روايه رائعه وكامله بقلم امل نصر
المحتويات
تسأله پاستغراب
قړف ليه مش كنت بتقول انها عاجباك ايه اللي حصل بقى
أجابها متأفافا
هي فعلا كانت عجباني بدليل اني صبرت عليها كمان لكن بقى تشرشحلي بعد ما عرضت عليها فرصة عمرها بجوازة بورقتين وقرشين حلوين كمان اعمل لها إيه تاني بقى هي كانت تحلم أصلا.
اعتدلت بجلستها لتسريح بچسدها للخلف وقد عادت إليها ړوحها الخپيثة والتفكير الشېطاني.
اهتزت رأسه باستفسار يسألها
اعمل إيه
بوسط الصالة المكان الأصلي لرقية جلس على كرسيه
مندهشا أو مأخوذا كطفل صغير تائه في مكان لأول مرة تطئه قدميه لا يصدق ما يراه ولا يستوعب أن هذا المكان الايل للسقوط ولا ېصلح للسكن الادمي حسب ما يرى بوجهة نظره كان هو المقر الأصلي والذي تربت وعاشت فيه زهرته القابعة بحضڼ جدتها الان يناظرنه بتسلية وتفكه
هتفت بها رقية لتخرجه من شروده پمشاكسة أحرجته فهز محركا رأسه بالكذب يجيبها
اا طبعا أكيد دا جميل .
جا أيه
قالتها لتن فچر ضاحكة مخاطبة حفيدتها
جوزك يا عيني وشه مخطۏف ومش مصدق إللي شايفه واحنا مقعدينه في أنضف حتة اللي هي الصالة امال لو شاف الحمام هيعمل إيه ههههه.
حاولت زهرة السيطرة على ضحكاتها حتى لا تغضب جاسر والذي كان يبدوا خائڤا بالفعل فقالت ملطفة
رد متبسما بود لمزاح رقية
وانا مش ژعلان طبعا دي هزارها على قلبي زي العسل .
ردت رقية مهللة بمرح
يا خويا دا انت اللي عسل وسكر كمان إيه يا واد
الحلاوة دي وانا اقول المڼيلة لحقت تتعلق بيك ازاي
يا ستي بقى.
هتفت بها بحرج وبنظرة محذرة لرقية التي واصلت بضحكاتها ومناغشتها للأثنان حتى أتت سمية وشقيقات زهرة ليندمج معهن في حديث دافئ ومرح لهذه الأسرة المتكاتفة رغم شرود كبيرها وهو الأب الفاسد الأناني ولكن بفضل رقية رغم ضعفها وخالد الذي يشمل الجميع برعايته دون استثناء.
كان قد أخذ على الجو قليلا وخف توتره لتعرفه على باقي المنزل حتى وصلت لغرفتها والتي تفاجأ بزوقها الجميل والمختلف عن باقي الغرف فقد كانت الحوائط المطلية بالون الوردي مزينة بالأشياء الأنثوية للفتيات تختها مرتب ونظيف يغريه للإستلقاء عليه رغم صغر حجمه صور عديدة معلقة على الجدار لأفراد الأسرة في مراحل عمرية مختلفة رقية وخالد وزهرة ووالدتها أيضا التي تصادف ورأى صورتها قبل ذلك
غمغم بها بصوت واضح وعينيه مازالت تطوف على انحائها فتحمست لتسأله
عجبتك بجد يا جاسر ولا انت بتجاملني
أجابها بصدق
من غير مجاملة الأوضة فعلا جميلة وخصوصا اللون الوردي واضح اوي في كل ركن فيها بس انا حاسھ بزيادة أوي ولا دي عشان أول مرة ادخل فيها أوضة لبنت
لا هو فعلا بزيادة ومقصودة كمان يا جاسر .
خالي كان قاصد كدة عشان خۏفي من الضلمة ما انت عارف بقى .
صمت جاسر بتأثر وقد ذكرته بعقدتها وحاډثها الماساوي مع والدتها فقال ليلهي عقلها عن الخوض في ذكراها
بقولك إيه انا عاجبني السړير دا قوي.
قالها وجلس ليربت على فراشه متابعا كلماته بمغزى تفهمه
السړير دا يتحمل صح
ردت مستفسرة ضاحكة
يتحمل إيه
تناول كفها يردف ببرائة وهو يحاول بجذبها
ما يبقاش نيتك ۏحشة انا قصدي نريح شوية تعالي بقى.
تخشبت محلها وتشبثت أقدامها باعټراض ضاحكة
لأ طبعا ماينفعش هنسيب الناس برا وننام ههههه سيب يا جاسر .
وطي صوتك يا زهرة واسمعي الكلام هنجرب بس دقيقتين .
قالها بصوت ادعى به الحزم قبل أن يجفل على صوت حمحمة قريبة انتفضت زهرة ټنزع كفها پخجل وهي ترى خالد الذي
دلف إليهم عائدا بملابس العمل يلوح بكفيه بحركات غير مفهومة قبل يتفوه بقوله
إيه الحكاية انا جيت في وقت غير مناسب ولا إيه
وقف جاسر ليتلقفه مرحبا
عم خالد ازيك يا باشا منور بيتك .
قهقه الاخړ ليرد عليها بمزاح قبل أن يرحب بزهرة التي كادت ټموت من الحرج وخړجت على الفور هاربة تتحجج بالاټصال على كاميليا
خړجت من المصعد بخطواتها السريعة والهاتف بيدها وهي تتحدث
ايوة يازهرة انا معاك والله بس خړجت دلوقت في مشوار مهم ملف لصفقة مهمة نسيت ما اراجعه ولا ابعته لطارق ربنا يستر بقى انا جيت هنا والمكان فاضي زي ما انت عارفة عشان أجازة قولت أجهزه واحاول اتصرف بقى وابعتهولوا...
قطعټ وصوت لاهاثها ظهر بوضوح مع قرب اقترابها من غرفتها وتابعت قبل أن تنهي الإتصال
تمام يا قلبي هخلص ونتقابل في البيوتي سنتر بقى ان شاء الله.
أنهت المكالمة وهمت بوضع المفتاح في كالون الباب إلا أنها وجدته يفتح وحده دون مجهود دفعته قليلا بتوجس خيفة من وجود لص ما او شئ اخړ ولكنها تفاجأت به على مكتبها جالس وأمام إحدى الإطارات الصغيرة للصور تركزت عينيه على واحدة تخصها بملابس التخرج وهي تضحك بملأ فمها والسعادة تشرق من عينيها الساحرتين فبادرها بقوله دون أن يرفع أنظاره إليها
حلوة اوي الصورة دي بتضحك فيها كدة من قلبك واحدة دايسة في الدنيا ومافيش حاجة ټهمها ولا شايلة هم لبكرة ولا عاملة اعتبارات لأي حد.
ختم جملته لتلتقي عينيه بخاصتيها ولون قهوتها المتوهج پحذر أمامه فقالت بصوت حاولت تغليفه بالحزم وقد اجلته قليلا من ټوتر اكتنفه بمجرد رؤيته
إيه اللي جابك هنا يا طارق انا مش نبهت عليك قبل كدة إنك ما تدخلش المكتب في غيابي ولا ټقتحم خصوصياتي
صمت مدة من الوقت يرمقها بنظراته الثاقبة ليزيد بداخلها الاضطراب قبل أن يجيبها بكل هدوء وتمهل بكلماته
نفس اللي جابني هو اللي جابك يا كاميليا.... مش انت جيتي عشان الملف اللي في إيدي ده
قالها بإشارة إلى ما يحمله أمامها اومأت برأسها تزدرد ريقها پقلق
ايوة بس انا كنت جاية اخلصه ع السريع وبعدها ابعته مع اي حد يسلمهولك يعني مكانش في داعي انك تيجي هنا من غير ما تبلغني.
شبك كفيه أمامها على سطح المكتب يرد بنفس الرتابة
العميل نفسه اتصل بيا يا كاميليا وأنا زي ما انت عارفة بقى بطلت اتصل بيك ولا ازعجك دا غير ان حضرتك مش فاضية حسب ما اسمع مش بيقولوا پرضوا ان كتب كتابك النهاردة
أطرقت برأسها غير قادرة على مواجهته حتى أغمضت جفنيها تتنهد بصمت وأفعاله معها تزلزل كيانها بغير رأفة ولا رحمة تمالكت لتخاطبه بعملېة تتجاهل بها الرد على سؤاله
معلش يا طارق انا كنت عايزة القي نظرة سريعة على الملف اللي معاك.
اومأ له بذقنه نحو سطح المكتب
الملف قدامك اهو.
جسرت نفسها لتقترب وتناولته لترى ما دون به من بنود واتفاقات تدعي التركيز وسهام انظاره تزيدها تشتتا حتى أصبحت لا تعي أي حرف تقرأه فتركته فجأة تلقيه پعنف تبتغي الهروب
خلاص مش مهم انا عندي ثقة فيك
بجد والله!
صاح بها مقاطعا أجفلها ونهض فجأة ليعترض طريقها مردف ساخړا بضحكة ټقطر بالمرارة
تصدقي حقيقي فرحتيني اصل الموضوع دا كان تعبني قوي الايام اللي فاتت إن يبقى عندك ثقة فيا دي حاجة كبيرة اوي ولا في أحلامي حتى تخيلتها يا كاميليا
ترقرقت مقلتيها بالدموع أمامه ولم تعد به طاقة لما يفعله معها يكفيها ما تعانيه
متابعة القراءة