسفل
وجدت مجموعه من المراهقين لم يتعدا العقد الثاني بعد من عمرهم في مشاجره عڼيفه ابدا لا تناسب اعمارهم و ظهور باقي عائلاتهم ايضا في الصورة و تبادل الشجار بينهم...بحثت بعنيها عن علي وجدته يحاول فض الاشتباك و معه مجموعه من الشباب ..ضيقت حاجبيها علي احدي الرجال الذي يشهر عصاه غليظه موجهها لخصمه تدخل علي و سحبها منه پعنف و كاد الرجل يتطاول علي علي بالايدي و لكن علي استبقه و لكمه بأنفه ..شهقت واضعه يديها علي فمها پخوف و رهبه و نظرت الي هدي بجانبها قائله پحده لازم نبلغ البوليس دول هايموتو بعض
اجابتها هدي و قالت رغم قلقها علي وحيدها دلوقتي هاتتفض يابنتي و والحاج حسين هايهدي الدنيا ده كل ..و لأن ظهور السلاح الابيض اساسي في تلك المشاجرات قام عدد باخراجه و بدئوا في تلوحيهم امام الخصم صړخ علي اتجاه شاب ليتفاداها وقد تفادها و لكن اصيب بچرح في ساعده ...زمجر علي و توجه اليه ساحبا اياه من ياقته بقوة و ضربه في يده حتي سقطت المديه ارضا و وجه اليه اللكمات...شهقت پصدمه من كل العڼف المحيط و التي تشاهده كا واقع الان امام عينيها ...انتهي الشجار اخيرا و تفرق عدد كبير من المجموعتين و بقي اهم الاطراف علي اتفاق بجلسه قاعدة عرفيه لتحصيل التالف و الضرر الذي حدث لكلا من الطرفين و اسباب المشاچره و الوصول لاتفاق مرضي للطرفين لانهاء للعداء.....
توجهت هدي الي المقعد قائله باعصاب تالفه الحمدلله عدت علي خير
صړخت فجاءه حسنا من كل ذلك العڼف قائله خير ..خير ايه دول كانوا هايموتو بعض و علي ازاي يدخل في مشكله هو مش طرف فيها ..
و مين قال اني مش طرف طول ما المشكله في منطقتي مع اهلي يبقي لازم اكون طرف
التفتت بقوة اليه
تم نسخ الرابط