الزوجه الاولى بقلم شيراز القاضي
المحتويات
تردد
احم يا سيد هل انت بخير
نظر لها بتشوش قليلا ليقول بعد برهه
لقد تركت عملي فجأة بسبب مكالمتكم لي وفي الطريق اضطرت جارتي الي السفر فقامت بالاتصال بي لأخذ تيم منها وانا الان عالق لا اعرف كيف لي للعودة الي العمل ومع تيم !
قالت له بتعاطف ولطف وبعض الفضول
اعذرني علي التدخل ..لكن ما هو عملك!
رفع رأسه ناظرا لها بنفاذ صبر
عضت علي شفتيها بتوتر وهي تراه يقف مقتربا منها لأخذ الصغير لتقوم بالتحرك للخلف بسرعه لتمنعه مما اثار اندهاشه اكثر لكنها قالت
انتظر فقط ! انا لدي الحل ..اترك الصغير ! ..لدينا في الطابق العلوي قصم خاص بالرضع وهناك مختصين للتعامل معهم ..وانا سوف اعتني به انا اعدك ..وحين تنتهي من عملك تعال وخذهما معا! سأعتني بكلاهما
با انسه ليس معني انني اعمل في شركة حراسات خاصه اني معي مال وفير ..لا استطيع تحمل التكلفه ..هاته سأتصرف معه وشكرا لعرضك
حين لاحظ انها تبتعد اكثر قال بعصبيه
هااي! اعطني ابني كي ارحل ..انا لا انام باليوم سوي ثلاث ساعات مما دمر لدي الجهاز العصبي لذا انا دائما لدي استعداد للقتل فلا تثيري چنوني اكثر!
بالله عليك كيف ستصرف وانت عليك العوده الي عملك سريعا ..فقط اتركه! ..سيكون لك خصما هائلا خصيصا لك ...فكر بالامر ..ستضعهما في الروضه طول النهار وتمر لأخذهم ليلا علي النوم مباشرة !
نظر لها لبرهة وهي تتابعه بترقب وقلب خافق ليقول علي مضض
حسنا موافق .. تفضلي ..هذه حقيبة متعلقاته الشخصيه ! ..حين اعود سنري امر المال
لا تقلق ابدا ابدا صدقني لن تشعر بخلل في ميزانيتك ..سيكون مبلغا رمزيا ..اعتذار من الروضه لإهمالها اليوم
اومأ لها بتوجس ليقبل طفله القابع بين يديها ويحتضن هيام بحب ليغادر !
وقد تم الامر ! اصبح سامر يأخذ اطفاله صباحا الي الروضه ويعود لأخذهم ليلا وكان الامر مريحا له للأمانه ! كما انه صار يطمأن ما ان يجد نبيله بالقرب من طفليه !
ذات يوم اتصلت السيده امال والدة نبيله تخبرها ان تتوجه الي بيت خالها فلقد انجبت ابنته نورا ويجب عليها ان تبارك لها!
ترجلت من السياره لتسير بإتجاه الباب الرئيسي وقد فتحت لها الخادمه الباب وهي تبتسم لها برقه
دخلت وسلمت علي خالها وزوجته التي رحبت بنبيله ببرود ! بالطبع! رائف يكون شريك زوج نورا وبما انهما انفصلا فقد اصبحت نبيله في خانة الاعداء!
تنهدت بحزن لم يظهر لأحد لتقول
خالي ! هل نورا مستيقظه الان لنراها لدي عمل ولابد لي من العوده وكنت اود ان ابارك لها قبل رحيلي
ابتسم خالها ليخبرها انها مستيقظه وقام معهم ليذهبو اليها !
فقط حان وقت تبديل حفاضها !
اومأت لها نبيله بإبتسامة منكسره فلقد فهمت انها تخشي ان تصيبها بالعين
او تأذيها كما لاحظت ان نورا نفسها غير مرتاحة لتواجدها !
هبت واقفه من مكانها بسرعه لتقول
لدي عمل ولابد لي من الذهاب ..مبارك يانورا وداعا
وركضت من امامهم وهي تبكي بصمت حتي خرجت من المنزل ولم تحتمل فسقطت جاثيه علي ركبتيها باكية بشده وهي تحتضن نفسها
اجفلتها تلك اليد التي وضعت علي كتفها لتنظر بسرعه لتندهش من بين دموعها حين تري وجه سامر المتعجب لرؤيتها كذلك!
قالت من بين دموعها
ما الذي تفعله هنا!
قال لها بعد ان جلس امامها بقلق
اخبرتك انني اعمل كحارس شخصي وانا هنا رئيس حرس السيد اكرم ! وانت ماذا اصابك!! ولم انت هنا!!
كانت فقط تبكي وهي تنظر الي الاسفل فقال
حسنا حسنا تعالي معي لا يصح جلوسك امام الرجال هكذا
وقفت بمساعدته تستند علي ذراعه ليذهبا بإتجاه بعض الكراسي التي تبعد قليلا عن الاعين
تحدث ما ان جلسا
ماذا بك! ولم انت هنا في وقت عملك! ..هل ستعملين هنا
قالها پخوف جعلها تضحك ببؤس وهي تحرك رأسها بلا قائله
انه منزل خالي
اجفل من هذه الحقيقه ليقول وهو يهم بالوقوف مما اثار تعجب نبيله
وكيف لم تخبريني من قبل! يا الهي لا اصدق انني ... اااااه واللعنه!
الټفت لها ليقول
لقد لقد ..تعاملت معك وكأنك ..اااااه
ستقتلني يوما بطريقتك تلك في التعامل!..لقد ولت ايام الملوك والبشاوات سامر!
لكنه ظل علي وضعه ليقول وقد اصفر وجهه بطريقة جعلتها تختنق من كثرة الضحك اكثر
انتظري انتظري ...لقد تلقيت اوامر بأن القادم الان هو السيد حلمي الراوي واسرته
اومأت له مبتسمه ولا تزال عيناها تشعان حزنا
اجل انا ابنته!
فغر فاه ليقول
لقد عملت معه لفتره منذ بضع سنوات ..انتظري انتظري!
ظل ينظر الي عيناها بدهشة ممزوجه بإيتسامة جعلتها تتعجب
تذكر هو فتاة صغيره في المرحلة الثانويه بوجه طفولي ناعم وشعر كستنائى براق قامت برفعه الي الاعلي لكن مازال طوله يصل الي منتصف ظهرها تركض مسرعه من بوابة الفيلا الخاصه بوالدها لتقابله امام الباب الداخلي متعلقة في عنقه بفرحه
قال بعدما تذكر
ياالهي ..شعلة المرح ! انت شعلة المرح
اتسعت عيناها لتقول
كيف عرفت ان هذا لقبي ايام الدراسه
ضحك بدفيء ليقول
اول عمل استلمته كان لدي والدك ! ومن بعد سفره الي ألمانيا قام بتوصية السيد اكرم ان يقوم بتوظيفي فأصبحت رئيس حرسه
فغرا فاها لتقول
لم انتبه لك قط !..ربما لأنني لا احب الخروج كثيرا!
اومأ لها مبتسما وهي يراها لا تزال تبكي وتمسح دموعها بصمت ليكمل
حتي الحضانه التي اودعت بها هيام كان يتوصية من السيد اكرم لقاء مبلغ معين من المال يناسبني
ابتسمت بدفيء من بين دموعها ما ان اتي علي سيرة بنته
تسائل بقلق
ربااه نبيله هلا هدأت قليلا! ..ان لم يضايقك الامر تحدثي الي واخبريني عما يحزنك!
قالت بمرارة بالغة
لقد أنجبت نورا بنتا جديده
اومأ لها ليقول بتعجب
اجل !!
تنهدت پألم لتقول وهي تنظر لكل شيء عداه هو
لا اعلم من اين ابدأ ! حسنا ...اولا كنت زوجة لرجل يحبني واحبه وقد كانت حياتي ورديه بكل معاني الكلمه حتي اكدت لي الطبيبه انني ... انني ع عاقر! لا استطيع الانجاب
بدأت شهقاتها في العلو من جديد وهو يتابعها مبهوتا لتكنل
لم يطلب مني الرحيل ولكن ... والدته اتتني باكيه ترجوني ان اقنعه بالزواج ولي مكانتي كما هي! ..قابت سأزوجه لفتاة كل ما تريده هو بيت يسترها ولن اشعر بالفارق ...بالطبع قتلني هذا الحديث ..لكن ...
لديه كل الحق سامر! لديه الحق في الحصول علي عائله! .
مسحت دموعها لتقول بإرتجاف
وافقت ! واقنعته ! ..وما ان تزوج بها
ضحكت بسخرية لتكمل باكيه
اصبحت الزوجه الغير مرغوب بها بين عصافير الحب! الشريره التي تهدد حياة ام الطفل المنتظر ! ..الشيطانه التي تحاول سحب الرجل من زوجته ام اطفاله!
بكت من جديد وهي تضم نفسها لتكمل
حتي هو! لقد لقد كات يعاملني علي هذا الأساس!...لم يحدث في مرة ان قال لي حبيبتي امام اسرته! لم يضمني اليه مرة وهو يبتسم لي بذلك الحنو الغريب الذي يمطرها به! لم يكن يحضر لي زهورا ويقدمها لي ليعتذر مني! ...ل لقد احضر لها زهورا وذهب الي حجرتها فجرا ليواسيها كونه بقي في غرفتي تلك الليله! وهو وهو كان يهجرني منذ شهر قبلها .
كان ينظر لها پغضب وشفقه اجاد اخفائها وحزن علي ما اصابها ليسمعها تكمل
لم اتحمل وطلبت الطلاق وبعد معاناة ..ها انا ذا ! كل من تصبح حاملا او تضع مولودها تخاف مني كي لا اصيبها بالعين او احقد عليها!
بكت من جديد لتقول
ك كانت الرضيعه في مهدها وذهبت لأراها ...صدقا! كنت اريد رؤيتها وان اشم رائحتها فقط ..فقط اقسم انا لا اكن لأحد اي حقد ولكن لا احد يصدقني ! لقد لقد انتزعتها زوجة خالي الطفله بسرعه من أمامي حتي اراها!
غامت عيناه بحزن وهو يفهم الان سبب لهفتها حين ضمت صغيره تيم رافضة تركه! لينهص من مكانه محضرا علبة عصير وعاد سريعا لها ليقول
هيا اهدأي اشربي هذا وستكونين بخير! ..ولا بأس فالتبتلع طفلتها ان ارادت !..هل تظن ان ابنتها هي الوحيده في الكون ام ماذا! ان تلك الطفله تشبه اباها بنفس ملامحه الكئيبه كما ان لديها جبهة تشبه جبهة جدي حين صار اصلعا
ضحكت وهي تكفكف دموعها ..هي تعلم ان الطفله جميله للغايه ! تعلم انه يحاول فقط مواساتها واضحاكها وقد راقها ان تجد احدا .يهتم!!
قالت بشرود وهي تشرب العصير
اظن انني ابالغ قلبلا! لا اعتقد ان الحب يهزم الظروف ..اعني ان احببت فهل تتخلي عن حلم الابوة لأجلها !
نظر الي عمق عيناها المليئة بالدموع ليقوم بمحو دموعها بأصابعه مما اثار اجفالها ليقول مبتسما
اترك الدنيا بكل ما بها واركض خلفها الي نهاية حياتي
ظلت تنظر الي عيناه زات اللون العسلي بتيه لم تعرفه من قبل لكنها افاقت لتقول بسخرية مبعدة تلك الافكار عن عقلها
هه تقول هذا فقط لأنك بالفعل لديك اطفال
قال هو بضحك وهو يغازلها
هيااا الاطفال ليست كل شيء! انظري مثلا! زوجة طليقك ذاك ..بالتأكيد الان اصبحت بحجم الفيل وهناك اشياء اصبحت بارزه بشكل مبالغ به وقد اصبح وجهها كوجه الباندا من قلة النوم لسهرها بجوار الرضيع !
قالت هي له بمراره وهي تبكي من جديد
لا اريد ان اكون جميله! لا اريد ان احافظ علي جسدي ...حتي لو صار وزني يمنعني من الدخول من الباب بشكل سليم ولكن اريد ان اكون اما سامر!! اريد اطفالا يلعبون حولي ..طفل يناديني بماما! يكبر تمام عيناي وحين اهرم يعاونوني في الحياة !
عجز عن الرد وهو يراقبها ټنهار هكذا امامه ليمسك بيدها بحزم ودفء صعقها لتنظر اليه لتجده مبتسما بحزن وبيده الاخري يمحو دموعها ليقول
لكل شيءيحدث حكمه! ...هذا الرجل لم يكن يحبك! ..وصدقيني لولا هذا الامر لما كشفته لك الأيام! ولكان خانك وفي النهايه ستنفصلين عنه وبينكم اطفال قد لا ترينهم مجددا ! ..احمدي الله يانبيله !
اغمضت عيناها براحه لتقول الحمد
لله
بقيت معه بعض الوقت فقد اخذها في سيارته وخرج ليتناولا الغداء سويا واصبحت علاقتهما اعمق منذ تلك اللحظه!
الحلقه الثالثه
هيا للنوم ياصغير
قالتها نبيله بإبتسامة حنون وهي تضم تيم الي صدرها بحب وما هي الا دقائق معدودة حتي نام تيم قرير العين بين يديها !
وضعته في فراشه الخاص داخل الروضه لتهبط الي الاسفل لكي تدرس صفها
حياتها كانت مستقره الي
متابعة القراءة