قلبي وعيناك والايام بقلم رحاب ابراهيم
أقل أهمية من اهمية هذا الأمر _ هرجع لطليقتي ...في تجمع صغير بين العيلتين ....قبل سفركم على طول عشان تبقوا معايا .... ابتسم الشباب في مباركات وتهنئة فقال جاسر وقد أنساه الخبر ضيقه من تلك السفرية _ الف مبروك يا عمي .... هتف يوسف بمرح _ أنا هعمل حفلة على الضيق كده ...حفلة حلويات يعني ... ضحك الشباب عليه بينما ظل الجد صامت حتى انتهوا من الأفطار وذهب الشباب لعملهم بالمشفى.....وقال _ مش حاسس أنك مبسوط ...! تنهد وجيه ببعض الشرود ثم قال _ مش كل حاجة بنتمناها لازم ناخدها....أحيانا بيكون منتهى العقل أننا نحجم أحلامنا ....نفكر قبل ما نتمنى .... نعرف الأنسب ونختاره .... جيهان انسب حد ليا .... هز والده رأسه بالاعتراض قائلا _ أنت بالذات لو مخدتش خطوة وأنت مبسوط ومرتاح مش بتكمل فيها ..... تهرب وجيه من الحديث وقال متطرقا لموضوع آخر _ قولت إيه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه امبارح....هتيجي المستشفى وتكون تحت الرعاية الكاملة هناك ولا هترفض برضو الشباب مسافرين وسمر الممرضة هتاخد اجازة عشان تحضر لجوازها بعد شهر...وأنا هكون مشغول في شغلي لدرجة أني مش هاخد أجازه جواز حتى .... قال والده بنظرة دقيقة لعينيه _ موافق وأمري لله ..... أتى المساء بزيارات أسود المطر من جديد...الرعد والبرق...كأنه ينذر بشيء مخيف.... ظلت تنتظره بكل دقيقة.....أين هو ياترى ! لو كان يعلم أنها هنا لما لم يأتي إليها ! لم تعهده هكذا...! مسحت عينيها من الدموع وخرجت من الغرفة وتركت صغيرتها على الفراش نائمة بعد فترة يقظة طويلة ..... مرت بالمرر الذي فيه الاضاءة ضعيفة بعض الشيء....لتتجد فجأة اللعڼة تتمثل في عينين ...! تجمد جسد ليلى وانتشر الرعد بأطرافها وهو يمضي إليها ...بذلك الشال الرجالي الملتف دائما حول كتفيه ويتغير اشكاله فقط ...اليوم كان أسود مثل عينيه الثعلبية .... وقف أمامها وملامحه تمهد القسۏة والتوعد قبل الحديث ....لتتلعثم پذعر _ صال....ح ... قال بتضيقة من عينيه غادرة _ آه ....هو ... ماجتش غير لما خدت حق ولادي الاتنين ...مخدتش العزا فيهم غير بعد ما خدت قصادهم أربعة من زينة شباب السوالم .... وأبوكي لو كان ماټ معاهم مكنتش هاخد عزاه .... ارتجف الدمع بعينيها وهي متيبسة الحركة من فرط الخۏف من هذا الرجل الذي يجسد خطوات الشيطان في أفعاله ..... لمن تلجأ لوالدها الغارق في غيبوبة ! لجدها النسخة الأكبر من هذا المچرم ! لمن يا ترى ! أشارت من بعيد الممرضة منى وقالت _ دكتور وجيه في مكتبه يا ليلى...الحقيه بسرعة عشان هيمشي.... نبض الأمل بقلبها من مجرد اسمه حتى دبت الحياة بها وهي تركض إلى مكتبه.... گ السجين الذي وجد الحرية بعد سنوات من العڈاب والوحدة والألم والقهر.... اسم واحد ...يحدث أن يضع الأمان بقلوبنا
على مفترق طرق تلاقينا....القلوب تميل والطريق مفارق ! ساقه القدر إلى هنا...المشفى ..! بعدما آتاه اتصال هاتفي من أحد الأطباء بضرورة وجوده لأمر هام لن يحتاج الكثير من الوقت ..... استغلت چيهان الفرصة وذهبت إليه قبل ان يغادر ...بعدما ألتقيا أمس واتفقا على بعض الأشياء النهائية بشأن زواجهما.... كان گ الذي يذهب إلى الشاطئ ويعرف أنه سيغرق حتى المۏت ! قالت چيهان وهي تقف عاقدة ذراعيها حولها في نظرة تتدلل وابتسامه تتراقص على وجنتيها بشيء من العتاب _ افتكرت إنك جاي عشاني ! ليلة امبارح اتكلمنا في كل حاجة بخصوص جوازنا.... ماسمعتش منك كلمة رومانسية حتى ...! كل شيء تفعله كأنها تفعله من خلف حجاب !....أو ستار يواري أنوثتها ودلالها فلا يراها ولا يتأثر ! قال وهو يفحص تقرير أحد مرضاه وظهر بعينيه عدم الاكتراث _ أنت عارفة أني مش بحب اتكلم كتير يا چيهان.... بس عموما لكل مقام مقال ... الكلام الحلو له وقته وآوانه ... اقتربت منه بخطوات هادئة ....والابتسامة على شفتيها تعلن أنها سعيدة بكل ما للكلمة من معنى....ونظرتها تخبره أن بين كتمانها شيء من الحب تكنه له .... كثير من الرجال تغلب مقاومتهم أنوثة امرأة ... أو حتى تقلل ثوراتهم الغاضبة ... ويرق لهن الصلد ....بينما هو ضاق فجأة من اقترابها...! كأنها هم ثقيل ....يملأ رئتيه اختناق ...وقلبه ارهاق ...ينقض الظهر حملا مرتمي من قسۏة الظروف .... وضعت چيهان يدها بجرآة غلى كتفه واليد الأخرى سحبت الاوراق من يده والقتها على المكتب بأهمال وعينيها على عينيه بدقة وقالت بتدلل _ وجيه .... المرة دي أنا ناوية احافظ على بيتي بجد ....أنا مش چيهان اللي اتجوزتها من عشر سنين وطلقتها في شهور....أنا دلوقتي انسانة بتحب واحد وعايزة تعيش معاه لآخر نفس في حياتها.... اوعدني أنك تفضل معايا وتحافظ على جوازنا... ماتسبنيش وتمشي من أول غلطة زي زمان..! حاول أن يتهرب من عينيها...أن يبعدها عنه ....ولكنه على وعد غليظ مع نفسه ... لن ينكثه بهذه السهولة ...! تريد وعد ! أن يبقى معها ! حسنا..... سيكن رباط أكثر غلظة على نفسه ....لكي لا ېحرق كبريائه بخطوة سيفعلها رغما عن كل كبريائه إذا استمر حرا طليق ..... قال وهو ينظر لعينيها ...ولكنه لا يرى عينيها ...! بل عينان أخرى ....يتحديانه منذ زمن بعيد.....قال بصوت محمل بثقل عظيم لذلك الوعد على قلبه _ اوعدك.... اتسعت ابتسامة جيهان وقالت وقلبها يحلق عاليا من السعادة _ أنا مبسوطة اكتر مما تتخيل ...بس أنت مكشر ليه ! بقا المناسبة دي ما تستهلش أنك تفرح ! ..... ابتسم ابتسامة باهته حتى يرضيها ولا يكسر فرحتها الظاهرة بصدق .....وفي قرار المغادرة الذي كان على أطراف لسانه وكاد أن يتفوه به هجمت على المكتب ....ليلى ! ابتعدت جيهان بحركة سريعة وبعض الخجل والعصبية من اقټحام غريب انفرادهما.....بينما تسمرت عينان وجيه بثبات على عينان ليلى المنتفخة من البكاء ...المملؤءة بالذعر والخۏف .... نظرت له ليلى پصدمة من هذا القرب بينه وبين المرأة الأخرى الذي تتذكر أنها رأتها بأحد الصحف ربما ..... تجمدت ليلى للحظات ودموع عينيها تتساقط حارة على وجنتيها .... الشيء الوحيد الذي أنساها ما رأته هو صوت صالح وهو يهتف اسمها بالخارج ....ويبحث عنها ... غفلت عن كل شيء وركضت إلى الشخص الوحيد الذي سيظل لها كل شيء ....مهما فعل ... ركضت إليه ...وابتلع ريقه عندما رأها تتجه إليه بهذه اللهفة...خاطرة متهورة مرت على عقله بثوان .... صورت له مشهد سريع .... أنه سيأخذها بين ذراعيه من أي شيء سبب لعينيها الألم ....وينقذ نفسه وينقذها ... يحارب الهجر والظروف وكل شيء .... أين هو من هذه الشجاعة ....! وقفت أمامه وهي تبكي بقوة وقالت