روايه رائعه الكاتبه هدى سليم
المحتويات
الفصل الاول
كانت اية تسير مع غاده صديقتها واذا بسياره مسرعة تصدمها بشده فتلقيها أمتار لتصتدم فى الرصيف وتقع مغشيا عليها غارقه في دمائها
تجمع الناس حولها لم يقرأ أحد لوحة السياره الهاربه
فلم يكن لها أرقام ربما تكون لأحد الخارجين عن القانون
المهم أتى الإسعاف ونقلها للطوارئ
لكن ليكتمل سوء حظها لم يكن هناك أطباء متخصصين
حاولوا ما فى استطاعتهم حتى أتى طبيب الجراحه
والعظام وقاموا بعملهم كانت أصيبت بكسر فى ساقها وزراعها الأيسر لكن الكارثه حدثت فى وجهها اختفت ملامحه أصبح كره دموية منتفخه من شدة الاستطدام تهشم الأنف تماما وتورم بشده چرح غائر من تحت أنفها لشفتها كاد أن يشقها نصفين
خرج الطبيب من غرفة العمليات يطمئن والدها
قال والدها بسزاجه وماله يا بنى اعملها ربنا يكرمك
رد الطبيب بسخرية من سزاجته انا عظام مش تجميل
والإمكانيات هنا ما تسمحش بعمليات من دى
قال والدها بحيره قصدك ننقلها مكان تانى
نظر له الطبيب نظره متفحصه وقالما اظنش انك تقدر على المستشفيات الخاصه
رد الطبيب بنفاذ صبرشوف امكانياتك ايه وحاول تتصرف
العمليه كل ما اتأخرت هيحصل تشوه فى عضم الأنف وتكون التعامل معاها بعد كده صعب لازم تتبنى من جديد لانها اټدمرت انا مش هقدر اعمل اكتر من كده
قال والدها بتعجبما انت بتقول عضم اهه يعنى تخصصك
أخرج الطبيب كارت لعيادته وقال ممكن تجيبها على العنوان ده وانا هجيب دكتور تجميل زميلى ونشوف ايه ممكن نعمله
وجلس على مقعده ينتظر أن يخبره احد بحال ابنته
مرت الأيام وبدأت ابنته تتحسن والجراح تلتئم لكن أنفها وچرح شفتها سيترك أثرا يصعب اخفاءه
كانت آيه ترى صدمة كبيرة فى عيون زائريها فعلمت أن هناك مشكله كبيره فى وجهها
أتت لها صديقتها غاده يوما فقالت لها
قالت غاده بلهفهعاوزه ايه يا حبيبتى أأمرى
قالت آيه بخجل عاوزه مرايه
ردت غاده بحزنبلاش الوقتى يا ايه اصبرى شويه لسه الچروح مورمه ومغيره شكلك
قالت آيه انا حاسه ان وشى اتبهدل أوى النظره اللى بشوفها فى عين بابا محسسانى أد إيه شايل الهم
قالت غاده وهى تحاول أن تبتسمأكيد طبعا مش بنته الوحيده لو ما زعلش من اللى حصل مين اللى يزعل
اللى ماجت مره تطمن عليكى دى قلة زوق يا شيخه
ابتسمت آيه وقالتاحسن حاجه عملتها انا مش ناقصه لسانها اللى ما بيرحمش
قالت غاده بغيظانا عارفه ابوكى أجوزها على ايه
قالت آيه بحسرهالنصيب يا غاده النصيب
خرجت آيه من المستشفى وعادت لمنزلها وما ان رأتها زوجة أبيها حتى ضړبت صدرها بيدها وقالت
يا مصيبتى دا خلقتك باظت عالأخر آمال عملوا ايه فى المستشفى كل ده
أسرعت آيه إلى غرفتها لترى وجهها فى المرآه
وهالها ما رأت لقد تحول أنفها لكتله مجهولة المعالم وذلك الندب فوق شفتها لقد أصبحت مشوهه قبيحه بعدما كانت جميله
جلست على فراشها تبكى لكنها قالت
الحمد لله انى خرجت منها ماشيه على رجلى
دخل والدها ليطمئن عليها وقال لها
بكره هنروح انا وانتى عند دكتور كبير ونعملك عمليه ترجعك احسن من الأول كمان
وبالفعل أخذها وذهب للطبيب الذى أشرف على علاجها من قبل
وكان معه جراح تجميل نظر إلى الأشعة وعاينها
ثم قال مش هكدب عليكم وأقول الحاله سهله احنا محتاجين معجزة علشان نقدر نبنى الغضاريف مره تانيه من غير ما نسيب أثر او نأذى الاعصاب العمليات دى من أصعب عمليات التجميل وانصحك تعملها فى الخارج لأن امكانياتهم أكبر وتقنياتهم أحدث
انا ممكن ارشحلك دكتور كبير ومن أمهر الدكاترة فى جراحات التجميل فى امريكا وأكيد عمل زيها كتير
وأعطاه اسم ذلك الطبيب
سأل والد ايه والعمليه دى تتكلف أد إيه يا دكتور
قال الطبيبفى حدود خمستاشر ألف تقريبا
بهت وجه الرجل وقال خمستاشر الف جنيه مره واحده
ضحك الطبيب وقال يا ريت ماكنش حد غلب بالدولار يا حج
صعق والد ايه من ضخامة المبلغ
وخرج وهو يجر اذيال
الخيبه فمن أين له هذا المبلغ الضخم وهو لا يملك من هذه الدنيا غير ذلك المنزل المكون من طابقين وبه محل بقاله صغير ويؤجر الشقه بالطابق الأول لجارتهم العجوز
عندما عاد استقبلته زوجته بسيل من الاسئله حتى علمت بتكلفة الجراحه
فقالت له انت عملت اللى عليك يا خويا كتر الف خيرك على كده دا نصيبها وقدر ومكتوب
فقال قاطع فيا أكون عاجز اعالجها لو كنت الاقى حد يشترى البيت والله ما اتأخر
ارتفع صوتها وهى تقول نعم بيت ايه اللى تبيعه انت اجننت ونعيش فين وناكل منين دا لولا الكام جنيه اللى بيطلعوا من الدكان على الإيجار بتاع فردوس ماكناش عرفنا نعيش فوق كده وارجع لعقلك ما تخربش بيتك بأيدك
نظر لها بانزعاج وقالتقصدى ايه
قالت قصدى انى هسيبك لو عملت كده
قال لها بخنوعواهون عليكى
قالت بدلالزى مانا هونت عليك عايز ترمينى على آخر الزمن
اقترب منها وأخذ رأسها بين يديه وقبلها وقال
وأنا اقدر برضه دانتى حبيبتى انا بس
قاطعته وقالتمابسش الموضوع انتهى خلاص تكمل الشهرين اللى لسه فى كليتها وبعدها تشتغل وتصرف على نفسها
اه هى ما بقتش صغيره وتساعد فى مصروف البيت ولا هتبقى اكل ومرعى وقلة صنعه
استسلم الرجل وقال اللى تشوفيه انتى اللى مربياها
وادرى بمصلحتها
الفصل الثانى
جلست آبه فى غرفتها تستمع لصوت زوجة أبيها المرتفع بقصد توصيل الكلام لها لكنها كعادتها أخذت روايتها وظلت تقرأ فيها لتهرب من واقعها المؤلم
واذا بهاتفها يرن
فقالت آيه الو اذيك يا غاده
ردت غاده ازيك يا يويو عملتى ايه قولى بسرعه
احسن مزوغه بالتليفون
ضحكت آيه وقالت لسه ممنوعه منه تستاهلى حد يحب فى التليفون وهو فى البلكونة الشارع كله سمع
قالت غادة آمال أحب فين والنبى فى أوضة بابا ولا أوضة الوحوش اخواتى ولا فى الصاله جمب ماما وبعدين يعنى المكالمه اليتيمه بتاعة كل شهر مستخسرينها فيا
آيه وهى تضحك ماهى لو كانت رسمى كان كل شئ بقى فى النور
قالت غاده بحزن ماهو جه حتى يقرا فاتحه وابويا اللى قال لا انا ما اربطش بنتى بواحد لسه قدامه سنين
تقوليش العرسان بيتخانقوا على الباب حاجه تغيظ
المهم عملتى إيه
قالت آيه بضحك يا بنتى انا مبخته من يومى
قالت غاده تبقى معقده صح
ردت آيه صح هتعمل فى أمريكا بخمستاشر الف دولار
غاده ردت بزهول ېخرب بيت فقرك الدكر ليه كده هو ما فيش دكاترة هنا فى البلد دى
قالت آيه فى بس الامكانيات هناك أفضل
سيبك انتى روحتى الكليه النهارده
ردت غاده اه و دكتور علاء سأل عليكى
هو استاذهم فى الجامعه فى الخامسه والخمسون يحبه الطلاب كثيرا لقربه منهم وهو يقدر آيه كثيرا لتفوقها ومشاكستها المرحه التى تلطف من كأبة المحاضرات
قالت لها بس ما حدش تانى سأل
قالت غاده لا ماشوفتوش اصلا
قالت ايه دا حتى ما اتصلش من آخر مره جه زارنى معاكم
قالت غاده ولا
متابعة القراءة