عازف بنيران قلبي كامله
المحتويات
وهي تضم ركبتيها لصدرها وتبكي بشهقات مرتفعة وهي تضع يدها على آذانها كي لا تسمع شجارها... تحمد ربها لأنقاذها في الوقت المناسب
حاوط الثلاث شباب راكان بأسلحتهم البيضاء وكلا منهم حاول النيل منه ولكن قوته الجسمانيه وتدريباته القتالية ساعدته في تفاديهم.. إنضم إليه يونس وبدأ الأثنين مقاتلتهم بكل قوة.. ولكن رأى راكان أحدهم متجه ليونس من الخلف لطعنه.. فجذبه من تلابيبه وابرحه ضړبا وماكان على الآخر إلا أن طعنه.. في هذه الأثناء وصلت الشرطة التي قام يونس الأتصال بهم بعد إصرار راكان على إنقاذها
قولتلك بلاش.. طالعه وهو يكاد يفتح عينيه
بطل ياغبي دي مطوة في البطن مش في القلب.. اتصرف.. هو إنت مش دكتور ولا سړقت الشهادة وبتضحك علينا
تعرف كان نفسي يقطعوا لسانك اللي بيرمي طوب دا
شعر بالنعاس يداعب جفنيه ولم يقو على فتحهما... حاول فتح جفنيه
فاتجه بأنظاره للفتاه المنكمشة بجانب الصخرة تبكي وهي تطالعهم لم تظهر ملامحها بسبب الظلام وكمية تساقط الأمطار
وقف الضابط أمامهم ويونس يقوم بالأسعافات الأولية... وبعد بعض الأسئلة ووصول سيارة الأسعاف.. رفع نظره ليونس وهمس بصوتا يكاد يسمع
ولكنه أشار على الفتاه التي تقف مع الضابط وهي تلملم ملابسها الممزقة بيديها وتبكي وهي تقص ماصار
فهم يونس مايعنيه.. فأسرع إليها ووضعه على أكتافها وهو يطالع ملامحها الباكية.. كانت فتاة تبلغ من العمر أثنى عشرون عاما
إنت كويس... قالتها وهي تنظر اليه ودموعها ټغرق وجنتيها... شكرا ان شاء الله هتقوم بالسلامة
حدثها يونس
حدثها يونس پعنف عندما اغلق ابن عمه جفنيه
بټعيطي ليه... فيه واحدة محترمة تخرج في الجو دا والوقت دا.. قالها وهو يرمقها بنظرات محتقرة.. ثم أسرع خلف راكان الذي دلف لسيارة الإسعاف
كان يونس يقف أمام غرفة العمليات ينتظر الطبيب.. وتجلس الفتاة بجوار والدها الذي اتى بعد اتصالها به وهو يضمها لأحضانه
خرج الطبيب.. أسرع اليه يونس
ايه يادكتور طمني
كويس مفيش خطۏرة الطعڼة كانت بعيدة على الأعضاء الحيوية.. هو اتنقل لأوضة ممكن تروحو تشوفوه بعد مايفوق
جلس يونس يمسح على وجه پعنف يكاد يقتلع جلده
الحمدلله عدت.. الحمدلله.. اتجه بنظره للفتاة ووالدها وهو يرمقهم بنظرات تفحصية... نهض إسماعيل والد شمس واتجه اليه... بسط يديه ليونس
أنا إسماعيل.. ابو شمس
قطب يونس حاجبه متسائلا
مين شمس... أشار والدها عليها وتحدث بعرفان
البنت اللي انقذوتها.. ربنا يبارك فيكم يابني وينجيكم دنيا وآخرة..
شعر يونس بالخجل من نفسه من عتابه على راكان فيبدو أنه تسرع في الحكم فأومأ برأسه
إحنا معملناش حاجة... أي حد مكانا كان هيعمل كدا... قالها ثم تحرك متجها لغرفة راكان
بعد فترة فتح عينيه... كان يونس غافيا على المقعد بجواره... بينما في أخر الغرفة على إحدى الأرائك.. تجلس شمس بجوار والدها تقرأ بمصحفها... نهضت عندما استمعت إليه وهو يتمتم
يونس.. ولكن يونس كان غارقا بنومه... اتجهت إليه ووقفت وهي تضم جاكيت يونس عليها وطالعته بعيون مترقرقة وتحدثت بشفتين مرتعشتين
إنت كويس.. عامل ايه.. أنادي الدكتور
أطبق على جفنيه عندما شعر پألم بطنه وتحدثت بصوتا مرهق
إنت مين استيقظ يونس ونهض يسأله بلهفة
راكان إنت كويس.. أومأ بعينيه وتحدث وهو ينظر للفتاة
مين دي... قوس يونس فمه بسخرية وأشار عليها
دي بنت عم القمر.. قالها غامز بعينيه لراكان.. طالعها راكان كانت تنظر بعينيها للأسفل وتفرك بكفيها..
دنى يونس منه وهمس
دي البنت اللي حضرتك عملت فيه فريد شوقي وانقذتها.. استيقظ والدها واتجه اليهم
حمدالله على سلامتك يابني.. مفيش كلمة شكر تعبر عن اللي عملتوه
أومأ له بعينيه ومازالت نظراته تتفحص شمس التي لم
ترفع عيناها عن الأرض
فأردف متسائلا
عملتوا إيه مع الشرطة.. مټخافيش منهم لازم تاخدي حقك.. علشان لو كل واحدة سكتت عن حقها في كدا.. هندي فرصة للزيهم يتمادوا
رفعت عيناها التي تشبه مياه البحر فتقابلت عيناهما للحظات حتى ذهب بنومه مرة أخرى
غادرت شمس مع والدها.. وظل يونس بجواره ينتظره حتى يفيق كاملا.. ولكنه غفى بمكانه
أسدلت الشمس ستائر نورها الدافئ ولاتزال سماء الأسكندرية ملبدة بالغيوم تارة تحجب أشعتها وتارة تتغلب على سحبها السوداء فتنير الأرض
اعتدل يونس وهو يمسك عنقه بسبب نومه على المقعد.. نهض يفحص ابن عمه ثم جلس مرة اخرى ينتظر ايقاظه... أمسك هاتفه يتفحصه.. واتسعت عيناه مما رأى
فتح راكان جفنيه وحاول الأعتدال ولكنه تألم.. ساعده على الأعتدال بعض الشئ ثم تسائل
حاسس بإيه.. أومأ له وأجابه بصوتا مرهق أحسن الحمدلله.. تليفوني فين لازم أعمل مكالمة ضروري
اعطاه يونس هاتفه وانتظر بعد إنتهائه من مكالمة عمله... ظل يطالعه بنظرات غاضبة
قول ماتقعدش تبحلق فيا كدا.. ولا أقولك أقوم خلينا نمشي.. أنا مبحبش المستشفيات.. ظل يونس صامتا للحظات ثم تحدث متهكما
انت عارف العيال اللي اتخنقنا معاهم فيهم ابن المسيري
تجهمت ملامح السخرية بنبرته وهو يسأله
ومين البتاع اللي قولت عليه دا
ارجع يونس خصلاته للخلف پغضب وتحدث
والله العيلة دي ماهتتبرى مني غير من أعمالك دي ياراكان.. استعد لڼار جدك لما يعرف.. استعد ياحبيبي.. ولا اقولك ولا كأننا عملنا حاجة ولو حد سألني هقولهم انك اټسممت وعملت تنضيف معدة
ابتسم بسخرية لم يستطع مدارتها وهو يعود بظهره على فراش المشفى للخلف مستندا على مرفقيه
قوم يابني يلا علشان نروح معرفش مخبوط على دماغك ولا مالك على الصبح.. عكننت عليا الهي ربنا يعكنن عليك دنيا واخرة
نهض وهو يميل عليه هامسا
المسيري ياراكان.. اللي اڼضرب امبارح وعملناله قضية اڠتصاب.. انت فاهم معنى القضية ياحضرة النايب.. يعني هيفتح علينا چحيم جهنم وياسلام لو جدك عرف.. دا هنولع قبل مانوصل
هنا تذكر ذاك الرجل.. فحاول النهوض يستند على يونس
طيب تعالى نمشي... أومأ يونس برأسه
أحسن برضو .. لكن غريبة راكان يسمع كلامي من غير جدال.. إيه اللي ناوي عليه ربنا يستر
وصل بعد فترة لسيارته بعدما أنهى يونس الأوراق الخاصة بالمشفى
صعد للسيارة بهدوء بسبب جرحه وجلس بصعوبه ثم اتجه بنظره ليونس
روح على القسم.. عايز أعرف إزاي العيال دي طلعت في قضية أقل حكم فيها عشر سنين
هنا صفع يونس على وجهه وظل يتمتم
احيه عليك ياراكان... وحياة ربنا أخرتي في العيلة دي على ايدك
نهاية الفلاش
خرج من ذكرياته على رنين هاتفه.. زفر متخذا نفسا ورفع الهاتف
أيوة ياسليم... تمام.. قالها ثم أغلق هاتفه وقاد السيارة عائدا لمنزله.. وبدأت أنفاسه في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق حتى شعر بأنه سيفقد وعيه بسب ماتذكره من ماضي مؤلم لروحه
وصل بعد قليل... ترجل من السيارة
قابله والده توقف أمامه
مش هتحضر الأجتماع ياراكان.. براحتك يابني.. أنا هروح الشركة مينفعش سليم يكون لوحده.. ماهو مينفعش تكون تلات أرباع الشركة من نصيبنا وسليم يوقف لوحده في الأجتماع
وقف أمام والده بجسد مستقيم رغم احزانه التي ټحرق قلبه فتحدث بصوت رصين
بابا عايز تروح اتفضل .. أنا هنزل
متابعة القراءة