روايه رائعه بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز

 

غير فلوس.

ابتسم لها وهو يقول 

_ عندك ولاد

_ آه ولد عنده ٨ سنين.

_ طيب اعتبريهم رزقه هاتي بيهم لبس جديد له.

ابتسمت بحرج وهي تقول 

_ والله ربنا عالم بحالي كنت لسه بفكر في مصاريف كتبه ومدرسته الي هتبدأ الشهر الجاي.

_ شوفتي بقي اهو ربنا بعتله رزقه خدي دول وخليك معاها لحد ما صاحبتها تيجي ولما ارجع هراضيك.

_ ربنا يباركلك فيها يابيه ويحفظهالك من كل شړ.

ابتسم برضا وهو يقول 

_ اهو أنا مش عاوز أكتر من الدعوه دي.

دلفت هي لتالا وخرج هو من المستشفي وهو يخرج هاتفه ليدق لأحمد يطلب منه أن يحضر لينا للمستشفي

ذهب بعدها للبنايه التي تقطن فيها تالا قاصدا شقة بلال ليستقصي منه عما حدث بالتحديد فقال بلال شارحا 

_ مراتي كانت بطلع الزباله وسمعت صړختها فجت قالتلي أن جارتنا بتصرخ وشكل في حد معاها جوه سمعته بيهددها وبالأدق صوت بنتفروحت معاها اشوف في ايه واول ما وصلنا للباب لقينا بنت بتفتحه وشكلها مش مريح.. المهم مسكتها ودخلت منال تشوف البنت الي جوه لاقتها مغم عليها. فحبستها في الاوضه علي مانتصرف معاها وبعد ما أنت مشيت بلغت عنها الشرطه جم خدوها والضابط قالي لو شفتك او شوفت تالا ابلغه عشان يكمل المحضر.

تنهد يامن براحه وتشفي وهو يستمع لما يقوله بلال عن القبض عليها وقال متسائلا بنبره تفوح منها رائحة الاڼتقام 

_ خدوها علي قسم ايه

 جلس أمام الضابط شارحا له تفاصيل الحاډثه ومعترفا بټهديد رودينا لها أكثر من مره وتوعدها پالقتل.. وأنهي حديثه طالبا من الضابط المسؤل عن القضيه 

_ لو سمحت كنت عاوز أشوفها بس الأهم كنت عاوز أخد أذن بالتسجيل ليها..

قطب الضابط حاجبيه في استغراب وتسائل 

_ ليه!

_ دي مش أول چريمه ليها هي اعترفت لتالا أنها قټلت قبل كده مرات أبوها والسواق الخصوصي بتاعهم فكنت حابب أسجل اعترافها بقټلهم وأنا هعرف ازاي استدرجها في الكلام.

اومئ الضابط بموافقه وقال 

_ لا إذا كان كده تمام اوي.. خد ده موبايلي سجل عليه والأذن سهل يطلع مش مهم.

اومئ بموافقه وهو يأخذ الهاتف منه وقال

_ياريت لو تطلب من العسكري يجيبها.

نادي علي العسكري الواقف بالخارج وما إن دلف حتي قال 

_هات المتهمه رودينا من الحجز الي لسه واخدها من شويه.

أدي التحيه العسكريه وقال 

_أمرك يا فندم.

نظر يامن للأمام بأعين تحتلها القسۏه والجمود وهو يرتب حديثه لكي يقع الفأر في المصيده تماما حيث يريد ..

_____ناهد خالد ____

شهقت لينا بفزع وهي تستمع لما حدث من تالا أثناء سردها التفاصيل للضابط الذي جاء للتحقيق معها بعدما أبلغ الطبيب عن حالتها وأعد التقرير الذي يؤكد أن ما وصلت إليه بفعل فاعل وليس مجرد اختناق عادي..

أنهت تالا حديثها وهي تتنهد بتعب وقالت

_ بس كده يافندم.

_تمام يا دكتوره الف سلامه عليك ومتقلقيش هي اتمسكت أصلا وأنا جيت أخد أقوالك عشان نضيفها للمحضر وخدت أقوال جيرانك كمان وكده القضيه لبساها

تسائلت في فضول 

_هي ممكن تاخد فيها حكم قد ايه

رد بتوضيخ 

_ بصي هو ماده ٤٦ من قانون العقوبات بتقول أن الشروع في قتل له أكتر من عقاپ حسب الحاله وحسب الچريمه بس بالوضع ده هي كانت قاصده تقتلك ومسباتكيش غير لما اتأكدت أنك مۏتي فعقوبتها غالبا هتبقي السچن المؤبد ولو ظهر اي ملامسات في الموضوع وخفف القاضي العقوبه مش هتبقي أقل من ٢٠ او ١٥ سنه..

ابتلعت ريقها في توجس وشئ واحد يتردد في رأسها لقد ضاعت حياة الفتاه ورغم كل ما فعلته لكنها شعرت بالآسف الشديد عليها فهي أدركت في لقائهم الأول أنها تعاني من مرض نفسي ما ربما ستفيق منه وتدرك ما أوقعت به نفسها بعد فوات الآوان.. نظرت للضابط وسألته مره أخري 

_ طب لو هي مريضه نفسيه وثبت ده ايه الوضع

_ هتتنقل لمستشفي الأمراض العقليه والعصبيه التابعه للسجن لحد ما تبقي كويسه والمده بتتحسبلها من سجنها وبعد كده هترجع تكمل عقابها وفي الحاله دي القاضي بيخفف عن ال ١٥ سنه بس كام تحديدا حسب رؤية القاضي بس مبتكونش أقل من ٥ سنين يعني من ٥ ل ١٥ وبعدها بتخرج.. بس لازم يكون مرض نفسي قوي يعني يكون سبب أنها لما ارتكبت الچريمه مثلا مكنتش في وعيها.

تمتمت بآسف 

_لا أكيد المړض الي بتعاني منه مش للدرجادي..

_يبقي هتدخل المستشفى لو محتاجه ومدة الحبس مش هتقل عن ١٥ أو ٢٠.

أومأت بتعب وهي تقول 

_تمام يا حضرة الضابط شكرا.

أومأ بصمت وخرج من الغرفه بعدما أنهي زيارته الټفت لها لينا تسألها بضيق

_ أنت زعلانه عليها

زفرت أنفاسها بثقل وقالت

_متحسبيهاش كده.. مش زعلانه لأ بس صعبان عليا بنت في سننا يتحكم عليها تقضي بقي عمرها في السچن.

ردت لينا پحده

_هي الي حكمت علي نفسها يا تالا محدش حكم عليها..

ردت بتبرير

_ أنا فاهمه بس هي تعبانه نفسيا أنا متأكده من ده.

لوت لينا فمها بسخريه وهي تقول 

_لو كل واحد تعبان نفسيا راح قتل كان زمان نص البلد مقتوله ولا أنت والي زيك موجودين ليه! مش عشان تعالجوهم! مبيلجأوش ليكوا ليه!! هم الي بيوصلوا نفسهم لخط النهايه يا تالا عشان كده ميستحقوش شفقه وخصوصا أنك اعترفتي أنها كانت في وعيها وهي بتقتلك معندهاش شيزوفرنيا يعني! انفصام شخصيه..

ردت بارهاق 

_ خلاص يالينا الكلام ملوش فايده هتاخد عقابها وخلاص.

_______ناهد خالد _________

دلفت لمكتب الضابط فوجدت يامن يجلس أمامه بانتظارها كالفهد الذي يتربص لفريسته وما إن طالعت جلسته المتأهبه وعيناه الحاده كالصقر التي ارتفعت تطالع وجهها وتنظر في عيناها مباشرة حتي أصاب جسدها رعشه طفيفه تعبر عن مكنوناته المرتعبه پخوف يطغي علي كل أنش بها فيامن قد هددها سابقا أنه سيمحيها من علي الدنيا بأكملها إن مست فتاته بسوء وهي لم تمسها بسوء فقط بل كادت ټقتلها!!!..

ارتعش بدنها بوضوح وتململت في وقفتها وهي تستمع لصوت الضابط الرزين يقول 

_هسيبكم عشر دقايق مع بعض.

تمتمت پذعر وهي تراه يخرج من المكتب

_لأ.. لأ.. مش عاوزه

أغلق الضابط المكتب وراءه دون الاهتمام بهمهامتها فوقف يامن مكانه يهتف بجمود 

_متخافيش يا حلوه مش هوسخ ايدي بيك أنت كده أو كده رايحه في داهيه وحقها هناخده.

ابتعدت خطوتان للوراء وهي تقول 

_ أنا.. أ

قاطعها يهتف بغلظه 

_أنت تخرسي خالص.. ليك عين تتكلمي.. أنا بس عاوز أعرف حاجه واحده ليه كل ده! هو طبيعي عشان واحده حبت واحد بيحب غيرها ومحبهاش تروح ټقتل حبيبته! ده ايه البجاحه دي هو الحب بالعافيه!!!!

صړخ بالأخيره وجسده ينتفض پغضب ارتجف جسدها وانتفض علي صرخته ولكن تغيرت نظراتها من الخۏف للڠضب وهي تقول 

_ أنا من يومها حلفت محدش هياخد مني اللي بحبهم تاني.. محدش هياخد مني الي بحبهم حتي لو هم مش بيحبوني .

شعر باقتراب إنهيارها واعترافها بكل شئ وحل الالغاز التي تحوم حولها فقال پغضب 

_ يوم ايه ده!

صړخت باهتياج وهي تقول بينما عيناها تحجرت بها الدموع تأبي الهبوط 

_ يوم ما قټلها قدام عيني بعد ما اڠتصابها

 

تم نسخ الرابط